إعداد / ماجد كامل
يمثل الارشيدياكون القديس حبيب جرجس أهمية كبيرة جدا في نشاة وتطوير الكلية الإكليركية في عصرها الحديث . ومن الثابت تاريخيا ان الكلية الإكليركية نشأت في عهد البابا كيرلس الخامس ( 1831- 1927 ) بطريرك الكنيسة القبطية رقم 112 ؛ وكان المدير الأول لها هو يوسف بك منقريوس ( 1893- 1918 ) . ولقد ألتحق الطالب حبيب جرجس بالكلية الإكليركية منذ افتتاحها في 29 نوفمبر 1893 ؛ ثم أنكب علي مكتبة البطريكية ينهل من كنوزها . وتخرج منها عام 1898 ؛ وعمل بعدها مدرسا بها في نفس العام ؛ وتحديدا في يوم 8 مايو 1899 الموافق 1 بشنش 1615 للشهداء . وحول ذكرياته عن هذه اللحظة التي تم فيها تعيينه مدرسا بالإكليركية كتب يقول " نعم هو ذلك العبء الثقيل الذي ألقي علي كاهلي وأنا في مقتبل العمر ؛ وأنا أشعر أني سوف أدرس إلي رعاة سيخرجون ليعلموا الشعب ؛ ويقودونه إلي بر السلامة ؛ وأنا في ذلك زميل أصغر ., لبعضهم منهم سنا ؛ فكان ذلك الشعور هو الحافز لي علي أن أواصل العمل ليل نهار بين جدران المكتبة البطريركية ؛ وأحضر دروسي أحسن تحضير ؛ وأحفظ ما يمكن حفظه ؛ وادون ما يمكن تدوينه ؛ فلم أترك شاردة ولا واردة إلا وأحصيتها ؛ وبذلك وفقني الله إلي أن أحتفظ بمكانتي بين الطلبة ؛ وإلي أن أنزل من قلوبهم منزلة المحبة اللائقة والاحترام العظيم ( راجع نص البيان بالكامل في كتاب :- المدرسة الإكليركية بين الماضي والحاضر ؛ حبيب جرجس ؛ صفحة 21
,, وبعد وفاة الناظر الأول للمدرسة الإكليركية الطيب الذكر المرحوم يوسف بك منقريوس في 12 سبتمبر 1918 ؛ أصدر البابا كيرلس الخامس قرارا بابويا بتعين حبيب جرجس ناظر لها ( راجع نص القرار وطرس البركة في المرجع السابق ذكره صفحة 29 و30 ) .
ولقد عبر عن إحساسه عندما كان طالبا بالمدرسة نحو الرسالة التي وهب نفسه لها بقوله " كنت وأنا طالب بالمدرسة طالبا ومدرسا ؛ أشعر بصوت يناديني من أعماقي أنني انا الذي يجب أن أبذل دمي في سبيل المدرسة ؛ وأنني أنا الذي يجب أن يضع حياته ورحه في خدمتها ؛ ليصل بها إلي هذه الدرجة المنشودة ؛ وما أن شجعني وقدر جهودي حضرات رجال الدين ورجال الكنيسة حتي اجتمعت لدي من القوة ما أن أقوي بها علي القيام بذلك العبء الثقيل بقدر استطاعتي ؛ وما ان لاقي ربه الناظر السابق ؛ وأسندت إلي نظارة المدرسة ؛ جتي أشتعلت نار الأمل في صدري ؛ والتهبت نفسي تحرقا علي القيام بالواجب للمدرسة التي خلقني الله لها ؛ وخلقت من أجلها ؛ فلم أهدأ لحظة ؛ ولم أفتر ثانية ؛ ولم أتوان عن العمل في رفعتها ؛ بصوت داخلي وداع نفسي ؛ وأمل منشود ؛ وحب عميق ؛ ورغبة اكيدة ( المرجع السابق ذكره :- صفحة 30 و31 ) .
