يحتاج الجسم إلى الحديد لصنع خلايا الدم الحمراء التي تستخدم لنقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم

 
يستمر فيروس كورونا في الانتشار بشكل واسع في جميع أنحاء العالم. وأعادت الموجات المتتالية للوباء النظر في الطرق التي أثر بها كوفيد-19 على أجزاء وجوانب مختلفة من أجسامنا، فيما يقترب من إتمام عامه الثالث.
 
وأظهر إحصاء لـ"رويترز" أن أكثر من 556.34 مليون نسمة أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى 6 ملايين و779979. وتم تسجيل إصابات بالفيروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين في ديسمبر 2019.
 
وحتى بعد التعافي، يترك فيروس كورونا آثارا لوجوده، حيث يستمر أولئك الذين وقع تشخيص إصاباتهم بفيروس كورونا في مواجهة مجموعة متنوعة من المشاكل الصحية، في ما يعرف بـ"كوفيد طويل الأمد". ومع ذلك، يمكن أن تكون هناك علامات فسيولوجية أخرى على انتقال الفيروس عبر جسم الإنسان، بما في ذلك نقص الحديد، بحسب ما نقلت صحيفة "إكسبريس تايمز" Express Times.
 
ويحتاج الجسم إلى الحديد لصنع خلايا الدم الحمراء التي تستخدم لنقل الأكسجين في جميع أنحاء الجسم. ونقص الحديد هو حالة معقدة تحدث عندما يفتقر الجسم إلى مستويات الحديد الكافية، ما يحد من أداء الوظائف الحيوية ويشكل العديد من المخاطر الصحية.
 
أعراض نقص الحديد
وإذا كان شخص ما يعاني من نقص الحديد، فقد يؤدي ذلك إلى فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، والذي تشمل أعراضه:
• التعب وقلة الطاقة
• ضيق في التنفس
• خفقان القلب
• جلد شاحب
 
وعادة ما يكون اختبار الدم البسيط قادرا على تأكيد ما إذا كان الشخص يعاني من فقر الدم الناجم عن نقص الحديد. ووفقا للدكتورة أنكيتا بيديا من مستشفيات HCMCT Manipal، يمكن أن يكون نقص الحديد علامة على إصابة شخص ما بكوفيد-19.
 
وقالت: "وجدت دراسات مختلفة زيادة في علامات الالتهاب لدى مرضى كوفيد-19 الحاد، والتي تنتج بالفعل مادة الهيبسيدين - وهي مادة كيميائية مهمة يتم إطلاقها من الكبد، والتي تساعد في تنظيم وامتصاص الحديد في الخلايا".
 
وأضافت الدكتورة بيديا أيضا أن المرضى الذين يعانون من مرض كوفيد الحاد لديهم مستويات عالية من الفيريتين، وهو بروتين في الدم معروف باحتوائه على الحديد.
 
من جهتها، قالت اختصاصية التغذية العلاجية، إدوينا راج، إن ارتباط كوفيد-19 بنقص الحديد يمكن أن يكون سببه التهاب حاد في الجسم.
 
وأشارت راج: "هذا الاضطراب في استقلاب الحديد يمكن أن يؤثر على الصحة العامة ويؤخر التعافي من المرض.
 
وتابعت: "يستمر المرضى الذين يتعافون من كوفيد-19 في الإبلاغ عن التعب الشديد وضيق التنفس وضعف الشهية وألم الصدر والدوخة والضعف الإدراكي وتساقط الشعر".
 
علاج فقر الدم
ويعتمد علاج فقر الدم الناجم عن نقص الحديد إلى حد كبير على سبب النقص.
 
وتقول هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS): "إذا أظهر فحص الدم أن عدد خلايا الدم الحمراء لديك منخفض، فعليك باستخدام أقراص الحديد لتحل محل الحديد المفقود من الجسم".
 
وبالإضافة إلى الأقراص، يمكن للمرضى أيضا تناول الأطعمة الغنية بالحديد مثل الخضروات ذات الأوراق الخضراء الداكنة والحبوب والخبز المدعم واللحوم والفواكه المجففة مثل المشمش والبقول.
 
وإلى جانب تناول المزيد من بعض الأطعمة، يوصي الخبراء الصحيون أيضا بتناول كميات أقل من الشاي، والقهوة، والحليب ومشتقاته، والأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من حمض الفايتيك.
 
وعلى غرار أوجه القصور الأخرى، يمكن أن يكون لفقر الدم الناجم عن نقص الحديد عدد من الأسباب مثل تناول بعض الأدوية المضادة للالتهابات، وقرحة المعدة، والتهاب الأمعاء، وسرطان الأمعاء أو المعدة.
 
وقبل الربط بين نقص الحديد بكوفيد-19، من المهم ملاحظة أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لاستنتاج هذا الارتباط.
 
وفي حالة تحديد مثل هذا الاتصال، فإنه سيضاف إلى القائمة الطويلة من المضاعفات المرتبطة بكوفيد-19.