إعداد/ ماجد كامل
يعتبر القمص بولس باسيلي ( 1916- 2010 ) واحدا من أهم أساتذة الكلية الإكليركية الذين عملوا بالتدريس بها خلال النصف الأول من القرن العشرين . أماعن القمص يولس باسيلي نفسه ؛قأسمه في شهادة الميلاد "فؤاد باسيلي " ولد في مدينة منفلوط محافظة أسيوط في 17 مايو 1916 من أيوين
فاضلين ؛ وكان فؤاد هو المولود السادس بين شقيقين وأربعة أخوات ؛ وحين بلغ فؤاد سن الشباب ؛نزحت الأسرة إلي القاهرة ؛ وفي القاهرة تعرف علي الأرشيدياكون القديس حبيب جرجس وألتحق بالمدرسة الإكليركية ؛وتخرج فيها بتقدير امتياز عام 1938 ؛ ,والجدير بالذكر أن الارشيداكون القديس حبيب جرجس (1876- 1951 ) قد كتب عنه في موسوعته الخالدة "المدرسة الاكلريكية القبطية الأرثوذكسية بين الماضي والحاضر " الخريج تحت رقم (317 ) فقال عنه "فؤاد باسيلي : من منفلوط .التحق بالمدرسة سنة 1935 وقضي بها 3 سنوات ؛تعين واعظا بكنيسة أبي سيفين بشبرا – وجمعية ثمرة الاخلاص بشبرا – ثم مدرسا بالمدرسة الاكليركية وهو الان واعظ بالكنيسة والجمعية : ومدرس بالمدرسة الاكليركية "المرجع السابق ذكره ؛ الصفحة ( 303 ) ؛ الصورة والخريج رقم (317 ) تزوج في عام 1943 من أحدي الفتيات القبطيات وتدعي "تهاني سعد سليمان " وأنجب منها ثلاثة أولاد هم ( -فرانسوا – سمير – فريد) . ونظرا لمواهبه الفذة في الوعظ والخطابة ؛ قام الأرشيدياكون حبيب جرجس بتعيينه مدرسا لعلم الوعظ في الكلية الإكليركية في نفس سنة تخرجه (1938 ) وأستمر في العمل بها حتي عام 1976 . كما عين أستاذ لعلم الوعظ في مدرسة الرهبان اللاهوتية بحلوان عام1945 ؛ وكلف بخدمة الوعظ في كنائس مارجرجس الجيوشي وكنيسة أبو سيفين بشبرا ؛ ولقد دعي إلي الكهنوت علي يد المتنيح القديس البابا كيرلس السادس علي كنيسة مارجرجس الجيوشي بشبرا ؛ وكان تاريخ السيامة هو 14 أكتوبر 1966 بأسم "القس بولس باسيلي " ونظرا لمواهبه الشديدة في الصحافة ؛ قام بإصدار مجلة مارجرجس في عام 1948 ؛ وأستمرت تصدر حتي توقفت بناء علي قرار من الرئيس الراحل أنور السادات في عام 1981 . ولقد أستكتب فيها مجموعة كبيرة من كبار الكتاب مثل الكاتب الكبير الأستاذ سلامة موسي ؛ والكاتب الكبير الأستاذ وديع فلسطين ؛ والأستاذ مسعد صادق ؛والأستاذ طلعت يونان ...... الخ . كما شارك بالكتابة في المجلة مجموعة من أساتذة الجامعة والإكليركيين مثل :- دكتور عزيز سوريال عطية ؛والدكتور سامي جبرة ؛والدكتور مراد كامل؛ ودكتور زاهر رياض ؛ والدكتور باهور لبيب ؛ والأستاذ إيريس حبيب المصري ...... الخ .
ومن أحبار الكنيسة الأجلاء الذين أثروا المجلة بمقالاتهم نذكر منهم :- المتنيح البابا شنودة الثالث؛ المتنيح الانبا لوكاس صاحب موسوعة " اللوكاسيات " ؛ المتنيح الأنبا غريغويوس أسقف البحث العلمي ؛ المتنيح الأنبا باسيليوس مطران القدس ؛ المتنيح القمص صموئيل السرياني ..... ألخ . ولقد أصدرت المجلة أعدادا تاريخية هامة نذكر منها عددا خاصا عن رسامة البابا كيرلس السادس ( يونية 1959 ) وظهور العذراء بالزتيون ( مايو 1968 ) ونياحة البابا كيرلس السادس ( أيريل 1971 ) وسيامة البابا شنودة ( ديسمبر 1971 ) كما قامت بعمل حملات ضخمة لمنع المهازل التي تحدث في أعياد القديسين نذكر منها :-
1-هذه هي الموالد طهروها أو أغلقوها .
2-الحشيش والمكيفات علي عينك
3-الفوضي في جمع النذور وتوزيع اللحوم
4- أكياس اللحوم وكيف توزع .
