د.أمير فهمى زخاري المنيا
هل مجانيه التعليم اضدرت به..
تعالوا نناقش مسأله التعليم فى مصر...
فيه مشاهد من أفلام تشير إلى وجود مجانيه التعليم فى عهد الملكيه:
مشهد ( 1 ) في فيلم العزيمة 1939 .. كان بطل الفيلم حسين صدقي (محمد ) ابن أسرة فقيرة جدا و اخد الشهادة الكبيرة .
مشهد (2 ) فيلم غزل البنات 1949 في بدايته حوار بين نجيب الريحاني و عبد الوارث عسر لما خرج الأول من الفصل منفعل من البنات فالثاني بيقوله معلش علشان اهاليهم غلابة. . فقالوا اه علشان اهاليهم الغلابة. . الغلابة كانت بيعلموا عيالهم البنات مش بس الاولاد
مشهد(3 ) فيلم رد قلبي- أشهر الأفلام المدافعة عن 23 يوليو- المفروض ان بطل الفيلم هو وأخوه أولاد جنايني بسيط ومع ذلك عرف يعلمهم ويدخلهم كمان الكلية الحربية !
مشهد (4 ) في فيلم الأيدي الناعمة شخصية صلاح ذو الفقار .. واحد معدم بدرجة انه كان بيتعشى درة مشوي ومع ذلك قدر ياخد الدكتوراة في اللغة العربية .. يعني مش بس تعليم أساسي لا وكمان عالي وفوق العالي كمان وهو محلتوش حاجة في فترة الملكية !!
مشهد (5 ) قاهر الظلام الذي يجسد حياة الأديب طه حسين .. ابن الفلاح الفقير جدا لحد العدم علاوة على أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة .. ومع ذلك اتعلم في الأزهر ثم قدم طلب لبعثة في فرنسا وتم الموافقة عليها في عهد الملك فؤاد واخد الدكتوراة من هناك على حساب الدولة الملكية !
الحقيقه بقى ايه ::
التعليم في مصر كان مجانيا منذ ان ادخله محمد علي باشا في أوائل القرن ال19 وبعد ان كان التعليم قاصر فقط على نظام الكتاتيب أصبح هناك مدارس نظامية بشهادات رسمية ..
وكان قاصرا في البداية على الاولاد بالإضافة إلى إرسال البعثات الى فرنسا لترقية التعليم بمصر وكان ذلك للأغنياء والفقراء على حد سواء لأنه كان يعلم انه لا نهضة بدون تعليم ابدا ....
وبعدها جاء الخديوي إسماعيل واكمل تطوير التعليم وانشأ مدارس للبنات وظل التعليم شبه مجاني(بمقابل رمزي جدا)...
فى عهد حكومة أحمد نجيب الهلالى باشا تم إقرار مجانية التعليم الابتدائى، ثم اتخذ الدكتور طه حسين قراراً بمجانية التعليم الثانوى والفنى.
ويعنى ذلك أن التعليم المدرسى فى كل مراحله كان حقاً للجميع مثل الماء والهواء قبل ثورة يوليو 1952، كان الاستثناء هو التعليم الجامعى، حيث كانت المجانية تُمنح للمتفوقين فقط.
والخلاف حول مجانية التعليم الجامعى يبدو طبيعياً.
فمن المنطق أن يكون التعليم فى هذا المستوى مجانياً للمتفوقين فقط.
وذلك هو النهج فى أغلب دول العالم، فلكى تمنح خدمة تعليمية حقيقية وجيدة لابد أن تحصر الأعداد داخل الجامعات فى التخصصات المختلفة من خلال عاملين:
١- عامل التفوق (الذى يمنح الحق فى المجانية)،
٢- وعامل الدفع (لمن يملك رفاهية التعليم الجامعى داخل الجامعات ذات المصروفات).
وعلينا ألا ننسى أن منح الحق فى التعليم الجامعى لكل الحاصلين على الثانوية العامة فى عهد «عبد الناصر» أدى إلى الإضرار بمستوى الخدمة التعليمية المقدمة أشد الضرر، بسبب الأعداد الكبيرة، وعدم قدرة الجامعات على الاستيعاب.
فارق كبير بين أن تكون المجانية أداة لتحقيق الشعبية واستجلاب هتاف الجماهير، وبين أن تكون وسيلة لمنح المتميزين والمتفوقين حق الحصول على خدمة تعليمية حقيقية تؤدى إلى إفراز عناصر قادرة على إفادة المجتمع.
المهم جاءت ثوره 23 يوليو فقاموا بتخفيض المقابل الرمزي ... وكان المقابل لذلك إلغاء الوجبات الغذائية الصحية التي كانت تقدم للتلاميذ بالإضافة إلى انخفاض جودة التعليم التي ظلت تنخفض تدريجيا (باعتراف منظمات التعليم العالمية وفقا لمعايير الجودة) ويضعف دور المدرسة حتى أواخر الثمانينيات وظهرت الدروس الخصوصية والجامعات الخاصه ..
ومن هنا بدأ التعليم يكون بمقابل مادي وظل سرطان الدروس الخصوصية يستفحل ويأكل ثلث أو نصف ميزانية الأسرة المصرية !!
ده كان مقالى اليوم من وجهه نظرى .. اكرر وأقول الثوره ليها محاسنها ولكن إدارتها للعمليه التعليميه فى مصر غير موفقه ..
تحياتى للجميع.
د.أمير فهمى زخاري المنيا وشكرا