د.ماجد عزت إسرائيل
في ظاهرة فريدة من نوعها بين الكنائس القبطية الأرثوذكسية في جميع أنحاء العالم؛ يشارك صاحب النيافة الأنبا «دميان» أسقف شمال ألمانيا ورئيس دير السيد العذراء القديس موريس، وبصحبته بعض الآباء الكهنة شبية الكنائس القبطية الأرثوذكسية بأبرشية شمال ألمانيا في مؤتمرهم الذي تعقد فعالياته في الفترة ما بين(7-10أغسطس2022م) بدير السيد العذراء القديس موريس بهوكستر –ألمانيا. حيث حرص نيافته على المواظبة على مرافقة الشبيبة في أثناء تعلم عمل القربان أو المشاركة مع نيافيته في خدمة القداس الإلهي أو في إعداد الطعام أو تناول الطعام معهم أو مشاركتهم رحلاتهم الترفيهية بذات المنطقة.
والحق إن نيافة الأنبا «دميان» يلقى درسًا عمليًا سواء للآباء أو للشبيبة أو غيرهم من الدروس التي تعلمها نيافته من تعاليم السيد المسيح له المجد. فتعليم الصغار،أبناء وبنات، درس ألقاه يسوع على تلاميذه ورسله وعلى سائر المؤمنين عندما"... « احْتَضَنَ الأطفال وَوَضَعَ يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ وَبَارَكَهُمْ."(مر:10 16). وأيضًأ قال يسوع "«اُنْظُرُوا، لاَ تَحْتَقِرُوا أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ، لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلاَئِكَتَهُمْ فِي السَّمَاوَاتِ كُلَّ حِينٍ يَنْظُرُونَ وَجْهَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ." (مت 18: 10). وكذلك قال السيد المسيح «دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ."(مر 14:10). بل إنه له المجد جعل الطفل مثلا يتعلم منه الكبار إذ "فَدَعَا يَسُوعُ إِلَيْهِ وَلَدًا وَأَقَامَهُ فِي وَسْطِهِمْ ...وَقَالَ: «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَرْجِعُوا وَتَصِيرُوا مِثْلَ الأَوْلاَدِ فَلَنْ تَدْخُلُوا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ." (مت 18: 2-3). وقال يسوع "اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ مِثْلَ وَلَدٍ فَلَنْ يَدْخُلَهُ»." (لو 18: 17).
من هذا المنطلق عنيت الكنيسة القبطية بصفة عامة بالشبيبة فأنشات لهم مدارس الأحد وخصصت حصص لتعليم الألحان واجتماعات للشبيبة وأيضًا قداسات إلهية لهم. وهكذا يفعل حاليًا صاحب النيافة الأنبا دميان مع شبيبة كنائس أبرشية شمال ألمانيا حيث رافق نيافته الشبيبة اليوم في تعلم عمل القربان، وصلاة القداس الإلهي،وأيضًا زيارة أحد الحدائق المخصصة لتربية الحيوانات ومن قبلها بأيام قليلة علمهم الزراعة من خلال تشجير وتنسيق حديقة الدير. حقًا عبر معلمنا بولس الرسول عن أهمية الراعي الأمين فذكر قائلاً: "أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ كَأَنَّهُمْ سَوْفَ يُعْطُونَ حِسَابًا، ، لِكَيْ يَفْعَلُوا ذلِكَ بِفَرَحٍ، لاَ آنِّينَ، لأَنَّ هذَا غَيْرُ نَافِعٍ لَكُمْ" (رسالة بولس الرسول إلى العبرانيين 13: 17، 18).