وفور صدور القرار بتعيين حبيب جرجس ناظر للمدرسة الإكليركية ؛ قام بوضع ما يعرف في مصطلحنا الحالي بالرؤية المنهجية لتطوير الدراسة بالكلية علي النحو التالي :-
1-زيادة عدد طلاب المدرسة ؛ واختيارهم من حملة الشهادات الدراسية .
2-زيادة عدد المدرسين الأكفاء بالمدرسة .
3-تدريس مواد المنطق ؛ والفلسفة ؛ والتربية ؛ وعلم النفس ؛ واللغة العبرية واللغة اليونانية والعناية باللغتين العربية والإنجليزية ؛ ووضع برامج راقية في كل العلوم الدينية وغيرها مما يدرس بالمدرسة .
4- إعداد الداخلية بالمدرسة إعدادا تاما ؛ يضمن للطلاب الراحة والمعيشة الهادئة والصحة التامة .
5-حفظ مستقبل الطلبة ؛ وهذا هو الغرض الأول الذي أنشئت المدرسة من أجله .
( لمزيد من التفصيل راجع :- المرجع السابق ذكره ؛ صفحتي 31 و32 ) .
ويذكر حبيب جرجس أن عدد الطلبة وقت أن تسلم إدارة المدرسة لا يزيد عن الخمسين ؛ فقام بإرسال خطاب إلي أصحاب النيافة الآباء المطارنة ؛ وطلب منهم أن يرسلوا إلي المدرسة من يرغبون في رسامتهم كهنة لتعليمهم . وكانت الخطوة الثانية التي أهتم بها هي زيادة عدد المدرسين بعد أن كانوا لايزيدون عن ستة مدرسين ؛ ولكن مع جهود حبيب جرجس وصل العدد إلي تسعة عشر مدرسا وهم حسب البيان الذي ذكره في :-
المادة التي يدرسها أسم المدرس مسلسل
علم اللاهوت – علم الوعظ القمص ابراهيم عطية 1-
تفسير بقطر شحاتة 2-
تاريخ كنيسة – قواني كنيسة ادوار يسطس ( المتنيح الانبا ديسقوروس فيما بعد ) 3-
لغة قبطية شنودة عبد السيد ( القمص فيما بعد) 4-
درس كتاب – عقائد – مزامير منقريوس عوض الله 5-
لغة قبطبة عزيز تادرس 6-
لغة إنجليزية مستر مارك باروك 7-
لغة عربية حامد افندي متولي الخولي 8-
ضابط اول المدرسة وأب اعتراف الطلبة القس قسطنطين موسي 9-
ألحان كنسية وقداس المعلم ميخائيل جرجس 10-
ألحان كنسية وقداس المعلم لبيب ميخائيل 11-
لغة يونانية يسي عبد المسيح 12-
لغة عبرية إسرائيل ولفنسون 13-
لم يذكر أسمه استاذ فلسفة 14-
لم يذكر أسمه أستاذ مادة العلم والدين 15-
لم يذكر أسمه قانون أحوال شخصية 16-
لم يذكر اسمه استاذ علم نفس 17-
لم يذكر أسمه استاذ تربية وطرق تدريس 18-
راجع الجدول والأسماء بالكامل في المرجع السابق ذكره ؛ صفحة 34 و35 .
