اعداد : مجدى سعدالله .
الباحث فى تاريخ الكنيسه .
نحتفل فى يوم 20 ابيب من كل عام 27 يوليو . بعيد استشهاد القديس الشهيد الامير تادرس الشطبى . بركته المقدسه وشفاعته فلتشملنا جميعا .
وفى هذه المناسبه المباركه يسعد (الاقباط متحدون ) ان نقدم لكم السيرة العطرة لهذا القديس العظيم .
من بين صفوف الشهداء القديسين الذين ملأت رائحتهم المسكونة كلها الشهيد العظيم الامير تادرس الشطبي الذى احب السيد المسيح من كل قلبه حبا تجلي في ابهى صورة في اشتهاء الالم من اجل المصلوب في لذة الشركة مع الرب في آلامه
حب استهان بكل شئ ... حب تخطى الصعاب وصبر علي الضيقات ...حتى قدم نفسه ذبيحة حب للاب السماوى علي مذبح الاستشهاد ..فانسكبت قارورة حياته لتطيب جسد الرب الذى هو االكنيسة ...
فتصاعدت رائحتها امام الاب السماوى فاشتم فيها رائحة الرضا والسرور كما اشتم البشريون رائحة فضائلة ومعجزاتة فاصبح شفيعا عظيما يشفع في ضعفنا امام الاب السماوى ويعد القديس العظيم الامير تادرس الشطبي من القديسين الشهداء الشجعان ويأتى ترتيبه بين الشهداء الثانى بعد الشهيد العظيم القديس مارجرجس امير الشهداء ...
في أيام الملك نوماريوس جاء الأمير أنسطاسيوس إلى مصر ليختار رجال أشداء يصلحون للحرب في الجيش الروماني لمحاربة الفرس.
وإذ بلغ الأمير صعيد مصر أُعجب بشاب يدُعى يوحنا بقرية تابور التابعة لمدينة شُطب، فقدم له هدايا كثيرة ليذهب معه إلى إنطاكية فرفض مغادرة وطنه.
عبثًا حاول زوج أخته كيريوس والي قرية تابور إقناع الأمير بترك يوحنا، إنما قبض الأمير على يوحنا وحبسه في معصرة حتى لا يهرب، وبناء على رؤيا إلهية وافق يوحنا على ترك مصر، خاصة وأنه خشي لئلا بسببه يقوم الأمير بأعمال عنف في قريته.
إذ بلغ يوحنا إنطاكية أحبه الملك نوماريوس وأُعجب به، فقربة إليه، بل وزوّجه بأوسانية ابنة الأمير أنسطاسيوس وكانت وثنية، فأنجب منها ابنا جميلًا دُعي تادرس.
اكتشفت الأميرة اوسانيه أن يوحنا زوجها مسيحي، فكانت تضغط عليه بكل طريقة لإنكار مسيحه، وكانت تهينه محتملًا بصبر من أجل ابنه حتى لا ينشأ وثنيًا.
. وبناء على رؤيا إلهية اطمأن يوحنا أن ابنه سيكون بركة لكثيرين فترك إنطاكية وعاد إلى بلده بصعيد مصر، وكان لا يكف عن الصلاة من أجل إيمان ابنه وخلاص نفسه بدموع كثيرة.
كانت الأميرة أوسانيا تبث في ابنها روح العبادة الوثنية، مؤكدة له أن أباه مات في الحرب. وقد نشأ الامير تادرس وكان يعمل في الجيش وكانت له مكانته الخاصة في البلاط الملكي، خاصة وانه حمل روح الحكمة والتقوى .
عرف خلال اتصالاته أن والده كان مصريًا مسيحيًا طردته أمه بسبب إيمانه، وأنه لا يزال حيًا . فاتح الأمير والدته في أمر والده، وأعلن لها انه قد عرف الحقيقة، وأنه قد قبل الإيمان بالسيد المسيح، فحزنت جدًا وصارت تنتهره.
قدمت له وثنًا لكي يستغفر خطأه ويقدم له العبادة، فضرب الوثن بقدمه وتحطم، وإذا بشبح يظهر كما من الوثن يصرخ قائلًا: "مادمت قد طردتني من مسكني فسأنتقم منك، وأنزل الويلات عليك"، ثم تلاشى كالدخان.
