تصوم الكنيسة الأرثوذكسية 15 يوم يبدأ 1 مسري الموافق 7 أغسطس حتي 15 مسري ويوم 16 مسري الموافق 22 أغسطس هو عيد إعلان اصعاد جسد العذراء فالرسل صاموا ليروا مجد وعظمة اصعاد جسد السيدة العذراء واحتفل بعدما شاهدوا هذا المنظر العجيب فالكنيسة تعيش وتعمل ما تسلمته من الآباء الرسل. فالله محبة وليثبت لنا أننا كنا في فكره وخطته كانت موضوعة منذ لحظة سقوط آدم وحواء لمخالفتهم وصيته وأن كل كلمة ووعود الله بالكتاب المقدس صادقة فقال الرب عند سقوط أدم وحواء أن :" نسل المرأة يسحق رأس الحية " وسمح للأنبياء التنبؤ بميلاد السيد المسيح المخلص من عذراء فتكلم اشعياء النبي عن بتولية العذراء فقال :"ولكن يعطيكم السيد نفسه آية ها العذراء تحبل وتلد أبنا وتدعو اسمه عمانوئيل " ( إش 7 :14 ) وهذا ليبين إن الله علي كل شئ قدير ولا يمكن للإنسان الذي استوجب حكم الموت من الله أن يقدر أن يحيا منه وليوضح كيف التقت المحبة والرحمة والعدل معاً لخلاص البشرية التي قدمها هو بذاته .
* شهر مسري يقال عنه أمثال شعبيه (مسرى تجري فيه كل ترعة عسرة)، وهذا يعني حدوث الفيضانات حيث ينتشر الماء في البلاد فتصبح مصر غنية بالكثير من الماء ) (عنب مسرى إن فاتك متلقاش ولا كسرة) وهذا يعني أن الفلاحون يجب أن يسرعوا في زراعة الذرة.
** " نبذة عن العذراء :-
( 1 ) عائلتها -- أمها حنة وهي ابنة لماثان بن لاوي بن ملكي من نسل هارون الكاهن , اسم أمها مريم من سبط يهوذا . للقديسة حنة أختان الأولي مريم علي أسم والدتها وهي أم سالومي القابلة الثانية : صوفية أم اليصابات والدة القديس يوحنا المعمدان . أما حنة فهي زوجة الصديق يهوياقيم من سبط يهوذا وهي والدة السيدة العذراء , لذا سالومي وأليصابات بنات خالات للعذراء .
( 2 ) ميلاد العذراء ودخولها الهيكل -- في7 مسري ( أغسطس ) بشارة يواقيم والد العذراء بميلاد السيدة العذراء مريم وفي (1 بشنس (مايو ) ميلاد السيدة العذراء . وفي (3 كيهك ( ديسمبر ) تقديم العذراء مريم إلي الهيكل في سن 3 سنوات وفي 24 بشنس ( يونيو ) مجي العائلة المقدسة إلي أرض مصر التي تباركت مصر بها
(3 ) نياحتها وإصعاد جسدها :- نياحة السيدة العذراء مريم وفي 16 مسري ( أغسطس ) صعود جسد السيدة العذراء وفي 21 بؤونة ( يونيو ) تذكار بناء أول كنيسة علي أسم العذراء مريم في فيلبي .
حياة العذراء :- عاشت تجارب صعبة ومره :-هي قروية بسيطة فقيرة متواضعة تعيش في مدينة حقيرة في زمنها اسمها (ناصرة) لأن هذا المكان كان مجهولاً ومحتقراً فقال عنه نثنائيل " أمن الناصرة يمكن أن يكون شئ صالح " (يو ا:44 ) حر مت معني حياة الطفولة التي عاشها ويعيشها أقرانها لأن والديها نذراها للرب فمنذ السنة الثالثة عاشت بالهيكل ولم يزرها أهلها إلا في الأعياد . مات والديها وحين أكملت سن الثانية عشر لم يكن لها أهل لرعايتها وبالرغم من محبتها للبتولية وتمسكها بنذرها إلا أن طاعة لعادة قاسية في إسرائيل تمنع بقاء الفتاة عانساً فكان لأبد من خطبتها , صارت السيدة العذراء خطيبة ليوسف النجار بن هالي (لو 3: 23 )ولكنهما نذرا البتولية الكاملة كقولها للملاك "كيف يكون هذا وأنا لست أعرف رجلاً ) (لو 1: 34 ) فأجابها الملاك " الروح القدس يحل عليك , وقوة العلي تظللك فلذلك أيضاً القدوس المولود منك يدعي أبن الله ... لأنه ليس شئ غير ممكن لدي الله " ( لو 34-36 ) فاطمأنت العذراء علي بتوليتها فخضعت لمقاصد الله وقالت : " هوذا أنا أمة الرب ليكن لي كقولك " وقد تحملت قسوة الناس ونظرتهم لها عند الحمل كيف حملت ونظرة يوسف النجار لها قبل أن يظهر له ملاك الرب ويوضح له الآمر وكم من المتاعب قاستها لحرمانها من الأم والأهل إلا أن الرب كان ملجأ ومعين .