ولقد وجه حبيب جرجس نداء إلي أعضاء المجلس المللي لدعم وتطوير مبني المدرسة بمهمشة بما يليق بالمدرسة في عهدها الجديد ؛ وقال في ذلك النداء " وبما اننا الآن في حاجة شديدة الي نحو ثلاثة آلاف جنيه لإتمام جميع الملحقات المطلوب انشاؤها للمدرسة ؛ وهي إصلاح أماكن النوم ؛ وبناء عنابر زيادة بها ؛ومدرسة للمرتلين وبناء كنيسة للمدرسة وغير ذلك ؛ مما يوصل المدرسة إلي مركزها اللائق بها . لذلك لا نري مناصا من الاستعانة بمرؤة أبناء هذه الأمة ؛ وطرق باب أريحتهم ؛ولا سيما الذين يشاركونا في الرأي ...... ونحن نعتقد أن مبلغ الثلاثة آلاف جنيه ؛ التي تحتاجها ؛ يستطيع ثري واحد من أبناء الأمة أن يدفعها ؛ فهل تخشي أن امة برمتها تعجز عن الدفع . ذلك خاطر لا يخطر ببال أحد . ونحن واثقون بأن أمتنا الكريمة لا تردنا خائبين . فهلموا إلي العمل وعلي الله الاتكال ( راجع نص النداء بالكامل في المرجع السابق ذكره ؛ صفحتي 42 و43 ) .
ولقد تم تشكيل لجنة للمدرسة الإكليركية مؤلفة من حضرات السادة الآتي ذكر أسمائهم :-
1-نيافة الأنبا لوكاس مطران قنا رئيسا .
2-حبيب أفندي جرجس ناظر المدرسة عضوا .
3-الدكتور جورجي بك صبحي عضوا .
4-الأستاذ كامل أفندي جرجس عضوا .
5-الدكتور جندي واصف عضوا .
وجاء في تقرير اللجنة توصية برفع المستوي العلمي للمدرسة ؛ فقدمت اللجنة تقريرها علي النحو التالي :-
1-تسمي المدرسة منذ الآن ( كلية اللاهوت القبطية ) ويكون بها قسمان - متوسط وعالي ويلقب ناظرها مديرا .
2-تكون مدة الدراسة في القسم المتوسط ؛ خمس سنوات ؛ وفي العالي أربع ؛ علي أنه يجوز للمتخرجين من القسم المتوسط أن يلتحقوا بالسنة الثانية بالقسم العالي .
3-يجب علي طالب الالتحاق بالسنة الأولي بالقسم المتوسط أن يكون حاصلا علي شهادة اتمام الدراسة الابتدائية – وعلي طالب السنة الأولي بالقسم العالي أن يكون قد أتم الدراسة الثانوية قسم ثان .
4- أن تكون خطة الدرسة بالقسم المتوسط والعالي طبقا للخطتين المرفقيتن بهذه الدراسة .
5-أن تكون بالكلية الأقسام التالية :-
أ-قسم الكلية الداخلي ؛ وهو يشمل الطلبة الذين يكرسون أنفسهم للخدمة الدينية سواء كانوا بالقسم العالي أو بالقسم المتوسط .
ب-قسم يلتحق به القسوس الأحداث أو الرهبان لترقية معلوماتهم .
ج- قسم ليلي ينتسب له من لا تمكنهم ظروفهم ظروف حياتهم من الاندماج بالقسم النهاري .
د-قسم للنشر والترجمة لنقل أهم الكتب الدينية ؛ ونشر المؤلفات والنبذات ؛ إذ لا يخفي أن اللغة العربية فقيرة في الكتب الدينية ؛ وأن تطور العصر الحاضر يستلزم نشر معلومات دينية كثيرة .
2-مؤهلات الأساتذة ومرتباتهم :-
يجب أن يجمع الأساتذة بين المقدرة العلمية والكفاية الدينية ؛ وحبذا لو اختيروا من المتخرجين في الكلية قسم عال بأقرب فرصة ؛ ومن حاملي الدبلومات العالية إذا كانوا متميزين في العلوم الدينية .
كما يجب أن تكون درجة الأستاذ من 20- 30 جنيها شهريا ومساعده في درجة 20 جنيها شهريا ؛ ويؤلمنا جدا أن مرتبات المدرسين الحالللين هي دون مرتبات مدرسي المدارس الابتدائية والكتاتيب . ( راجع النص الكامل للتقرير في المرجع السابق ذكره ؛ الصفحات من 60-65 ) .