. خرج الأمير من حضرة والدته إلى كاهن يدعى أولجيانوس لينال سرّ العماد، وهو في الخامسة عشرة من عمره. ومع السنوات تدرج فى الرتب العسكريه . وكان دائما يتعامل بشفقه وحب مع جنوده .
إذ تولى دقلديانوس الحكم أُعجب به وأحبه لبسالته فأعطاه لقب أسفهسلار ( معناه قائد حربي تعادل وزير الدفاع حاليًا). في أحد الأيام تعرض مع رجاله الحربيين للظمأ بعد جهاد طويل ضد الأعداء كاد الجنود ان يهلكوا من شدة العطش ، صلى الأسفهسلار الامير تادرس للرب يسوع فأرسل الرب مطرًا في الحال وشرب الجميع، وتعجبوا لإيمانه. وكانت هذه المعجزه سبب ليؤمن كثير من الجنود باله الامير تادرس .
شعر الأمير تادرس بشوقٍ لرؤية والده وكان لا يكف في صلاته عن الطلب من أجل تحقيق الله له هذه الرغبة. ظهر له ملاك الرب وأعلن له أن يذهب إلى مصر ليلتقي بوالده، وبالفعل أخذ اثنين من كبار رجال جيشه هما أبيفام وديسقورس وذهب إلى الإسكندرية ومنها إلى الصعيد. وقد أجرى الله على يديه عجائب في السفينة حتى آمن مَنْ بها بالسيد المسيح.
في شطب خاف أهلها لئلا يكون قد جاء هذا الأمير ليأخذ شبابها ورجالها للجيش، أما هو فدخل مع صديقيه إلى الكنيسة يشكرون الله. التقى الأمير بخادم الكنيسة الشيخ وسأله عن رجل يُدعى "يوحنا"،
لما عرف ان والده يوحنا لا زال حيًا، وأنه قد شاخ وهو مريض. ذهب إليه وتعّرف عليه حيث ارتمى في أحضانه، وبشره بأنه آمن بالسيد المسيح. بعد خمسة أيام انتقل يوحنا إلى الفردوس بعد أن بارك ابنه تادرس، وخرج الكل يشيع جثمانه ليدفن بجوار أبيه ابيشخار وأخته أنفيليا.
بعد ذلك رجع الامير تادرس الى بلادة .
قام الفرس على مملكة الروم فأرسل دقلديانوس يستدعي الامير تادرس الذى . انطلق إلى إنطاكية، ورافق الأمير تادرس المشرقي في ميدان الحرب، وكانا يعملان معًا، وإذ غلبا نال الأمير تادرس الشطبي حظوة عظيمة لدى دقلديانوس، فجعله واليًا على مدينة اوخيطس .
كان بالمدينة تنين ضخم يرتعب منه كل أهل مدينة أوخيطس، فكانوا من فترة إلى أخرى يقدمون له طفلًا أو اثنين يبتلعهما فيهدأ . رأى القديس تادرس والي المدينة رئيس الملائكه جبرائيل يدعوة لإنقاذ امرأة تقف من بعيد تحتاج إلى معونته. وبالفعل تطلع إليها القديس وسألها عن سبب حزنها.
فخافت أن تتكلم لكنه إذ ذكر اسم المسيح هدأت وأخبرته أنها إنسانة مسيحية، كان رجلها جنديًا وثنيًا، مات وترك لها ابنين قامت بعمادهما سرًا، وإذ ثار أهل زوجها عليها جاءت إلى هذه المدينة هاربة ومعها الولدان
فأراد أهل المدينة تقديمهما للآلهة. رفض كهنة الأوثان ذلك وطلبوا من مقدمي الطفلين أن يربطوهما في شجرة بجوار الموضع الذي يظهر فيه التنين حتى متى رآهما يأكلهما فيهدأ.
إذ رأى القديس مرارة نفسها ركب جواده وانطلق نحو الموضع الذي يظهر فيه التنين، وعبثًا حاول رجال المدينة العظماء ثنيه عن عزمه، إذ كانوا يخافون عليه من هذا الوحش الضخم العنيف. أما هو فصلى إلى ربنا يسوع المسيح علانية، وانطلق يقتل الوحش وأنقذ الولدين بل والمدينة كلها .
