د. أمير فهمى زخارى المنيا
للأمثال الشعبية سحرها ومنطقها الخاص، والتي يستخدمها المصريون في مختلف المواقف الحياتية، ومن الأمثال التي دائمًا ما يرددها الناس هو « اللي اختشوا ماتوا».
يتردد هذا المثل باستمرار على الشخص الجريء الوقح الذي لا يستحي،
ويتردد هذا المثل الشائع أيضا فى مجتمعنا الشرقى حين يرغب شخص فى فعل شيئ لكنه يستحى من ذلك فيقال له فوراً " اللى اختشوا ماتوا" كتعبير عن ضرورة تخلصه من الحياء وفعل ما يريد.
صدق من قال اللى اختشوا ماتوا ....؟ المعذرة لأن اللي يسمع هذه المقولة يعتقد انها سبة ..أو إن الذين استحوا ماتوا جميعاً وكأن الذين بقوا على قيد الحياة قد نزع منهم الحياء وأصبحوا سيئي الخلق ولم يعد بهم صفة من صفات الادب والاحسان شيئا".
والحقيقة أن قصة هذا المثل لا تنطبق على استخدام المثل في بعض المواقف التي تستشهد به عليها فقصة هذا المثل غريبة ومحزنة فى نفس الوقت .
فتصور أن يطلب منك أن تخرج أمام الناس مجرداً من الملابس أو أن تموت فأي الأمرين ستختار؟؟؟ ،
قصة مثلنا هذا وضعت أبطال القصة بين هذين الخيارين.
ترجع أصل القصة إلى أن الحمامات العثمانية القديمة، كانت تستخدم الحطب والأخشاب والنشارة لتسخين أرضية الحمام، والمياه، من أجل تمرير البخار من خلال الشقوق.
وكانت قباب وسقوف ومناور معظم الحمامات من الخشب، وفي يوم شب حريق في حمام مخصص للنساء، واعتادت معظمهن على الاستحمام عاريات، لا يسترهن إلا البخار الكثيف، وخلال الحريق، هربت كل امرأة كانت ترتدي بعض الملابس، وقليل من العاريات، أما من استحين، ففضلن الموت على الخروج عاريات.
وعند عودة صاحب الحمام سأل البوّاب: هل مات أحد من النساء؟
فأجابه "نعم.. اللي اختشوا ماتوا"، وصارت الجملة مثلا يقال للإشارة إلى أن من يخجلون قد ماتوا، ولم يتبق إلا من لا يستحي ولا يخجل.
هذا المثل يذكرنى بمواقف وافعال كثيرين ممن ادعوا الوطنية والثورجة وهربوا خارج البلاد وآخرين من المسئولين ممن ينسبوا إنجازات سابقيهم لأنفسهم ، مشاريع تفتتح ويكتب على اللوحات التذكارية اساميهم ، بالرغم من انهم لم يساهموا بشىء منها سوى انهم قصوا الشريط ايذانا بافتتاحها ، وهؤلاء المسئولين كثر منهم فى السياحة والاسكان والاثار والصناعة والثقافة .
فلابد من وقفة وتريث وحكمة فى اختيار المسئولين فى جميع مناصب الدوله حتى لا نردد فى السر والعلن ..بالمثل القائل اللى اختشوا ماتوا .
والى اللقاء فى مقال جديد من أصل وقصه مثل...تحياتى.