كريم كمال
يوم ١٨ يوليو يوم غير عادي في تاريخ الكنيسة القبطية الارثوذكسيةً وفي تاريخ الوطن ايضا حيث ترهب في هذا اليوم من عام ١٩٥٤م راهب كتب تاريخ جديد للكنيسة وشارك ايضا في كتابة تاريخ مصر في حقبة من اهم الحقب التاريخية في القرن العشرين والواحد والعشرين.

راهب أعاد مجد الرهبنة بعد ان كادت ان تندثر حيث أعاد الحياة الرهبنية لعدد كبير من الاديرة بجانب تشجيع الشباب علي حياة البتولية والرهبنة ومن هؤلاء رسم اساقفة عظام كان لهم اثر علي جيلنا واجيال قبلنا وبعدنا ومن هؤلاء اذكر علي سبيل المثال وليس الحصر العالم الاهوتي المتنيح الانبا يوأنس اسقف الغربية وسكرتير المجمع المقدس لأعوام طويلة وباكورة رسامتة وعمود الرهبنة المنير المتنيح الانبا صرابامون اسقف ورئيس دير القديس الانبا بيشوي بوادي النطرون والمعلم الأرثوذكسي الأمين المتنيح الانبا بيمن اسقف ملوي والمتنيح الانبا بيشوي مطران دمياط وسكرتير المجمع المقدس واستاذ اللاهوت والذي قاد الحوارات المسكونية لأكثر من ربع قرن من الزمان بجانب الأحبار الاجلاء الأحياء اطال الله حياتهم نيافة الانبا موسي الاسقف العام للشباب والاب الروحي للشباب والذي لة الفضل الاول بعد الله ان تكون في الكنيسة القبطية خدمة شباب منظمة في مصر وبلاد المهجر كانت العامل الرئيسي في بناء شباب الاقباط وربطهم بالكنيسة علي مدي اكثر من اربعة عقود ومنها خرج اساقفة وكهنة وخدام عظام في جميع أنحاء المسكونة ونيافة الانبا متاؤس اسقف ورئيس دير السريان واحد علماء الطقس في كنيستنا القبطية وصاحب اهم مؤلفات طقسية ونيافة الانبا بنيامين مطران المنوفية واستاذ الطقس المدقق ونيافة الانبا بيسنتي اسقف حلوان رجل الوطنية واحد اهم دعائم وحدتنا الوطنية خلال ثلاث عقود من خلال مشاركتة في اغلب اللقاءات الوطنية ايمانا منة بأهمية العيش المشترك وغيرهم من أحبار الكنيسة العظام والذي كان بختار كل واحد منهم بعناية ودقة تتمثل في عدد من العوامل منها ان يكون راهب زاهد وخادم حقيقي ومعلم أرثوذكسي لا غش فية وهنا يجب ان نتذكر بكل اعزاز وتقدير اب رهبنة هذا الجيل وعمود برية شهيت المنير المتنيح نيافة الانبا ثاؤفيلس اسقف ورئيس دير السيدة العذراء الشهير بدير السريان بوادي النطرون الذي شجع جيل من الخدام المتعلمين علي حب الرهبنة ودعمهم داخل الدير وكان يفرح برسامة اي ابن من ابنائه الرهبان اسقف وعلي راس هؤلاء الراحل العظيم قداسة البابا شنودة الثالث.

اما قداستة فكان راهب حقيقي اختار حياة الوحدة والعيش في المغارة لانة عاش راهب قبل الرهبنة وبعد الأسقفية وحتي لما اصبح بطريرك فقد يكون البابا الوحيد في تاريخ الكنيسة الذي كان يقضي نصف الاسبوع في الدير طول فترة حبريتة المباركة.

ومثل الامس القريب اتذكر تجربتي الشخصية مع البابا الراهب حيث فكرت في عمل فيلم تسجيلي عن قداستة تحت اسم همسة حب عام ١٩٩٦م وهي تجربة اتاحت لي ان آراء قداستة عن قرب شديد حيث استمر تصوير الفيلم ثلاث سنوات تخللها لقاءات عديدة مع قداستة في القاهرة والإسكندرية ودير القديس الانبا بيشوي في وادي النطرون واتذكر في احد الليالي بعد انتهاء التصوير  وأثناء المبيت في المقر البابوي في الدير خرجت بعد الساعة الثانية عشر من نصف الليل للجلوس في حديقة المقر لأجد قداستة يجلس علي الأرض بجلباب قديم وفي يدة كراسة صغيرة وقلم يكتب فيها وقد جلست من بعيد لمشاهدتة حتي تخطت الساعة الرابعة صباحا وهو مستمر علي نفس الوضع وفي الثامنة صباحا تقابل معنا بكل نشاط كأنة شاب صغير رغم عدم النوم والجلوس علي الأرض لساعات رغم الانزلاق الغضروفي الذي كان يعاني منة من أعوام عديدة والملاحظة الاخري التي لاحظتها ان قداستة يعيش علي اكل لا يحتوي علي اي لحوم او فراخ او اسماك في كل المرات التي قام بدعوتنا فيها علي الطعام رغم انها لم تكون فترات صيام.

الكلام عن نظير جيد الخادم الأمين الذي عاش راهب وهو خادم وعاش راهب متوحد وهو الراهب أنطونيوس السرياني وايضا وهو الانبا شنودة اسقف عام للتعليم والمعاهد الدينية واستمر الوضع وهو قداسة البابا شنودة الثالث بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ليكون البابا الراهب الزاهد عن قناعة وايمان ومنهج في الخدمة وهو امر كان لة اثر بالغ علي هذا الجيل.

الحديث عن قداسة البابا شنودة الثالث يحتاج الي مجلدات كبيرة لان قداستة منارة للرهبنة في عصرنا الحديث تجد فية رهبنة الانبا أنطونيوس اب الرهبنة وقوة ايمان الانبا اثناسيوس المدافع عن الإيمان وقوة الانبا كيرلس عمود الدين وتوحد الانبا شنودة رئيس المتوحدين وشركة الانبا باخوميوس اب الشركة وقوة وعظ وتأثير القديس يوحنا  ذهبي الفم فقد كان مزيج من هؤلاء القديسين الكبار العظام لذلك سوف تظل ذكري رهبنة قداستة حدث موثر في تاريخ كنيستنا القبطية الارثوذكسيةً العريقة وفي ذكرتنا وفي ذاكرة الوطن.