بالرغم من اتفاق ليسينيوس (ليكينيوس) Licinius مع الإمبراطور قسطنطين على ترك الحرية الدينية في البلاد بمقتضى مرسوم ميلان سنة 313 م.، لكن بقي الأول يضطهد المسيحيين بعنف حتى هزم قسطنطين فى عام 325 م. في هذه الفترة استشهد الأمير تادرس، الذي اشتكاه كهنة الأوثان لدى الملك ليكينيوس.
أعلن الأمير إيمانه أمام الملك فجنّ جنونه، وأمر بضربه بالسياط حتى تهرأ جسمه، كما وُضع على الهنبازين لتمزيقه وكان الرب يسنده ويقويه، وأرسل له رئيس ملائكته ليسنده ويشجعه.
حاول ليكينيوس ملاطفته عارضًا عليه الكثير فرفض، فأمر بإلقائه على سرير حديدي وإيقاد نار تحته. وكان الرب يتمجد على يديه فآمن كثير من الجند والجمهور بالسيد المسيح .
وفى هذا اليوم استشهدت أعداد غفيرة بسببه. عُلق برجليه منكس الرأس بعد ربط حجارة بعنقه . كان كلكيانوس والي الإسكندرية في زيارة للملك فقام بدوره بملاطفة الأمير تادرس ليجتذبه إلى عبادة الأوثان.
وبعد ان تعب الوالى ليكينيوس من كل هذا امر بكتابه قضيه الامير تادرس الاسفهسلار وان يبلغوها للامبراطور . وامر بقطع راسه . وقد كتب فى تقريره : (ان الامير تادرس الاسفهسلار قد خالف اوامر الامبراطور كما خالف اوامر السادة الامراء ولم يسجد الى الالهه العظيمه ولم يقدم لها البخور . لذا قد قمنا بتعذيبه كثيرا حتى يخضع ويرجع عن مخالفته . ولكنه تمادى فى عصيانه . ولانه كان ساحرا لم نستطع ان نغلب سحره . لذلك امرنا بقطع راسه وحرق جسده بالنار . )
اخذه الجنودالامير تادرس الى شمال المدينه ليقطعوا راسه فوقف الامير تادرس وصلى قائلا : ( يارب اله السموات والارض يامن كنت مع ابائنا ابراهيم واسحق ويعقوب كن معى اليوم كما كنت مع ابائنا الرسل واعنتهم فى سعيهم وجهادهم . اسمعنى انا المسكين فانى توكلت عليك وارجوك ان تقبل روحى وتحفظ جسدى ولا تجعل للنار سلطانا حتى لا يقولوا اين هو الهه وليعلم الجميع بان لك المجد والسلطان الى الابد امين ) .
وهنا يتحنن رب المجد يسوع المسيح ويظهر للشهيد الامير تادرس فى سحابه نورانية ويقول له : ( حبيبى تادرس : هلم الى الراحه الابديه فى ملكوت السموات مع كافه الشهداء والقديسين . فقد اكملت جهادك وساعطيك اكليل الشهادة العظيمه وسيكون اسمك شائعا فى كل مكان من العالم . ويكون جسدك محفوظا من النار كما طلبت )
وبعد هذه الصلاة العميقه ومعاينه رب المجد ربنا يسوع المسيح . اقتيد الامير الى السياف الذى ضرب عنقه بحد السيف فقطع راسه المقدسه ونال اكليل الشهادة . واصعد السيد المسيح روحه الطاهرة وسط تهليل الملائكه على المركبه النورانية وفاحت من جسده رايحه عطريه ذكيه وكان ذلك فى 20 ابيب من سنه 320 ميلاديه .
اما جسده فالقوه فى النار ولكن الرب حفظه فلم تمسه بسوء .
حتى اخذته امه ( اوسانيه) وكفنته ونقلت رفاته الى مصر حيث بنيت كنايس كثيره على اسمه وذلك فى ايام يملك الملك البار قسطنطين الكبير .
وقد اظهر الرب عجايب كثيره من جسده . بركه صلاه وشفاعه الشهيد القديس الامير تادرس الشطبى تكون معنا ولربنا المجد الدايم الى الابد امين .