أعلنت دولة غانا عن وفاة شخصين بفيروس "ماربورج"، مما أثار الذعر في العالم، ليدفع المسئولين للاستعداد لتفشٍ محتمل، ويطرح السؤال لما كل هذا الهلع من الفيروس؟.
وبحسب وسائل إعلامية، فإن الضحيتين من منطقة أشانتي جنوب غانا كانا يعرفان بعضهما البعض، مما يشير إلى أن فيروس ماربورج القاتل يتفشى على نطاق أوسع.
وعبرت منظمة الصحة العالمية، عن بالغ قلقها من انتشار فيروس ماربورج عالمياً، مؤكدة أن الفيروس قادر على قتل المصاب خلال 3 أيام.
ماذا يفعل ماربورج بالمصابين؟
ويقول المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية، في تصريحات لقناة "العربية"، إن أخطر أعراض الفيروس هي الوصول إلى "الحمى النزفية".
وأوضح أن المرض عبارة عن حمى نزفية شديدة العدوى من نفس عائلة الإيبولا، وينتقل للبشر عبر خفافيش الفاكهة وينتقل بين الأشخاص بالاتصال المباشر بسوائل الجسم للأشخاص المصابين والأسطح.
ووفقاً لتقارير، فإن هناك أعراض رئيسية لمن يصابون بالفيروس، حيث يبدأ المرض الناجم عن فيروس ماربورج فجأة بصداع حاد ووعكة شديدة. ومن أعراضه الشائعة أيضاً الأوجاع والآلام العضلية.
وعادة ما يتعرّض المريض لحمى شديدة في اليوم الأول من إصابته، يتبعها وهن تدريجي وسريع.
وفي اليوم الثالث تقريباً فيُصاب المريض بإسهال مائي حاد وألم ومغص في البطن وغثيان وتقيّؤ. ويمكن أن يدوم الإسهال أسبوعاً كاملاً.
ويقال إن المريض يُظهر، في هذه المرحلة، ملامح تشبه "ملامح الشبح" وعينين عميقتين ووجهاً غير معبّر وخمولاً شديداً.
ويُظهر الكثير من المرضى أعراضاً نزفية وخيمة في الفترة بين اليوم الخامس واليوم السابع، علماً أنّ الحالات المميتة تتسم بشكل من أشكال النزف من مواضع عدة.
ومن المُلاحظ أنّ وجود الدم الطازج في القيء والبراز يصحبه، في كثير من الأحيان، نزف من الأنف واللثّة والمهبل.
وفي الحالات المميتة تحدث الوفاة في الفترة بين اليوم الثامن واليوم التاسع بعد ظهور الأعراض ويسبقها عادة صدمة.
لا يعدي أثناء فترة الحضانة
وذكرت قناة "العربية" أنه فيما يقتضي انتشاره بين البشر مخالطة أحد المصابين به عن كثب، إلا أنه لا يعدي بين البشر أثناء فترة حضانته.
ويُصاب المرء بالعدوى جراء ملامسة دم المريض أو سوائل جسمه الأخرى (البراز والقيء والبول واللعاب والإفرازات التنفسية) التي تحتوي على الفيروس بتركيزات عالية.
وتزداد قدرة المصابين على نقل العدوى كلّما تطوّر المرض لديهم، وتبلغ تلك القدرة ذروتها خلال مرحلة المرض الوخيمة.
أما فترة الحضانة فتتراوح بين 3 أيام إلى 9 أيام، وفق منظمة الصحة.
لا علاج أو لقاح
يشار إلى أنه لا يوجد لقاح ولا علاج محدد لمكافحة هذا المرض. ويجري الاضطلاع بدراسات إيكولوجية من أجل تحديد المستودع الطبيعي لحمى ماربوغ وحمى الإيبولا على حد سواء.
وهناك بيانات تدل على أن الخفافيش تلعب دوراً في هذا الصدد، غير أنّه ما زال يتعيّن بذل جهود كبيرة للتمكّن من تحديد الدورة الطبيعية لسريان المرض بشكل قاطع.
كما يمكن للنسانيس نقل العدوى أيضاً، ولكنّها لا تُعتبر من مستودعات المرض المعقولة، ذلك أنّ جميع الحيوانات الحاملة للعدوى تقريباً تموت بسرعة فائقة، ممّا لا يترك مجالاً لبقاء الفيروس وسرايته. والمُلاحظ أيضاً أنّ الإصابات البشرية تحدث بشكل متفرّق.
استعداد عالمي
يقول الدكتور فرانسيس كاسولو، ممثل منظمة الصحة العالمية في غانا، إن "السلطات الصحية تحقق في الوضع وتستعد لاستجابة محتملة لتفشي المرض".
وأضاف كاسولو: "نحن نعمل عن كثب مع غانا لتكثيف الكشف وتتبع جهات الاتصال والاستعداد للسيطرة على انتشار الفيروس".
وفي السياق، أعلن مسئولون أن الضحيتين الغانيين عانا من الإسهال، والحمى، والغثيان والقيء، لكن لم يتم الكشف عن أعمارهما وجنسيهما.
ووصف الخبراء فيروس "ماربورج" بأنه "التهديد الوبائي الكبير التالي"، حيث قالت منظمة الصحة العالمية إنه "قابل للتحول إلى وباء".