ولقد وضع منهجا متطورا للدراسة في المدرسة الإكليركية ؛ قام بتقسيمه إلي تسع مجموعات علي النحو التالي :-
1-المجموعة الاولي :- عقائد ؛ لاهوت ؛ العلم والدين ويشمل تدريس العقائد لطلبة السنوات الأولي والثانية والثالثة ؛ واللاهوت ومادة العلم والدين لكل من السنتين الرابعة والخامسة .
2-المجموعة الثانية :- تفسير ؛علم وعظ وتشمل تدريس مادة التفسير للسنوات الخمس ؛ ويدرس علم الوعظ لكل من السنتين الرابعة والخامسة .
3-المجموعة الثالثة :- تاريخ مقدس ؛درس كتاب وتشمل مادة التاريخ المقدس في السنتين الأولي والثالثة ؛ ومادة درس الكتاب في السنوات الرابعة والخامسة .
4-المجموعة الرابعة :- تاريخ كنسي وتاريخ سياسي ويدرس فيه التاريخ بنوعيه للسنوات الأولي والثانية والثالثة .
5-المجموعة الخامسة :- الأحوال الشخصية وقوانين الكنسية ومؤلفات الآباء .
6-المجموعة السادسة :- وتشمل طقوس وألحان ومزامير وتسبحة في السنوات الأولي والثانية والثالثة والطقوس والقداس في السنتين الرابعة والخامسة .
7-المجموعة السابعة :-- فلسفة وعلم نفس ومنطق وتدرس في السنتين الرابعة والخامسة .
8-المجموعة الثامنة :- وتشمل تربية ؛وتربية عملية وتدرس في السنة الرابعة .
9-المجموعة التاسعة مجموعة اللغات وتشمل ( العربية – القبطية – الانجليزية – العبرية – اليونانية ) وتدرس اللغات القبطية والانجليزية والعربية في السنوات الأولي والثانية والثالثة ؛ وتدرس في السنة الرابعة القبطية والعبرية واليونانية – أما في السنة الخامسة فتدرس القبطية والعبرية واليونانية ( لمزيد من التفاصيل راجع :- المرجع السابق ذكره ؛ الصفحات من 93 – 95 ) .
ويذكر نيافة الحبر الجليل الأنبا سوريال في كتاب " حبيب جرجس معلم أرثوذكسي وضؤ في الظلام " أن حبيب جرجس في سبيل تطوير مناهج الدراسة بالمدرسة الإكليركية ؛أستعان بمدرس إنجليزي حاصل علي درجة علمية كبيرة من جامعة أكسفورد لتدريس مادة فلسفة الدين . وأسم هذا العالم " جون ليونارد ويلسون John Leonard Wilson . ولقد كتب ويلسون في خطاب الترشيح " أتعهد أن أحترم تعاليم وعقائد الكنيسة القبطية ؛ ولن أحاول دحض هذه التعاليم أو تعليم غيرها بأي حال من الأحوال " ( لمزيد من التفصيل راجع :- نيافة الانبا سوريال :- حبيب جرجس ضؤ وسط الظلام ؛ مؤسسة بانوريون ؛ صفحة 137 ) .
كما قام بتعيين مدرسين أجانب لتعليم اللغات الفرنسية والإنجليزية واليونانية ؛ كما قام بتعيين بعض الحاخامات لتعليم اللغة العبرية وبعض الشيوخ والأئمة لتعليم اللغة العربية ( صفحة 138 من نفس المرجع السابق ) .
وفي إطار اهتمامه بتطوير مياني ومناهج المدرسة الإكليركية ؛كان من الطبيعي أن يهتم كذلك بتطوير المكتبة ؛ وفي سبيل تحقيق ذلك كتب يقول " أنشأنا مكتبة للمدرسة ؛ جمعنا فيها أهم الكتب الدينية والتاريخية في اللغتين العربية والإنجليزية وغيرهما ؛ وكل عام تزيد نسبة الكتب فيها . وقد نظمت تنظيما نرجو أن تبلغ إلي درجة المكتبات القيمة ..... ولكننا نرجو لها تقدما أكبر وتنظيما أحسن ؛ وعددا أوفر من الكتب . ويا حبذا لو تكرم أبناء الطائفة بتقديم كتبهم إليها لينمو العدد وتعمر المكتبة وتصبح من المكتبات المعدودة ؛ وأمنيتنا للمكتبة أن تتسع . وأن يكثر الانتفاع بها ؛ لا بين أبناء المدرسة فقط ؛ بل بين أبناء الشعب القبطي بأسره " ( نفس المرجع السابق ؛ صفحة 98 ) .
