د. هند جاد
إعلان..
يوم الأحد الماضى.. فقدنا 42 شخصا بينهم 18 طفلًا بسبب اشتعال حريق في مبنى كنيسة «أبوسيفين». ومنذ ذلك الحين.. تتناول بعض صفحات السوشيال ميديا ما حدث بشكل لا يستند إلى الحقائق، ويروجون لشائعات لا أساس لها من الصحة. وهو ما جعل نقاش بعضهم يتحول إلى سب وقذف.

رثاء
أصابنى الحزن على ما حدث.. وعلى صور صناديق الجثامين.. وعلى حالة الآباء والأمهات.. ومنهم من تناجى العذراء مريم حزنًا وعتابًا.. فاق عدد من فقدانهم.. من استشهدوا قبل ذلك في حوادث إرهابية مثل تفجير كنيسة القديسين وتفجير كنيسة البطرسية..

حزن وألم وأسى وتعاطف.. مشاعر إنسانية متضاربة على ما حدث.. ولكن تظل ردود الأفعال الإنسانية من المصريين سلامًا وبردًا وتضامنًا مع تلك الأرواح البريئة والجميلة.

عتاب
تأكدنا رسميًا أن كارثة كنيسة إمبابة.. تعود إلى إهمال الصيانة والحماية المدنية وعدم اتباع القواعد والشروط اللازمة للأمان. وهى عادة مصرية أصيلة.. لا علاقة للأمر بكونها كنيسة أو لا.

كنيسة إمبابة هي جرس إنذار لمراجعة قواعد الأمن والأمان بالكنائس خاصة في المناطق الضيقة التي لا تسمح بدخول سيارات إطفاء الحرائق بها. كما يجب عدم التهاون في إجراءات السلامة. وأدعو لمراجعة أماكن الكنائس بشكل يسمح بعدم تكرار تلك المأساة مرة ثانية.. حتى لا نفقد أعزاء علينا.

تحذير..
من المضللين والسفهاء والمتطرفين الذين كتبوا عبارات الشماتة على السوشيال ميديا.. هؤلاء المتطرفون لا يعبرون عن المصريين. ويجب محاكمتهم بتهمة ازدراء الأديان وإثارة الفتن والانقسامات بيننا.

كيف يمكن لمثل هؤلاء الذين لا ينتمون للإنسانية.. أن يكون لهم مكان بيننا..؟ هم فئة ضلت طريق دينها وفقدت آدميتها.. فئة لا تقدر قيمة الحياة.. فئة تريد فرض أفكارها التكفيرية علينا.. أفكارها التي تتعارض مع سماحة ديننا وعلى عكس مبادئه.

أدعو لمواجهة تلك الفئة الضالة بالقانون.. حتى لا ينشروا سمومهم فيما بيننا، وحتى يكونوا عبرة لكل من تسول له نفسه إثارة الانقسام في بلادنا. وأثق في عدالة القضاء حرصا على سلامة بلادنا.

إشادة
يستحق التحرك السريع من السيد رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء التحية والتقدير للاهتمام بكرامة المواطن المصرى في تلك الكارثة الإنسانية. ورثاء الأزهر وتضامنه هو رسالة للمضللين والسفهاء.

وتحية للإعلام المصرى الذي قدم متابعة إعلامية سريعة من قلب الأحداث بشكل محترف حتى لا نسمح بنشر الشائعات.

من الآخر..
ربنا يرحمهم.. برحمته الواسعة..

ربنا يصبر أهاليهم على فراقهم..

ربنا يرحم الأطفال الملائكة..

خالص التعازى لأسرهم وعائلاتهم، وتمنياتى بالشفاء العاجل لجميع المصابين..

الوجع مبيتحكيش.. والألم لا نسيان له..

الله يرحمهم ويسكنهم فسيح جناته.. رغم أنف المضللين والسفهاء والمتطرفين والإرهابيين..

من ماتوا هم مصريون قبل أي شيء آخر.
نقلا عن المصرى اليوم