بمناسبة عيد أمّنا العذراء
القمص يوحنا نصيف
    بمناسبة احتفالنا بعيد أمّنا العذراء.. أودّ أن أعاود التذكير بموضوع طرحته منذ حوالي أربع سنوات.. وهو أنّ مدارس الأحد'> مناهج مدارس الأحد تحتاج إلى التطعيم بتسابيح الكنيسة الغنيّة، وبالذّات "الثيؤطوكيّات"..

    بالطبع في الفقرة الافتتاحيّة من مدارس الأحد يمكن، بجانب الترانيم، القيام بتحفيظ بعض مردّات القدّاس والألحان البسيطة المناسِبة للمرحلة العمريّة.. وقد نضيف أجزاء بسيطة من الإبصاليّات اليوميّة التي تسبّح وتمجّد اسم يسوع الحلو، نرنّمها معًا باللغة العربيّة (أو بالإنجليزيّة، كما نفعل في كنائسنا بالمهجر).. ولكن الإضافة المهمّة التي أراها ضروريّة، هي أن يتمّ تدريس أجزاء من الثيؤطوكيّات اليوميّة والترنيم بها أيضًا في اجتماعات مدارس الأحد الأسبوعيّة..!

    الثيؤطوكيّات هي تسابيح تحوي معاني جميلة وغنيّة، تشرح لنا العقيدة الأُرثوذكسية، بكلّ بساطة.. سواء كانت عن الثالوث أو التجسُّد أو الفداء أو اتحادنا بالله.. مع شرح العديد من الرموز الموجودة في العهد القديم عن السيّدة العذراء أمّ النور التي هي حوّاء الجديدة ومثال الكنيسة، وعن الميلاد البتولي، وعن خيمة الاجتماع بكلّ تفاصيلها، والعلّيقة، وجبل موسى، والحجر الصغير الذي رآه دانيال، وباب حزقيال... بالإضافة للكثير من التأملات الروحيّة الرائعة التي تمسّ حياتنا الروحيّة وشركتنا مع الثالوث القدّوس.. ولعلّنا نعرف أنّ بعض ألحان القدّاس الشهيرة هي مأخوذة من ثيؤطوكيّات وإبصاليّات التسبحة، مثل لحن "إفرحي يا مريم" ولحن "بي أُوْيك".. مع الكثير من الأَسبَسمُسَات..

    من أجل ذلك، فما المانع أن تدخل الثيؤطوكيّات في صميم مدارس الأحد'> مناهج مدارس الأحد، ليتشرّب أبناؤنا وبناتنا روح الكنيسة وإيمانها منذ الصغر؟! وخاصّة أنّ التعليم بالتسبيح والترنيم، مع فهم وتوضيح ما نُرَتّل به، هو لونٌ من التعليم بالمشاركة الذي يَثبُت بقوّة في الذهن والقلب.. مع ملاحظة أنّ اللغة العربيّة هي التي ستكون مُستخدَمة، بينما يكون استخدام اللغة القبطيّة في حصص الألحان المتخصّصة وليس اجتماعات مدارس الأحد.

أقترح بشكل محدّد الآتي:
   * في المرحلة الابتدائيّة: يتمّ تحفيظ الأولاد كلّ مردّات الثيؤطوكيّات، مثل: "هو أخذ الذي لنا: وأعطانا الذي له: نسبحه ونمجّده: ونزيده علوًّا"، وباقي مردّات كلّ الثيؤطوكيّات، بالنغمات الجميلة.. مع تدريس بعض رموز السيّدة العذراء في العهد القديم، كالعلّيقة، وسلّم يعقوب، والمجمرة الذهبيّة..
   * في المرحلة الإعداديّة: يتمّ الترنيم بعدد من قِطَع إحدى الثيؤطوكيّات كلّ أسبوع في مدارس الأحد.. مع تدريس باقي رموز السيّدة العذراء، وألقابها المذكورة في التسبحة..

   * في المرحلة الثانويّة: يتمّ الترنيم بأجزاء من الثيؤطوكيّات في كلّ أسبوع.. مع شرح بعض المعاني العميقة فيها، بالإضافة إلى حفظ بعض ألحانها إن أمكن.. ولو لحن بسيط مثل: "إيفول هيتين ماريا"..

   * في مرحلة شباب الجامعة والخرّيجين: بالإضافة لفقرة تسبيح ثابتة بجزء من الثيؤطوكيّات، لمدّة خمس دقائق مثلاً، يمكن فتح مناقشات حول عشرات من القطع الروحيّة أو اللاهوتيّة العميقة الموجودة في الثيؤطوكيّات، مثل:

    + صنعوا تابوتًا من خشب لا يسوّس، وصفّحوه بالذهب داخلاً وخارجًا. وأنتِ أيضًا يا مريم العذراء، متسربلة بمجد اللاهوت داخلاً وخارجًا. لأنّك قدّمتِ شعبًا كثيرًا لله ابنك، من قِبَل طهارتك.

    + السلام لمعمل الاتحاد غير المُفترق الذي للطبائع، التي أتت معًا إلى موضع واحد بغير اختلاط.

    + السلام للخِدْر (حجرة الزوجيّة) المُزَيّن بكلّ نوع، الذي للخَتَن (العريس) الحقيقي الذي اتّحد بالبشريّة.

    + الكائن قبل الدهور أتى وتجسَّد منكِ، عتيق الأيّام خرج من بطنك. هو أخذ جسدنا وأعطانا روحه القدُّوس، وجعلنا واحدًا معه من قِبَل صلاحه.

    + أيتها العذراء مريم والدة الإله الحكيمة، بستان العِطر، ينبوع ماء الحياة المقدّس: ثمرة بطنك أتى وخلّص المسكونة، ونقضَ العداوة عنّا، وقرّر لنا سلامه.

    + أنتِ هي الصنّارة العقليّة، التي تصيد المسيحيين، وتعلِّمهم السجود للثالوث المُحيي.. وأنتِ أيضًا اؤتُمِنتِ على سِعة السماء والأرض. وصِرتِ لنا سببًا للارتقاء إلى السماء..

    في الحقيقة إنّ الثيؤطوكيّات هي كنزٌ عظيم، يلزمنا أن نغترف منه بوفرة، في اجتماعاتنا الكنسيّة، على كافّة المستويات..!

    بركة أمّنا العذراء مريم، والدة الإله القدّيسة، تكون معنا جميعًا. آمين.
    وكلّ عام وأنتم بخير وسلام،،
القمص يوحنا نصيف