ولقد قام حبيب جرجس بفكرة تعتبر سابقة جدا لعصرها ؛ وهي تكوين جمعيات نوعية متخصصة تسمي جمعية المدرسة الإكليركية ؛ تكون منها لجان للبحث وتسمي في كل لجنة باسم الغرض الذي وضعت له . وهذه اللجان هي :-
1-لجنة دراسة الكتاب االمقدس - وتدرس الكتاب المقدس كله في سنة واحدة من حيث اللغة والتفسير والمقارنة والمشكلات ...... الخ .
2-لجنة العقائد – وتبحث في عقائد وطقوس كنيستها والكنائس الأخري وطقوسها ومقارنتها ببعضها البعض .
3-لجنة التاريخ - وتبحث في تاريخ الكتاب المقدس وتاريخ الكنيسة وتراجم حياة الشهداء والقديسين ومشاهير الرجال .... الخ .
4-لجنة المحاضرات والوعظ – وتبحث في كل الوسائل التي ترتقي بالوعظ وتعد المحاضرات اللازمة في الموضوعات الخاصة بذلك لإلقائها علي جميع الطلبة .
5- لجنة التسبيح - وتكون من بين ذوي الأصوات الممتازة لقيادة جميع الطلبة في التسبيح والترتيل .
6-لجنة الاخلاق – والغرض منها تقويم اي عيب يجده الطلبة في أحدهم .
7-لجنة الرحلات – والغرض منها تتظيم اجتماعات روحية ؛ ورحلا ت رياضية ؛ وزيارات الكنائس القديمة والمتاحف والآثار المصرية .
8-لجنة التنفيذ – وتقوم بمتابعة وتقييم كل أنشطة اللجان السابقة .
وتعمل كل لجنة في الحدود والاختصاصات التي عينت لها ؛ ولا تتدخل لجنة من اللجان في اعمال لجنة أخري ( راجع المشروع بالتفصيل في المرجع السابق ذكره ؛ الصفحات 100 ؛ 101 ) .
كما قام بتأسيس ما يعرف " جمعية خريجي المدرسة الإكليركية " لمتابعة الخريج بعد تخرجه من المدرسة ؛ ولقد كتب في بيان هام صدر له عام 1932 قال فيه " ومن آمالنا أن نوثق عري العلاقة بين المدرسة والمتخرجين منها ؛ فننشيء لهم جمعية تعمل لهذه الغاية . فتتبادل المدرسة وأياهم المعونة . وهي تتلقي أخبارهم ومعلوماتهم ونتائج اختباراتهم واقتراحاتهم الخاصة بالوعظ والتعليم والرعاية . وهم يتلقون نصائحها وارشادتها ومساعداتها . وسنبدأ قريبا بعقد أول اجتماع من المتخرجين لتنفيذ هذه الفكرة " . ( لمزيد من التفاصيل راجع صفحة 110 من المرجع السابق ذكره )
ولقد وضع أهداف ما أسماه "جمعية التعاون الإكليركي " في النقاط التالية :-
1– إنشاء صندوق للتعاون
2-مساعدة الأعضاء أثناء المرض او التوقف عن العمل ؛ وأعطائهم قروضا عند الزوم ؛ وتسهيل سبيل تعليم أولادهم .
3-مساعدة أسر المتوفين منهم .
4- الحصول علي امتيازات اقتصادية للأعضاء وتوفير العلاج المجاني لهم ولأسرهم .
