حمدي رزق
اسمعوا منا لا تسمعوا عنا، لسان حال الرئيس السيسى وهو يسمع العالم رسالة مصر، رسالة بعلم الوصول، رسالة السلام، مصر بلد السلام ولا تعرف سوى السلام، ولا تنطق سوى بالسلام، وقالوا سلاما.

كلمة الرئيس السيسى في قمة الأمن والتنمية في «جدة» جامعة مانعة، ورسمت رؤية وطنية، ومقاربة حقيقية، لمجمل القضايا التي تؤرق شعوب العالم نحو قضية الأمن والسلم العالميين، رسالة تجسد المفهوم الحضارى المصرى العميق في تجليه إنسانيا.. رسالة للإنسانية.

سمع العالم بأسره صوت مصر، واضحا عاليا نداء بالحق في الحياة في عالم يعج بالصراعات الدينية والإثنية والعرقية والجهوية والطائفية، ما كلف المنطقة العربية غاليا من الأرواح والثروات، ولولا هذه الصراعات ما بات في المنطقة جائِع أو لاجئ.

الرئيس برهن في كلمته على الرؤية الوطنية في ابتكار حلول لأزمات المنطقة، محورها الحفاظ على الدولة الوطنية التي تعد حجر الزاوية الذي يقام عليه البناء عاليا، وحماية حدود الدولة الوطنية واجب على الشركاء في المنطقة ومن خارجها، ففيها النجاة من ويلات الحروب والصراعات الأهلية والطائفية التي أضعفت دولا وشردت شعوبا.

كان الصوت المصرى على لسان الرئيس السيسى واضحا في حتمية حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية على حدود الرابع من يونيو (حزيران) في العام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، وضوح الحروف، ونصاعة الطرح المتجدد وفى حضرة الرئيس «جوزيف بايدن» الذي كان لتوه في «تل أبيب»، وسمع منهم، فأراد الرئيس السيسى أن يسمعه ما لم يسمعه هناك في إسرائيل، على طريقة اسمعوا منا.. ولا تسمعوا عنا.

كان السيسى شديد الوضوح والصرامة في قضية مياه نهر النيل، مستندا في طرحه على القانون الدولى، والاتفاقيات التاريخية المستدامة، وعلى الحق في الحياة، وعدم التعدى بالاستئثار بالمياه عند المنابع ما يهدد الشعوب عند المصب، مؤكدا حق الشعوب في الحياة، والماء أصل الحياة، في رسالة لا تفوت لبيبًا، وجو بايدن لبيب واللبيب من الإشارة يفهم، والرسالة المصرية بعلم الوصول.. ويقينا وصلت لمن يغرف من مياه النهر افتئاتا على حق الشعوب في الحياة.

الرؤية الوطنية تجسدت وضوحا لا لبس فيه في قضيتين: (الحريات) وتحديدا حرية المعتقد، و(حقوق الإنسان) ومحورها الحق في الحياة، توكيدًا على الرؤية الوطنية في قضيتين لطالما شغلتا الرأى العام العام عالميا ومراكز التفكير المؤثرة على صناعة القرار الأمريكى، كان السيسى واضحا في حماية حرية المعتقد، وتحسين جودة حقوق الإنسان مطلبا وطنيا تعمل عليه الدولة المصرية بجد واجتهاد.

السيسى كان صارما في مواجهة خطر الإرهاب الذي يطوق المنطقة بالمتفجرات، وجاء تحذيره لداعمى الإرهاب دولا ومنظمات وجماعات، مجسدا الدور المصرى في مواجهة الإرهاب، وتحمل مصر العبء عن العالم في تفكيك شبكاته العابرة للحدود والتى تهدد الدول الوطنية داخل حدودها، والرسالة هنا لافتة ووصلت إلى داعمى الإرهاب ومموليه الذين يستمعون القمة التي جاءت معبرة عن رفض الإرهاب بكافة صوره وأشكاله.

المحاور المصرية الخمس في خطاب مصر تشكل خارطة طريق وطنية للشركاء الدوليين في مواجهة خطر الإرهاب الأسود الذي أطاح بدول وطنية فسقطت تحت عجلات لا ترحم.. ففقدت منعتها، وسقطت من حالق في غيابات الجب.
نقلا عن المصرى اليوم