د./ صفوت روبيل بسطا
رحل عن عالمنا الفاني الأسبوع الماضي 14 يوليو أثناسيوس حنين '>الأب الدكتور أثناسيوس حنين
والذي كان كاهنا في كنيستنا القبطية باليونان من سنة 1995 حتي مايو 2010
والذي كان قد تم تجريده من رتبته الكهنوتية بقرار من المجلس الأكليريكي برئاسة طيب الذكر والسيرة نيافة الأنبا بيشوي نيح الرب نفسه الطاهرة في فردوس النعيم.
وأنا هنا في هذا المقال لست بصدد أن أتحدث عن ملابسات وأسباب الشلح وما ترتب بعدها من أحداث كثيرة والتي كتبت عنها مقالات كثيرة جدا جدا بل ورسائل كثيرة جدا إلي الأب أثناسيوس حنين(كلها موجودة علي أغلب المواقع القبطية ) .
ولكنني في هذا المقال أكتب فقط عن شخصية الأب أثناسيوس وعن معرفتي به شخصيا وعلاقتي معه لأنني تابعت كل شيئ عنه بالتفصيل .
في هذا المقال أكتب فقط عن الجانب الإنساني وعن الأب أثناسيوس حنين الكاهن السابق في كنيستنا القبطية الأرثوذكسية.
الأب أثناسيوس من مواليد 1949 سمالوط المنيا , وإنتقل ألي السماء يوم 14 يوليو 2022 عن عمر ( 73 سنة) .
درس العلوم اللاهوتية في جامعة السوربون بفرنسا ورسمه العظيم في البطاركة البابا شنودة الثالث كاهنا بالكنيسة القبطية باليونان عام 1995 م.
كان يجيد أربع لغات بطلاقة العربية والأنجليزية والفرنسية واليونانية.
تعرفت عليه من أول ما بدأ الخدمة باليونان عام 1995 ، في بداية خدمته لم تكن لنا كنيسة وكنا نستأجر كنائس لنصلي فيها أيام الأحاد، وبدأنا في إيجار شقق لنصلي بها ثم تنقلنا إلي قاعات كثيرة ، حتي أراد الرب أن نشتري أرض لبناء اول كنيسة باليونان في منطقة منيدي .
الحق يقال أن الأب أثناسيوس تعب في بدايات الخدمة باليونان من التنقل من شقة إلي أخري ومن قاعة إلي قاعة ، وأتذكر أنه كان يحمل معه لوح مدشن ليعمل قداسات في البيوت وفي أماكن مختلفة ، حتي بدائنا في بناء الكنيسة الوحيدة حتي الأن باليونان
والتي شارك فيها كل شعب الكنيسة سواء في البناء والعمل أو في تقديم المساهمات المالية ، وكان الأب أثناسيوس ومعه قدس أبونا/ ماركوس ناشد أول الذين كانوا يحملون معنا الطوب والأسمنت والعمل بجدية في بناء الكنيسة والتي أصبحت كاتدرائية كبيرة باليونان
وقد قام قداسة البابا تواضروس الثاني بزيارة اليونان وقام بتدشين الكنيسة في ديسمبر عام 2016 م .
وهنا أتذكر أن الأب أثناسيوس كان منتظر اي دعوة للحضور بصفته أحد الذين تعبوا وساهموا في تأسيس وبناء الكنيسة ولكن للأسف لم يدعوه أي أحد !؟
ووقتها أرسل لي وكان زعلان جدا وأنا قلت له بالحرف : بصراحة من حقك حضور التدشين ومش أقل منها أن يوجهوا لك دعوة بالحضور لأنك من الذين تعبوا وشاركوا في تأسيس الكنيسة .
الأب أثناسيوس خدم كاهن لمدة 15 سنة ، دخل بيوتنا وعمد أطفالنا وأخذ إعترافاتنا ، وكان لا يتأخر عن مساعدة اي احد عنده مشكلة في أوراق الأقامة او مشاكل مع أصحاب العمل ، ده حتي كان يعرض نفسه للمخاطر والمسائلة القانونية من كثرة إهتمامه بأي احد يلجأ له فيذهب معه ويدافع ويترجم وغيره ، بإختصار أصبحت لنا معه علاقة خاصة جدا .
علاقتي الشخصية مع الأب أثناسيوس كانت علاقة خاصة جدا جدا ، كان دائما يزورنا هو وأسرته في بيتنا وحتي عندما كنت أدعوه لأي عيد ميلاد لاحد أبنائي كان لا يتأخر أبدا ،
وكان يحب يجلس معي ويأخذ راحته خالص كأنه في بيته ، بدون أي تكليف أو تصنع ، يضحك وينكت وكان له قفشاته وبساطته ، وكان لما يغضب أو حد يزعله يجي عندي ويحكي و( يتفش) زي ما بنقول بالعامية .
الأب أثناسيوس كان شخصية لها كاريزما خاصة ومش كل أحد كان يفهمه غير المقربين له بل وكان شخصية مثيرة للجدل ، كان بسيط جدا وكان زكي جدا أيضا وكان طموح جدا جدا ، وكان أيضا أقل حاجة تفرحه وأقل حاجة تزعله .
الأب أثناسيوس درس كثيرا وقرأ كثيرا وله أبحاث كثيرة جدا جدا ، وأعتقد أن كل هذا أثر بالسلب للأسف علي تفكيره وإعتقاده كما سأوضح في مقال أخر إن أراد الرب وعشنا .
شيئ أخير بعد هذه العجالة عن شخصية الأب أثناسيوس ككاهن كان في كنيستنا القبطية ألا وهو ... ما تابعته الأيام الماضية وبعد إنتقاله إلي السماء من إنقسامات بين الأقباط، من إعتبره كافر ولا يجوز عليه الترحيم ! وان له بئس المصير !؟ وبين من رفعه إلي مصاف الشهداء والقديسين! وأنه الأن ينعم في فردوس النعيم!؟
من نحن حتي نحكم علي الناس ؟
هو الآن بين يدي خالقه ، وكما نقول عندنا في الصعيد ( هو في ديار الحق ونحن في دار الباطل ).
نعم نقدر المشاعر الإنسانية خاصة في موقف جلل مثل إنتهاء حياة الإنسان علي الأرض ، ولكن العقيدة والإيمان المسلم مرة من القديسين لا يخضع لأي مجاملات أو إعتبارات سواء إنسانية أو حتي صداقة مثال صداقتي معه ومع ذلك لم أتهاون معه في أمور العقيدة كما سوف أوضح في مقال أخر إن إراد الرب وعشنا .
كل ما نستطيع عمله فقط هو الصلاة للمنتقلين أن ربنا يرحمهم ويغفر لهم وان يرحمنا ويسامحنا جميعا .
نطلب راحة ونياحة للاب أثناسيوس حنين في المكان الأبدي الذي يستحقه .