كتب : عزة طاهر مطر
اعضاء الحزب الكرام 
تحية طيبة و بعد 

يرفض حزبكم -حتى الان- التوقيع على مشروع قانون التحرش او على الاقل لم يتخذ موقفا بعد 
تعالوا نفند و نحسب المكاسب والخسائر اذا وقع الحزب او لم يوقع..
1- الهدف من وقفة 4 اكتوبر هو دعم النساء او ايصال حتجاجهن على التحرش الى مؤسسة الرئاسة ، اذن ماذا تفيد النساء من وقفة وسلاسل بشرية و لافتات و تى شيرتات و تغطية اعلامية ينصرف بعدها الجميع ولم نكسب داعما وحدا لقضية نحن ندعى اننا ندعمها لكننا لا ندعمها فعلياً و حقا لا نبالى؟
ماذا تفيد الفتيات اللاتى يشتبكن يوميا مع انطاع الرجال الذين يصرون على ركوب عربات السيدات فى مترو الانفاق ويعجز العسكرى الغلبان عن انزالهم و ينصرف وهم مستمرون فى الصياح و شتم النساء بأقذع الالفاظ و تستمر المعركة الى ان يغادرالانطاع العربة صاغرين؟
ماذا تفيد العاملة التى يتحرش بها رئيس الوردية وهى لا تستطيع ان تدافع عن نفسها ولا قانون يحميها؟

2-
حجة من يرفضون التوقيع على مشروع القانون هو ضرورة ان يعرض على مجلس الشعب والا ينفرد مرسى بالسلطة التشريعية 
هل لو حشد المجتمع المدنى لقضية ما و ضغط الضغط المطلوب لتمرير قانون ما يكون مرسى فى هذه الحالة منفردا بالتشريع؟ 
هل فى هذه الحالة يكون المجتمع المدنى معترفا بعدم ضرورة وجود مجلس شعب ؟ 
أليس الشعب مصدر السلطات ؟ فلم لا يمارس سلطاته اذن ؟ لماذا يراوح فى مكانه انتظارا لمؤسسات قد تمثله لكنها قطعا لا تغنى عن الاصل ، كما ان تلك المؤسسات بها تيارات و اتجاهات و من يعرف كيف يحشد و يجمع الاصوات هو من يمرر القوانين او يئدها تحت قبة البرلمان.
ان الضغط الشعبى لتمرير قانون ما لا يعنى اننا سلمنا التشريع لمرسى بل يعنى اننا قد سلبناه اياه 
ان الضغط الشعبى لتمرير قانون ما لا يعنى اننا لا نريد مجلس تشريعى منتخب 
بل يعنى ان المجتمع المدنى موصل جيد لمشاكل الشعب التى لا تحتمل التأجيل ويعنى ان الشعب ليس لديه رفاهية الانتظار حتى تنتهى مجموعة من محاسيب النظام لا تمثل الشعب من تلفيق دستور شائه متخلف يفترس حقوق الانسان.
منتهى الضعف والتواكل ان ننسحب من معركة قاعدية ( حدثونى عن انتصاراتنا النخبوية المبهرة) بحجة غياب البرلمان والحقيقة اننا كسالى عاجزون عن الحشد و تجييش الجماهير
 
3- قد يرد البعض انه لو اقدمنا على تلك الخطوة وأجبرنا مرسى على توقيع قانون لتجريم التحرش فقد يأتى الاسلاميون بقانون لتزويج الاطفال -مثلا- و يحشدون له ويفوزون بتمريره ، هل ان حدث هذا يكون نصراً لهم ام فشلا ذريعا لنا لأننا لم نستطع مواجهة ادعاءاتهم و فضح توجهاتهم المتدنية وعمل دعاية مضادة تفض الناس من حولهم؟
 
4- ان السياسة هى فن الممكن ، انظروا الى برلمانات اوربا و راقبوا صراعات الخضر مع الليبراليين و اليسار مع المحافظين . ان المواطن الاوربى ليس مرفها يجلس فى الظل و يترك الحكومة تقرر له مصيره ، انه فى حالة انتزاع حقوق دائمة و الكتل البرلمانية فى اوربا تلعب لعبة التوازنات والتربيطات و حشد الاصوات داخل البرلمان الواحد طول الوقت لتمرير او اجهاض قانون ما. اما البرلمان الاوربى فهو ساحة حرب بكل معنى الكلمة يدور الصراع فيها لصالح المواطن الاوربى المستنفر دائماً اليقظ لحقوقه والا تقوم الدنيا و تكشر النقابات عن انيابها وتشتعل المظاهرات و تعلن الاضرابات فى لحظات.

5-
ان التوقيع على مشروع القانون مكسب للحزب وبه يستطيع ان يفتح حوار مجتمعى فى كل المحافظات و يقيم الندوات لذلك و تكون تلك بذرة اولى الفعاليات القاعدية ، لقد مللنا من الفعاليات النخبوية و مناطحة السلطة بالبيانات و الوقفات التى أصبحت لا تهز للحكومة شعرة و تخسرنا اية ارضية محتملة فى الشارع. و من السذاجة السياسية ن نخرج من فعالية 4 كتوبر بالتغطية الاعلامية فقط و نعود و جعبتنا خالية من اى مكسب اطلاقاً نقدمه للمرأة المصرية. 

6 -
أخيرا لنتخيل معا صباح 5 اكتوبر والجرائد والمواقع الاسلامية تنهال بالتقريع على المجتمع المدنى الذى يكتفى من العمل الميدانى بالظهور الإعلامى لكنه أبداً لا يتماس مع المواطن و لنتخيل ما ستقوله نساء مصر عمن ذهبوا الى قصرالاتحادية ليعرضوا قضية المرأة و رجعوا فرحين بالظهور فى الفضائيات و قد نسوا المرأة وقضيتها.
الى كل من لا يريد ان يوقع على مشروع هذا القانون ، سؤال اجبارى ، اجب عما يأتى : عملتوا ايه للستات ؟