د. أمير فهمى زخارى المنيا
هل تساءلت يوما عن السبب وراء تسمية بعض الشوارع والميادين في مصر بأسمائها الحالية؟.. فكل تلك الأسماء لا بد وأن يكون لها أصل تاريخي.

1. شارع أحمد حلمي:
• سمي بذلك الاسم نسبة إلى الصحفي المصري "أحمد حلمي"، الذي عمل إلى جوار الزعيم "مصطفى كامل" في جريدة اللواء، وكان من أشهر مقالاته مقالا بعنوان" يا دافع البلاء"، والذي انتقد فيه حادثة "دنشواي"؛ واشُتهر بانتقاده الأسرة الخديوية، فوجهت له تهمة "العيب في الذات الملكية" وتم سجنه نتيجة لذلك، ويُعتقد أنه أول صحفي مصري يصدر عليه حكم بالسجن.
• ويشار إلى أن "أحمد حلمي" ولد عام 1875 في حي "الحسين" بالقاهرة، وتوفي عام 1936، وتم تسمية ميدان وشارع بالقاهرة نسبة إليه؛ والجدير بالذكر أنه جد الشاعر "صلاح جاهين".

2. شارع الفلكي:
• شارع "الفلكي" هو شارع شهير متفرع من ميدان "باب اللوق"؛ ويشير بعض المؤرخين الى أنه سمي بذلك الاسم نسبة إلى "محمود باشا حمدي الفلكي"، أحد أهم العلماء البارزين في علم الفلك في العصر الحديث،
• والذي يعد رائدا في مجال علم الفلك الأثري الذي ربط بين الظواهر الفلكية والشواهد والمعالم الآثرية على نحو غير مسبوق، وله العديد من الأبحاث والدراسات الفلكية التي حازت على إعجاب وتقدير علماء الغرب؛
• وكان تلميذا لـ"علي مبارك" بمدرسة "المهندسخانة" بالقاهرة؛ وقد عاش خلال الفترة ما بين عامي 1815 حتى 1885.

3. شارع الموسكي:
• سميت منطقة الموسكي بذلك الاسم نسبة إلى الأمير "عز الدين مؤسك"، وهو أحد أقارب "صلاح الدين الأيوبي"، وأنشأ قنطرة عرفت باسم "قنطرة الموسكي" في المنطقة التي عاش وبنى فيها قصرا له والتي سميت باسمه؛
• وعندما جاءت الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1798، قام الجنود الفرنسيين بهدم منطقة قنطرة "الموسكي" وأنشأوا طريقا من مكان القنطرة إلى ميدان جامع "أزبك"، وهذا الطريق هو شارع "الموسكي".

4. باب الخلق:
• كان يعرف في الماضي باسم "باب الخرق"، حيث كانت تلك المنطقة في بداياتها عبارة عن أرض فضاء بدون بنايات، مما عرضها للرياح الشديدة، لذلك سميت بـ"باب الخرق"، في إشارة إلى "الخرق" الذي يخترقه الهواء؛
• ولاحقا تم تحريف الاسم ليصبح "الخلق" ويُعتقد أن السبب وراء ذلك يرجع إلى استهجان السكان من ذلك اللفظ وهو ما جعل الخديوي "إسماعيل" يأمر بتغيير اسم المنطقة إلى "باب الخلق".

ه. ميدان عابدين:
• سمي كل من ميدان وقصر "عابدين" بذلك الاسم نسبة إلى "عابدين بك"، وهو أحد القادة العسكريين في عهد "محمد علي"،
• والذي كان يمتلك قصرا صغيرا في مكان قصر "عابدين" الحالي،
• فقام الخديوي "إسماعيل" بعد توليه الحكم بشرائه من أرملته وهدمه ثم ضم إليه أراضي شاسعة ثم شرع في تشييد القصر الحالي.

6. شارع الرويعي:
• سمي بذلك الاسم نسبة إلى "شهاب الدين أحمد بن محمد الرويعي"،
• وهو من أشهر التجار المغاربة الذين عاشوا في مصر في أوائل القرن السابع عشر، وسُمي بـ"شاهبندر التجار.

7. خان الخليلي:
• يعتبر أحد أعرق أسواق الشرق، ويرجع تاريخه إلى نحو 600 عام،
• وسمي بذلك الاسم نسبة إلى مؤسسه "جركس الخليلي"، وهو أحد أمراء المماليك وكان كبير التجار في عصر السلطان "برقوق" عام 1400 ميلاديا،
• وهو في الأصل من مدينة "الخليل" الفلسطينية.

8. حي باب اللوق:
• وترجع تسمية الحي بباب اللوق أن الأرض كانت لينة أي “تلاق لوقًا” فتبذر فيها البذور ويُضغط عليها بألواح خشبية حتى تغوص في الأرض – التي تشبعت بمياه النيل طوال فصل الصيف – وتترك حتى ينضج النبات تمامًا. فلم تكن أرض باب اللوق بحاجة إلى الري أبدًا. وهذا أحد أسباب التسمية؛

• أما السبب الآخر فيظهر في رسالة عبد الملك بن مروان – الخليفة الأموي – إلى الحجاج بن يوسف الثقفي عندما قال له ” لا تترك لقًا ولا خقًا إلا زرعته ” واللق المقصود به: الأرض المرتفعة. وهذا هو سبب تسمية الحي باللوق أما لماذا باب؟ هذا ما سنعرفه الآن:

• قديمًا أنشأ السلطان نجم الدين أيوب بأرض اللوق ميدانًا ليلعب به هو وفرسانه لعبة” الأكرة ” – وهي مزيج من رياضتي الفروسية والجولف، يقوم فيها الفارس من على ظهر الخيل بتحريك الكرة بالمضرب ومحاولة إسقاطها فيي الحفر المخصصة لها – وكان لهذا الميدان باب وسور لدخول اللاعبين والفرسان والجمهور. ومن هنا جاء اسم ” باب اللوق “.

• وفي عام 1241 قام السلطان نجم الدين أيوب بإنشاء قنطرة عند باب الخلق لكي يمر عليها من القلعة إلى الميدان الذي أقامه في باب اللوق، وأقام به مكان يسمى بالمنظرة ليجلس عليه ويتمتع بالمناظر الجميلة.

والى اللقاء في مجموعه أخرى من أسماء الشوارع وأصولها التاريخية ...تحياتى..
د. أمير فهمى زخارى المنيا