5-تأسيس ناد ومكتبة للأعضاء وتنظيم محاضرات لهم .
6- الاهتمام بالوعظ في القري وطبع الكتب الدينية .
7-المحافظة علي عقائد الكنيسة وتقاليدها ؛ والعناية بنشر اللغة القبطية وتاريخها .
8-الاهتمام بإنشاء جمعية لتعليم الفقراء وتزويج الفتيات الفقيرات والعميان والعجزة .
( لمزيد من التفصيل راجع الكتاب السابق ذكره ؛ صفحة 111 ) .
ويذكر نيافة الأنبا سوريال أن جهود حبيب جرجس في الإرتقاء بالإكليركية قد بلغت أوجها عندما أصدر وزير المعارف العمومية قرارا بالإعتراف بالمؤهل الدراسي للكلية الإكليركية في 3 يوليو 1948 بكونه معادلا لدرجة البكالوريوس الجامعي لمدة أربعة سنوات ( لمزيد من الشرح والتفصيل راجع :- الأنبا سوريال :- حبيب جرجس معلم قبطي أرثوذكسي وسط الظلام ؛ مركزبانوريون للتراث الآبائي ؛ صفحة 166 ) .
وفي مقالة هامة للأناغستس وهيب عطا الله ( المتنيح الأنبا غريغوريوس فيما بعد ) بعنوان " حبيب جرجس والقسم الليلي الجامعي " حيث ذكر فيه أن حبيب جرجس قد جمع الأستاذة ونفخ فيهم من روحه الفنية والفكرية القوية ونفخ فيهم من روحه الفتية القوية ؛ وغيرته الحارة النارية وكاشفهم برغيته في تنفيذ هذه الفكرة ؛ ولقد تعب أستاذنا الكبير في إقناع المسئولين من رجال الاكليروس والمجلس الملل بأهمية هذا القسم وقيمته حتي فرح به البابا يوساب وجميع الآباء المطارنة والأساقفة وآمن به رجال المجلس الملي . وتفضلوا بالاهتمام به وزيارته .
,وسمع به كثيرون في إقناع المسئولين من رجال الاكليروس والمجلس المللي ؛ بأهمية هذا القسم وقيمته ...... وبفضل جهود أستاذنا الكبير ؛ألف المجلس الملي العام لجنة خاصة للبحث في شئون هذا القسم ؛ من بين أعضائها كامل بك ميخائيل عبد السيد وفهيم بك يوسف سليمان ؛ ووضعت تقريرا شاملا أثنت فيه علي القسم وفكرته وأساتذته ومستوي الدراسةفيه وأوصت بالقسم خيرا ؛ واقترحت له ميزانية لائقة ؛ ودعت المجلس إلي زيادة الإهتمام به نظرا للخير العميم الذي يرجي لكنيستنا منه .
ومن بين بركات هذا القسم علي الإكليركية عامة ؛ أنه كان عاملا قويا في إقناع وزير المعارف الأسبق ؛ لإعتبار الإكليركية مدرسة عالية بناء علي التقارير التي رفعها أستاذنا حبيب جرجس إلي الوزارة في هذا الصدد . ( راجع نص المقال بالكامل في :- مجلة مدارس الأحد ؛نوفمبر وديسمبر 1951 1951 هاتور ؛كيهك 1687 ش ؛ السنة الخامسة العددان التاسع والعاشر ؛ الصفحات من 6 – 8 ) .
