إعداد/ ماجد كامل
لك أن تتصور عزيزي القاريء حجم العذاب الذي كان يعيشه المريض أثناء العمليات الجراحية قبل اختراع التخدير ؛ حتي إن آلاف المرضي كانوا يموتون من شدة الألم ؛حتي ندرك حجم الإنجاز الكبير الذي قدمه الطبيب الأمريكي وليم مورتون (1819- 1868 ) للبشرية باختراعه غاز الأثير المخدر أثناء عمليات خلع الضرس
.أما عن وليم مورتون نفسه ؛فأسمه بالكامل هو "وليم توماس جرين مورتون" ؛ولد في 9 أغسطس 1819 بأحدي الولايات الأمريكية من أب مزارع فقير .
ولقد تدرج في مراحل التعليم المختلفة حتي حصل علي بكالوروس طب الأسنان وكان ذلك عام 1842 . وواصل دراسته العليا حتي حصل علي درجة الدكتوراة عام 1852 . ولقد كانت المشكلة الكبري التي كانت تؤرق مورتون هو رؤيته للالم والعذاب الشديد الذي كان يعانيه مريض الأسنان أثناء عملية خلع الضرس .ولقد حاول طبيب أسنان قبله يدعي "هوراس ويلز" (1848- 1815 ) أستخدام الغاز المثير للضحك أثناء العمليات غير أنه لم يجدي كثيرا .ولقد فكر مورتون في استخدام غاز الأثير ؛ولقد قام بتجربته في البداية علي كلبه ؛ثم قام بتجربته علي نفسه . حتي جاءت لحظة الاكتشاف الكبري في يوم 31 سبتمبر 1846 عندما جاءه أحدي المرضي يشكو من ألم فظيع في أسنانه ؛ وأبدي هذا المريض أستعداده أن يتحمل جميع أنواع الآلام شريطة أن يشفي من الألم الذي يعاني منه ؛فقام مورتون بتجربة غاز الأثير عليه ؛ وبعد أن فاق من العملية سأله هل شعرت بأي ألم ؟ رد عليه لا أنه لم يشعر بأي ألم .
ولم يكتفي مورتون بذلك الأمر ؛بل قام بإجراء العديد من العمليات الجراحية أمام الأطباء ؛ وقامت الصحف بنشر نتائج هذا الاختراع العظيم . ولكن وللأسف الشديد حرك الحقد قلب أستاذه في الكلية ويدعي "تشارلز جاكسون "الذي أدعي ـأنه هو صاحب الاكتشاف الحقيقي . وللأسف الشديد أيضا أستخدم أطباء الأسنان مادة الأثير في التخدير دون أن يذكروا أسم صاحب الفضل الأول في اكتشافها ولا دفعوا له مكافأة مادية علي نتيجة أختراعه هذا .مما أدي إلي اكتئاب مورتون وأصابته باليأس والغم ؛ حتي مات فقيرا معدما في 15 يولية 1868 ؛ ولم يكمل العام التاسع والأربعين من عمره . ولكن الانصاف جاءه بعد وفاته ؛ إذا قامت الحكومة الأمريكية بشتييد تمثال له أمام مقبرته في بوسطن ولقد نقش علي التمثال العبارات التالية :-
"وليم مورتون مخترع ومكتشف التخدير عن طريق التنفس مما أدي إلي تخفيف الألم عند إجراء العمليات الجراحية وكانت الجراحة قبله عذابا ولكن بعده أصبح العلم أصبح قادرا علي التحكم في الألم والقضاء عليه ".
وهكذا أنصف تاريخ الطب العالم الأمريكي وليم مورتون وحفظ له حقه في الاختراع ولو بعد وفاته ؛ كما حفظت له البشرية جميله الكبير في تخفيف آلام الملايين من البشر من عذاب الآلام المصاحبة لعمليات خلع الضرس .