د.ماجد عزت إسرائيل
تحت رعاية صاحب النيافة الأنبا «دميان»ألمانيا ورئيس دير السيد العذراء والقديس موريس '> أسقف شمال ألمانيا ورئيس دير السيد العذراء والقديس موريس بألمانيا وبصحبته كل من قدس أبونا سوريال المحرقي وأبونا دميان صدقي وأبونا مرقس سليمان؛ عقد مؤتمر أطفال وشباب كنائس أبرشية شمال ألمانيا في الفترة ما بين (15-17 يوليو 2022). وكان محور المؤتمر دراسة الكتاب المقدس من خلال پانوراما شيقة،تبدأ من بداية الخليقة وحتى سفر رؤيا يوحنا اللاهوتي (سفر الرؤيا). وفي ذات العرض يتم عقد مقارنة بين العهدين من خلال شخصية يونان النبي والسيد المسيح.
فقد مكث السيد المسيح في القبر ثلاثة أيام وكان اليهود قبل صلبه قد طلبوا منه أن يريهم آية "فَأَجابَ وَقَالَ لَهُمْ: «جِيلٌ شِرِّيرٌ وَفَاسِقٌ يَطْلُبُ آيَةً، وَلاَ تُعْطَى لَهُ آيَةٌ إِلاَّ آيَةَ يُونَانَ النَّبِيِّ.. لأَنَّهُ كَمَا كَانَ يُونَانُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال، هكَذَا يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ فِي قَلْب الأَرْضِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَال." (مت 12: 39-40).
كان السيد المسيح قد صنع أمام اليهود آيات كثيرة. ولكن كثير منهم لم يمكنهم أن يؤمنوا بأنه هو الله الظاهر في الجسد. كذلك كانت التوبة بعيدة عن قلوبهم، ولم يفهموا مقاصد الله وتدابيره الحقيقية. كذلك البشرية، كانت غارقة في ظلال الموت قبل إتمام الفداء. ولم تنفع معها كل الأدوية السابقة، وكل إعلانات الله ومعجزاته في وسطهم. ولم يتمكن الناموس الإلهي؛ الأدبي أو المكتوب -بالرغم من صدق المقاصد الإلهية- من تحرير الإنسان من ناموس الخطية والموت.
فمن جانب، لم يتمكن كثير من اليهود من التوبة والإيمان بالمسيح إلا بعد صلبه وقيامته. ولهذا قال لهم قبل الصلب: "فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «مَتَى رَفَعْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ، فَحِينَئِذٍ تَفْهَمُونَ أَنِّي أَنَا هُوَ، وَلَسْتُ أَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ نَفْسِي، بَلْ أَتَكَلَّمُ بِهذَا كَمَا عَلَّمَنِي أَبِي." (يو 8: 28). ومن جانب آخر لم تتمكن البشرية بصفة عامة من التحرر من سلطان إبليس، إلا بعد إتمام الفداء، والكرازة باسم المسيح لغفران الخطايا. اتخذ السيد المسيح من قصة يونان في بطن الحوت وسيلة لإيضاح مقاصد الله في خلاص البشرية. مؤكدًا أن الآية المطلوبة لتحرير البشر من الخطية هي دفن المسيح وقيامته بعد ثلاثة أيام.