وفي حوار خاص لنيافة الحبر الجليل الأنبا غريغوريوس في مكتبه بتاريخ 13 يونية 1984 ؛ سئل نيافته عن الركائز التي بني عليها حبيب جرجس النهضة الكنسية الحديثة في العصر الحديث ؛ أجاب نيافته الركائز هي الإكليركية ؛ ومدارس الأحد والتأليف ؛ والإكليركية بمعني تخريج الأشخاص الذين يقودا الكنيسة من الناحية الروحية والكنسية ؛ والحمد لله الحقيقة بفضل الإكليركية شيئا فشيئا بدأت منابر الكنائس يحتلها أشخاص أكفاء في الوعظ أي وعاظ متجولين .... وبفضل الإكليركية صار بالتدريج شيئا فشيئا أصبح هناك كهنة ومعلمين وكهنة يعظوا إلي آخره ...... وهذا كله بفضل الإكليركية التي أنشأت مدارس الأحد ؛ أساتذة الإكليركية هم الذين كانوا يعلموا ...... حبيب جرجس أعطي الإكليركية قلبه واهتمامه ورعايته علي أساس أنها تخرج أشخاص يصبحوا كهنة ووعاظ ومعلمين . .... ونحن لا ننسي أن حبيب جرجس أستطاع أن يعين في الإكليركية بعض من الكفاءات الكببرة في كافة الفروع . فنحن درسنا اللغة العبرية علي يد الدكتور إسرائيل ولفنسون وكان رئيس قسم الدراسات السامية ؛ ثم اللغة القبطية علي يد الأستاذ إقلاديوس لبيب أولا ؛ ثم هناك أساتذة آخرون مثل شنودة عبد السيد والأستاذ عزيز تادرس الذي أصبح فيما بعد القمص تادرس ؛ والعديد والعديد من الأشخاص مثل الأستاذ كامل جرجس وكان يدرسنا علم النفس والمنطق والتربية ... والأستاذ تكلا رزق لتدريس مادة العلم والدين .... نحن درسنا أسفار موسي الخمسة بالعبرية إلي جانب العربية ؛ وفي اللغة اليونانية قطعنا مرحلة كبيرة جدا علي يد الأستاذ يسي عبد المسيح . وأيضا أبونا إبراهيم عطية في تدريس اللاهوت ؛ والأستاذ كامل متي وحاليا القمص ميخائيل متي ( راجع النص الكامل للحوار في موسوعة الأنبا غريغيوروس ؛ التعليم الديني والكلية الإكليركية ومدارس التربية الكنسية ؛ المجلد رقم 36 ؛ الصفحات من 176- 189 ) .
ويذكر نيافة الأنبا سوريال أن جهود حبيب جرجس في الإرتقاء بالإكليركية قد بلغت أوجها عندما أصدر وزير المعارف العمومية قرارا بالإعتراف بالمؤهل الدراسي للكلية الإكليركية في 3 يوليو 1948 بكونه معادلا لدرجة البكالوريوس الجامعي لمدة أربعة سنوات ( لمزيد من الشرح والتفصيل راجع :- الأنبا سوريال :- حبيب جرجس معلم قبطي أرثوذكسي وسط الظلام ؛ مركزبانوريون للتراث الآبائي ؛ صفحة 166 ) .
بعض مراجع ومصادر المقالة :-
1-حبيب جرجس :- المدرسة الإكليركية بين الماضي والحاضر .
2-نيافة الأنبا سوريال :- حبيب جرجس – معلم قبطي وضؤ في الظلام ؛ مركز باناريون للتراث الآبائي ؛ الطبعة الأولي مارس 2021 .
3-مجموعة من أساتذة وخريجي الكية :- الكلية الإكليركية في 125 عاما ؛ الكلية الإكليركية للأقباط الأرثوذكس ؛الطبعة الأولي يوليو 2021 .
3-نيافة الأنبا غريغيوريوس :- التعليم الديني والكلية الإكليركية ومدارس التربية الكنسية ؛ موسوعة الأنبا غريغيوروس ؛ جمعية الأنبا غريغيوروس أسقف البحث العلمي ؛الطبعة الأولي 2011 .
4-سليمان نسيم :- رؤية حبيب جرجس للاكليركية ؛ مجلة مدارس الأحد ؛ سبتمبر 1991 ؛ صفحات
5- طلعت ذكري :- حبيب جرجس وتراثه التعيلمي ؛ بيت مدارس الأحد ؛ 1991
.