محبتها الكبيرة وتحملها المشقة :- ذهبت بمحبة حانية وفرح كبير لزيارة اليصابات العاقر لتهنئها بحملها بالمولود الجديد مضحية بمشقة تعب حملها وعندما تلقت اليصابات السلام من العذراء مريم أدركت بإلهام من الروح القدس عظمة تلك التي دخلت عليها فصرخت بصوت عظيم وفاهت بكلام النعمة عن القديسة مريم " مباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك " لآن الجنين في بطني تحرك بشدة وأحست بسجوده للجنين الموجود ببطنك المسيح الرب الرب وكانت دائما في أتضاع وتسليم كامل وشكر معترفة بإحسانات الله عليها . تحملت مشقة الحمل وتعبه وبالرغم من أن المولود منها قدوس هو ملك الملوك خالق الكون السماء والأرض نجدها تلد في مزود للبقر في مكان عشب ناشف الحيوانات وصنعة منه مرتبة رائحة أنفاس الحيوانات والهدوء هو أصوات الحيوانات . ولما ولدت الطفل يسوع أطلق عليه أسم ابنها البكر (لو 2 :7 ) وهذا لا يعني هناك أطفالا آخرون ولدوا بعده والكتاب المقدس يعني أن كل بكر فاتح رحم يدعي قدوساً للرب .فالمسيح قدوس القديسين ,بكر أمه ,وبكر الأموات , مخلص البشرية . فالعذراء مريم لطهارتها ونقاء قلبها ومحبتها وطاعتها وتواضعها كان المولود منها مخلص البشرية كلها
امتيازات لها ومحبة لمصر :- ( الإيمان – الطاعة والتواضع – الصلاة الدائمة – حفظ كلام الرب – الصمت والتأمل والصوم . ولقيمة وتكريم وتطويب العالم للعذراء مريم أطلقوا اسم مريم علي بناتهم هذا الاسم يهودي أصبح اسم شعبياً بكل دول العالم الغربي والشرقي التي تتعبد لله وحور البعض الاسم تحويراً قليلاً مثل ( ماريا – ماري – مريان– ميريام – وغيرها حتي بعض الأزهار والنباتات والبلاد والمدن سميت بها ) وقد أثبتت إحصائية الأسماء أن اسم مريم يتوج قائمة الأسماء النسائية في أمريكا ومنطقة الشرق الأوسط ومصر خاصة أصبح أسم أكثر شيوعاً . طوبتها وتطوبها البشرية كما قالت بروح النبوة: فهوذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبني. (لو 1: 48).للقديسة مكانة خاصة منحها لها الرب في تحقيق مطالب من يتشفع بها وكان واضح في عرس قانا الجليل وغير ذلك فهي أم حنونة للجميع من الطفولة حتي كبار السن وهي الوقار والحشمة والطهر . لم يتركها المسيح وهو علي الصليب بل أوصي قائلاً عن يوحنا هوذا أبنك وليوحنا ها هي أمك . ثم نجدها كانت دائماً في صلوات وتمجيد وصوم بقبر المسيح . المسيح يأتي إليها ويعلن لها عن نياحتها ثم يرسل ملائكته لإصعاد جسدها وقد تركت دليل علي ذلك أن يري توما الملائكة حاملة جسدها وسقوط زنارها الأزرق " حزام " علي فوق جبل أخيم بسوهاج بصعيد مصر ويقال عنه الآن دير بير العين .
من أجل محبة الله لمصر وصدق النبوءات بالكتاب المقدس بالعهد القديم منها مبارك شعبي مصر ومن مصر دعوة أبني نجد للعذراء محبة ومكانة لمصر فقد تكررت ظهورها بمصر في الزيتون وأسيوط وشبرا والوراق وغيرهم وبكنائس وبلاد كثيرة ولأفراد وأباء رهبان لم تكن مجرد ظهور طيف ولمدة بسيطة أو ومضات إنما تكررت وظلت أيام وشهور وشاهدها الكثير والكثير من مصر وكل دول العالم وكتب وأذاع عنها الإعلام بكل وسائلة المتاحة في ذلك الوقت وأصبح حديث العالم وبكل ظهور رسالة تعزية وطمأنينة وبركات تحل علينا . لها لدينا رصيد كبير من المعجزات التي تمت بشفاعتها حين نطلب من ا لرب لدالتها ومحبة الله لها لمن حملت وولدت لنا مخلص البشرية , بنيت وتبني العديد والعديد من الكنائس علي أسمها .
رسالة صوم العذراء :-
(1 ) تذكيرنا بالمعني الحقيقي للمحبة والرضا وحياة الشكر والتسليم الكامل لإرادة الله .
(2 ) تحمل الكثير من المتاعب والظروف التي تمر علينا من ضيقات ومضايقات .
(3 ) الصلاة بخشوع ونقاء الذهن والقلب لله دون الانشغال بأي أمر دنيوي والصوم بطهارة دون الظهور بصومك .
(4 ) أكرم أباك وأمك وأطيعوا والديكم في الرب وللأباء والأمهات لا تغيظوا أولادكم بل يكون كل عمل وكلام وأفعال تمجد اسم المسيح .
(5 ) الموعظة علي الجبل أحفظوها في قلوبكم وطبقوها كما فعلت العذراء واالأباء الرسل في بشارتهم بالمسيح فادي ومخلص البشرية .
رفعت يونان عزيز