بقلم : جيهان عطا الله 


لم يعد يمر علينا يوم إلا ونسمع أن هناك قبطي يحاكم أو قبض عليه بتهمة ازدراء الأديان، والتي اختزلت في الدين الاسلامى حتى أصبحت الناس في حيرة من أمرها ويتساءل الجميع الآن ما معنى ازدراء الأديان؟ ،حتى إننا أصبحنا نرى أن أي شخص يريد أن ينتقم من أخر بشرط أن يكون الأخر هذا قبطي فقط عليه أن يقول انه سب الإسلام أو نبي الإسلام أو ازدرى بالدين الاسلامى ويكون بهذا قد قُضى على هذا الشخص سواء هناك من الأدلة مايثبت تلك الوقائع المنسوبة له أم لا!!
 
 يكفى فقط أن توجه التهمة ليصبح المسيحي متهم ومحكوم عليه ، لننظر إلى القضايا التي قبض فيها على أقباط وحوكموا فيها بتهمة ازدراء الأديان والتي دائما ما تبدءا بتجمهر البعض أمام منزل احد الأقباط ينهالون بالتهديدات والوعيد لهذا الفرد وأسرته فيقوم بطلب النجدة لحمايته وآذ به يجد الأمن القادم لحمايته من المتجمهرين حول منزله يقوم بالقبض عليه ويترك المتجمهرين والمقدمين على اقتحام منزله ومن يتسببون في إرهاب أسرة بأكملها بل ليس فقط الأسرة وإنما كل أقباط القرية أو المنطقة التي يقطنها هذا الشخص الذي وقع عليه الاختيار ليكون متهم بتهمة ازدراء الأديان، ولأننا لن نرى يوما احد شيوخ الفتنة الذين يجعلون من ازدراء المسيحية مصدر رزق لهم يقدم للمحاكمة ويقع رهن الاعتقال ويلقى بالحبس إزاء اتهامه بازدراء الأديان؛ إلا إننا نجد جنين في بطن أمه الآن يحاكم بتهمة ازدراء الأديان لأنه قبطي ، ولأن أمه الفتاة الشابة مدرسة مسيحية تدرس التاريخ للطلبة وهو الأمر الذي لا يروق للبعض فما كان منهم إلا أن قاموا بمحاصرة منزلها في تكرار لنفس المشهد المهين للوطن والقائمين عليه اكثرمنه أهانه لتلك الفتاة الشابة ، فكيف يرون أنفسهم مَن يقومون بمحاصرة منزل فتاة وزوجها اياُ كانت تهمتها ومن الذي قال إنها متهمه قبل أن يعرض الأمر على الجهات المختصة لتقضى ما إذا كانت تلك الأم الصغيرة متهمة أم لا أم أن هناك تهمة من الأساس أم لا ؛ وكيف يرونهم القائمين على أمن البلاد وهم يقومون بمحاصرة أسرة صغيرة وإرهابهم وبث الرعب في قلوبهم وقلوب كل المحيطين والأقارب بل وكل مسيحيين القرية لأنهم يعتقدون في إنها قد تكون ازدرت بالدين الاسلامى إثناء شرحها احد دروس التاريخ لطلبتها ، لان منهج التاريخ يحتوى على قصة نشاءه  رسول الإسلام وطالما إن من يدرس تلك المادة مسيحي فلن يشرح القصة بالشكل الصحيح

وبالتالي سيكون قد ازدرى بالإسلام ولذلك لكونها مدرسة تاريخ ومسيحية ولكون مادة التاريخ تحتوى على تاريخ اسلامى فيجب أن تكون تلك المسيحية ازدرت بالإسلام في منطق المتجمهرين وهى محاولة لإقصاء المسيحيين عن كل مناحي الحياة العامة بشكل سافر ومفضوح ، ما ذنب مدرسة أنها مسيحية وان منهج التاريخ يحتوى على تاريخ اسلامى ألم نكن طوال حياتنا ندرس التاريخ الاسلامى والفرعوني والمسيحي لماذا يحدث هذا الآن؟ وبهذا الشكل المخزي؟ لماذا توجه تلك التهم لمدرسين الآن؟ ؛ وما ذنب جنين في بطن أمه أنها مسيحية تعمل مدرسة فيما يرى البعض أن عملها هذا وديانتها أيضا لا يروقانه ؛ هل سيحاكم قاضى جنين بتهمة ازدراء الأديان؟