تلقيت العديد من الاتصالات، توابع العمود السابق، عن إخفاق عدد من الموهوبين فى تحقيق رقم فى شباك التذاكر؟
 
النجومية سر غامض، ما هو ظاهر منها قليل جدًّا، وهى ليست مقصورة فقط على نجوم التمثيل والغناء، هناك الكاتب الصحفى النجم محمد حسنين هيكل، والكاتب الروائى النجم يوسف إدريس، والمخرج النجم يوسف شاهين، والشاعر النجم عبدالرحمن الأبنودى، والوزير النجم عمرو موسى، ولاعب الكرة النجم محمود الخطيب، والمؤلف النجم أسامة أنور عكاشة، والطبيب النجم أحمد عكاشة، والعالم النجم أحمد زويل، وستجد أيضًا الجزار النجم وبائع الفول النجم والفكهانى النجم، وغيرهم كل فى مجاله يحقق قدرًا من الوهج.
 
من الممكن أن تذكر عشرات من الأسماء لا تقل أهمية فى العطاء، إلا أن الناس تختار فى العادة نجمًا واحدًا.
 
روى لى المخرج عاطف سالم أنه أثناء تصوير أحد مشاهد فيلم (حد السيف) منتصف الثمانينيات، فى مقهى (التجارة) بشارع محمد على، تضمن المشهد تواجد محمود مرسى مع يونس شلبى، فوجئ عاطف بآلاف من الجماهير تقتحم المقهى للتعبير عن حبها الهستيرى، ليونس شلبى، واستغرق الأمر نحو خمس ساعات، حتى تمكنت أجهزة الشرطة من إعادة الضبط والربط، فى اليوم الثانى كان من المفترض أن اللقطة لمحمود مرسى، فقط، أراد عاطف طمأنة مرسى، وأكد له أنه سوف يتواصل مع أحد أصدقائه فى الداخلية لضمان ألا يتكرر ما حدث أمس، قال له مرسى: الحكاية لا تستحق، أمس كان جمهور يونس شلبى، وسوف تمر اللقطة اليوم بهدوء، وهذا هو بالضبط ما حدث، تعاملت الجماهير بهدوء وهى تعبر عن حبها لمحمود مرسى.
 
الأستاذ محمود مرسى أحد أهم أساطين فن التمثيل فى الوطن العربى، إلا أنه فى السينما لم يتحقق كنجم شباك، بينما كان هو نجم التلفزيون الأول، حتى إنه حذر نجوى فؤاد منتجة فيلم (حد السيف) من الاستعانة به بطلًا، وقال لها ح تندمى، لن يقطع أحد التذكرة.
 
قطعًا هناك قلة محدودة جدًّا جمعت بين نجومية كل الوسائط الفنية، مثل عادل إمام (سينما، مسرح، تلفزيون، إذاعة)، إلا أن القاعدة، النجومية الطاغية، تتحقق غالبًا فى مجال واحد، قارن مثلًا اسم صبحى فى المسرح واسم صبحى فى السينما، أو الفخرانى فى التلفزيون والفخرانى فى السينما.
 
القدرة على الجذب منحة إلهية لا نملك الإمساك بكل أسبابها، تولد مع البعض، كما أنها تختلف فى الدرجة، وهى ليست بالضرورة مطلقة، قد تخفت مع الزمن، نعم اختيارات الفنان وسلوكه الشخصى والصورة الذهنية التى يصدرها للناس تلعب دورًا، ولكن أيضًا فى لحظة وبدون أى أسباب مباشرة قد تموت النجومية، ومن كانت الناس تبحث بالأمس عنه، صاروا اليوم يفرون منه.
 
الموهبة قطعًا تلعب دورًا، إلا أنه ليس دور البطولة، ولا تتساوى النجومية، بالضرورة، مع حجم الموهبة، نجومية عادل إمام مثلًا مكنته من أن يصبح نجم الشباك الأول، بينما موهبة أحمد زكى حققت له مكانة الألفة بين المبدعين.
 
أصوات مثل محمد قنديل أو سعاد محمد أو خالد عجاج، إمكانيات وموهبة أكبر من النجومية، وهكذا لم يحقق قنديل جزءًا من وهج عبد الحليم، ولا سعاد محمد شىء من نجاح شادية ولا عجاج لمحة من بريق تامر حسنى!.
نقلا عن المصري اليوم