اليوم تحتفل الكنيسة بتذكار نياحة القديس انبا مويسيس اسقف اوسيم (١١ مسرى) ١٧ اغسطس ٢٠٢٢
في مثل هذا اليوم تنيح الأب القديس الأنبا مويسيس أسقف كرسي أوسيم، وهو من أعلام الكنيسة وقديسيها العظام في القرن الثامن الميلادي. نشأ على حب الطهارة والبتولية منذ نعومة أظافره وتعلم علوم البيعة.

وترهب منذ شبابه في برية شيهيت وعاش في طاعة أحد الآباء النساك لمدة ثمانية عشر عامًا، سالكًا في طريق الفضيلة والنسك الشديد. وبسبب ذيوع فضيلته اختير أسقفًا لأوسيم (مركز أمبابه بمحافظة البحيرة) وكانت حياته مدة الأسقفية امتدادًا لحياته الرهبانية في البرية. عاش حياة التجرد واتَّصف بالتقوى والشجاعة، وكان يقضي معظم أوقاته في العبادة حتى قيل أنه كان لا يقابل أحدًا من الشعب إلا في يوميّ السبت والأحد، وكان غيورًا على الإيمان الأرثوذكسي.

وقد نال من الله تبارك اسمه موهبة صنع الآيات والعجائب وشفاء الأمراض كما أُعطي موهبة النبوة.

وحدث انه جاء وقت على الكنيسة من شدة الضيق عاد الأساقفة إلى أديرتهم ليتفرغوا للصوم والصلاة ليرفع الرب الضيقة، أما الأنبا مويسيس فاستمر مع شعبه يثبتهم ويحفظهم من الذئاب الخاطفة.

فأتاه يومًا بعض أراخنة مصر وطلبوا إليه أن يصلي إلى الله ليرفع الضيق عنهم وعن شعبه، لأنهم أحصوا الذين اعتنقوا الإسلام فوجدوا عددهم أربعة وعشرين ألفًا، فقال لهم: "آمنوا يا أولادي أن الوالي الذي يضطهدكم يهلك في بحر هذا الشهر"، وفعلًا تم الأمر كما قال.

ولما اضطهد مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين البابا خائيل، لازمه الأنبا مويسيس واشتهى أن يستشهد ويسفك دمه على اسم المسيح، وما أن وصلا إلى خيمة مروان طرح الجند الأنبا مويسيس على ركبتيه ورفعوا رجليه إلى أعلى وضربوه بدبابيس نحاس على جنبيه ورقبته، وكان المُعذِبون يطلبون منه رشوة ليطلقوه أما هو فلم ينطق ببنت شفة لأنه كان لا يفهم لغة الجند العربية.

وأمر مروان بقطع رقبة البابا خائيل بالسيف وساقه السياف إلى موضع تنفيذ حكم القتل، فجرى خلفه الأنبا مويسيس. حاول السياف منعه لكنه لم يمتنع، حتى غضب منه أحد الجند ورفع عليه دبوس نحاس ليضربه به، فمد القديس رأسه لكن بعض الموظفين منعوا الجلاد من ضربه، ثم زُجّ به في السجن مع البابا ووضعت القيود في أرجلهما مع كثيرين، لكن الأنبا مويسيس تنبأ بأنهم سيخرجون من السجن سالمين، وبالفعل تم قوله بهزيمة مروان أمام العباسيين.

و في أثناء ثورة البشموريين للأقباط سأله تلميذ له عن نهاية الأمر فكان جوابه: "الله لا يترك كنيسته إلى النهاية بل يخلصها، وهذه المملكة (دولة بني أمية) تبيد ويحل محلها دولة أخرى". وقد تمت هذه النبوة بسقوط دولة بني أمية، وقيام دولة العباسيين.

وحدث انه حاول الخلقيدونيون بأسلوب ملتوٍ وللتشفي أن ينزعوا ما في كنيسة مار مينا بمريوط من زينة رخامية وأعمدة، وعرض بعض الأراخنة على البطريرك أن يدفع رشوة للقاضي، لكن الأنبا مويسيس تصدى لأصحاب هذه المشورة وقال أنه لا يليق بالبطاركة والأساقفة أن يدفعوا رشوة لأحد والله لن يتخلى عنا. وحدث أنه في ذات الأسبوع عُزِل القاضي المرتشي.

واستمر الأنبا مويسيس مرافقًا لقداسه البابا القديس خائيل الاول وفيًا له وللكنيسة طوال أيام التجارب المرة، أيضًا مرض وعلم بدنو ساعة رحيله من هذا العالم، فاستدعى رعيته وأوصاهم وباركهم وتنيح بسلام.

بركه صلاته تكون معنا كلنا امين...
و لالهنا المجد دائما ابديا امين...