كما أثري القمص بولس باسيلي المكتبة القبطية بالعديد والعديد من الكتب القيمة ؛كان أولهم كتاب "حياة موسي " الذي صدر عام 1939 أي عقب مرور عام واحد من تخرجه ؛وكتب له المقدمة الأرشيدياكون حبيب جرجس بالاشتراك مع حاييم ناحوم الحاخام الأكبر ورئيس الطائفة الإسرائيلية ؛ ولقد قال حبيب جرجس عن هذا الكتاب " ده مش كتاب عادي ؛دي رسالة ماجستير يا فؤاد وعقبال الدكتوراة " . ثم توالت مؤلفاته بعد ذلك نذكر منها "الطفل النموذجي " والمرأة النموذجية " و" الشاب النموذجي" و" الزواج النموذجي " وسلسلة "المواعظ النموذجية " وكتاب " الأقباط وطنية وتاريخ " و"ذكرياتي في نصف قرن " و"رحلاتي في نصف قرن " .... الخ .
وعودة إلي علاقته بالكلية الإكليركية ؛ فلقد كان لسيادته دورا كبيرا في نقل الإكليركية من مهمشة إلي الأنبا رويس ؛ وهو يذكر لنا هذا الدور في كتابه "ذكرياتي في نصف قرن " إذ قال انه في ذات لية جاء فاعل خير الي القمص صليب سوريال يخبره أن مبني الأنبا رويس سوف يتم ضمه إلي مستشفي الدمرداش بحجة المنفعة العامة ؛ فقام القمص صليب سوريال وبصحبته القمص مكاري السرياني (المتنيح الأنبا صموئيل أسقف الخدمات العامة فيما بعد ) والاستاذ نظير جيد ( المتنيح قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث ) بالتوجه الي قداسة البابا يوساب الثاني ؛ فأمرهم قداسته بنقل الإكليركية فورا من مهمشة إلي أرض الأنبا رويس ؛فقام الأربعة القمص صليب سوريال والقمص مكاري السرياني والاستاذ نظير جيد والأستاذ فؤاد باسيلي بتاجير أربعة عربات كارو شحنوا فيها مهمات الإكليركية الي أرض الأنبا رويس ؛ وبالطبع واجهوا مواجهة شديدة من رجال المجلس المللي العام ؛ فدخلوا في حوارات طويلة معهم ؛ ولقد كان لمهارة القمص مكاري السرياني والقمص صليب سوريال في الحوار والتفاوض التي أكتسبوها من دراسة القانون ؛بالاضافة الي مهارة نظير جيد في الحوار والتفاوض الأثر الكبير في اقناع المجلس المللي العام بمشروع النقل .
ولقد أحب فؤاد باسيلي خدمة كف البصر ؛ ولهذا الحب قصة يرويها في كتابه "ذكرياتي في نصف قرن" إذ يقول أنه شاهد وهو صبي عمره حوالي 11 عاما شيخا كفيفا يصطدم بعامود النور وهو سائر مما أدي إلي أصابته وسقوطه مضرجا في دمائه ؛ فتأثر جدا من هذا المنظر ؛ ومن هنا كان حرصه علي الالتصاق بالعرفان ( وهم غالبا مكفوفي البصر ) في المدرسة الاكليركية ؛ ولقد قام بتأسيس جمعية الكرمة في مارس 1953 ؛ وأخذت تكبر وتنمو حتي وصلت في وقت من الأوقات إلي 14 فرعا ؛ ولقد زارتها أكثر من وزيرة للشئون الاجتماعية مثل "حكمت أبو زيد" و "عائشة راتب " و " آمال عثمان"
ولعل القمص بولس باسيلي هو أول – وربما آخر – كاهن قبطي يفوز بعضوية مجلس الشعب ؛وكان هذا في برلمان عام 1971 ؛ وفي أول جلسة له بالمجلس طالب بتعيين نسبة 2 % من المكفوفين في الشركات ؛كما طالب بالغاء الخط الهمايوني المجحف لحقوق الأقباط في بناء الكنائس ؛وسجلت له مضابط مجلس الشعب العديد والعديد من المواقف الوطنية المشرفة في أحداث الخانكة ؛ وحرب أكتوبر .... الخ .
كما قام القمص بولس باسيلي بالرد علي أحد الشيوخ الذي قدم بعض الطعون في العقيدة المسيحية في سلسلة من أربعة شرائط .
ولقد أستمر القمص بولس باسيلي في خدمته الكهنوتية حتي تنيح بسلام في 19 يولية 2010 عن عمر يناهز 94 عاما .
مراجع مختارة للمقالة :- :-
1- حبيب جرجس :- المدرسة الاكليركية القبطية الأرثوذكسية بين الماضي والحاضر ؛ صفحة (302 ) ؛الصورة والخريج رقم ( 317 ) .
2- ذكرياتي في نصف قرن ؛ القمص يولس باسيلي ؛الطبعة الأولي يناير 1991 .
3- الأقباط وطنية وتاريخ :- القمص بولس باسيلي ؛الطبعة الأولي يناير1987 .
4- أعداد متفرقة من مجلة مارجرجس
5- ذكريات شخصية من كاتب هذه السطور عن المتنيح القمص بولس باسيلي .
5- بعض المواقع علي الأنترنت .