بقلم / جوزيف جرجس
إني أعيش في أوربا منذ ما يقرب من 14 سنة، بعد انتهائي من دراستي الجامعية في مصر وتأديتي للخدمة العسكرية قدمت إلى ألمانيا الاتحادية للدراسة، منذ 7 سنوات انتهيت من الدراسة وحصلت على دبلومة في هندسة نظم المعلومات واعمل منذ ذلك الحين في هذا المجال، الآن أنا متزوج ولديَّ طفلين. هذه المقدمة لها علاقة وثيقة بموضوع المقال.
قد يتساءل القارئ ما شأننا نحن بحال المهاجرين في أوربا خاصة وبأوربا برمتها عامة؟؟ وما علاقة القضية القبطية بكلاهما؟ هذا ما سأحاول أن أجيب عليه في هذا المقال والمقالات التالية.
أنا أعيش في ألمانيا، هذا الموقع يرعى ويدار من سويسرا هناك أقباط نشطين وحقوقيين يكافحون من أجل القضية القبطية في جميع أنحاء أوربا.
إن أوربا بدولها المختلفة قدمت لنا وطناً ثانياً ليس فقط وطناً نعيش ونعمل وندرس فيه بأمان لنا ولأبنائنا ولكن أيضاً وطناً نتمتع فيه بالحرية التي أعطتنا القدرة والفرصة لعمل المنظمات الحقوقية للكفاح بكل الطرق السلمية التي يتيحها النظام الديمقراطي من أجل المساواة للأقباط والحرية لكل المصريين في بلدنا الأم مصر.
إن أوربا بنظامها الديمقراطيبالحرية التي نتمتع بها فيهابالأمان والسلام والاستقرار الذي نعيش فيه نحن اليوم ونعتقد أنه سيظل باقيّاًَ للأجيال القادمة تشكل الأرض الصلبة التي نقف عليها ونثبت أقدامنا فيها لكي نكافح من أجل قضيتنا القبطية خاصة ولمصر كلها عامة.
وهنا أتساءل إذا وجد شيء يهدد هذه الحرية والديمقراطية في أوربا إذا وجد شيء يهدد السلام والاستقرار الاجتماعي في أوروبا ويهدد مستقبل أطفالنا في أوطانهم الجديدة، بمعنى آخر شيء يهز هذه الأرض الصلبة التي نقف عليها الآن ولن أبالغ إذا قلت أنه لن يهزها فقط بل يمكن أن يسحبها بالكامل من تحت أقدامنا، ألا يستحق أن نلتفت له ونبحث فيه؟؟ هل أبالغ إذا قلت أنه أمر يجب أن يهم ليس فقط الأقباط في أوربا فقط بل الأقباط في مصر أيضاً.
إن قضية المهاجرين في أوربا تشغل جميع الدول الأوربية، كل الحكومات تحاول إيجاد حلول لها ولكن حتى الآن بدون أي نجاح ملموس بل يمكن أن أقول إن الوضع يتجه للأسوأ، فالقضية معقدة ولها جوانب كثيرة.
المسئولية يتحملها بدرجات متفاوتة أطراف مختلفة، المجتمع الأوربي نفسهالحكومات الأوربيةالجاليات المهاجرة باختلافها وتنوعها الحضاريالثقافي والدينيالمسلمين، الإسلام والاتجاه اليميني المتطرف كل من هذه الأطراف يتحمل جزء من المسئولية للوضع الذي نحن عليه الآن والوضع الذي يمكن أن نكون عليه في المستقبل وإن كان بدرجات متفاوتة.
ـ ولكن ما هي المشكلة بالضبط؟
ـ وما هو دور كل طرف في المشكلة؟
ـ وما هو دورنا كمسيحيين من مجتمعات ذات أغلبية مسلمة وعلى دراية وعلم بأشياء لا يعلمها الأوربيين؟
ـ هل نتحمل نحن المسئولية تجاه أبنائنا في أوربا وتجاه أبناء أسرنا في مصر؟
ـ هل نتحمل نحن المسئولية تجاه أوربا ومجتمعاتها التي أعطتنا وطناً (وإن كان مازال ناقصاً) نعيش فيه لنا ولأبنائنا، وطناً نكافح فيه ليس لأنفسنا فقط بل لوطننا الأم مصر أيضاً؟
كل هذه الأسئلة سأحاول أن أعطي إجابة عليها من وجهة نظري في المقال أو المقالات القادمة.
منذ أربعة سنوات وأنا مشغول بالقضيتين القبطية وقضية الاندماج للمهاجرين في ألمانيا، اعمل تطوعياً منذ ما يقرب من عامين في أحد مشاريع الاندماج التي أنشأتها المدينة التي أعيش بها، كذلك منذ أكثر من ثلاث سنوات وأنا عضو في حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي.
لقد تعلمت الكثير واكتشفت الكثير وأحسست بحجم المشكلة وخطرها علينا في أوربا وأيضاً علينا في مصر.
إني أحلل المشكلة كما أراها في ألمانيا ولكني اعتقد أن الوضع لا يختلف كثيراً في الدول الأوربية الأخرى، وإذا اختلف فنستطيع أن نتبادل الخبرة والمعرفة والآراء من خلال هذا الموقع "الأقباط متحدون".
إن قضيتنا المصرية تحتاج إلى نفس طويل والجميع يعلم أننا تحتاج إلى أجيال لكي نبدأ في انتظار تغيير ملموس، فهل نغلق أعيننا عن الخطر الذي يلوح في المستقبل القريب لأوربا ولنا ولقضيتنا؟
الطريق هو أن لا نترك هذه وأن لا نغفل تلك.
عزيزي القارئ إذا رغبت فإلى المقالة القادمة مع "أوربا والمهاجرين".