حمدي رزق
«مَن كان منكم بلا خطيئة...»، عن «عبدالله رشدى» أتحدث، ولا أذيع سرًّا أننى قاومت رغبتى المُلِحّة فى الكتابة عن «رشدى» فى هذا الظرف الصعيب الذى يمر به ويهدد مصداقيته.. فلسنا مضطرين لأكل الْمَيْتَة.
وإن أنكر رشدى «مزاعم السيدة العراقية» من باريس، وكذّب أقوالها وشاتاتها الإلكترونية (جمع شات) دفاعًا عن سمعته التى باتت لبانة على كل لسان.. فهذا من قبيل الذود عن الحياض الشخصية.
يقينى أن مقارعة «رشدى» بالحجة فى فورته وعنفوانه، فروسية، والحط عليه فى محنته ليس من أخلاق الفرسان، وأخشى دومًا أن نصيب قومًا بجهالة، فنصبح على ما فعلنا نادمين، فلنتبين أولًا.. وهذا فعل أمر من السماء.
وللأسف، حرضنى «رشدى» شخصيًّا على الولوج إلى ما عافَتْه نفسى، بعد أن قرأت رده على «مزاعم السيدة العراقية». ترك «الرجل» سمعته ومصداقيته على المحك، وعاد سيرته الأولى فى القدح والذم وإلقاء قفازه المتسخ فى وجوه الرافضين لمسلكه فى التغرير بالسيدات اللاتى وقعن فى غرامه.
يقول «رشدى»: «أعلم أنهم يجتهدون، ويعملون بكَدٍّ ليُسقِطوا رمزًا أقَضَّ مضاجِعَهم، لسنا بلُقمَةٍ سائغة، ولا تنالُ الضِّباعُ من طوافِها حول الأسودِ إلا الخيْبَة، الأسودُ لا تَصنَعُ ما يُضْعِفُها أمامَ الضِّباعِ، فاهم يا ضَبْع منك له؟!».
رشدى تحت وطأة الجائحة التى اجتاحته على مواقع التواصل الاجتماعى لا يكشف سببًا لزعم هذه السيدة الجميلة، بل يهرب إلى الأمام بإحالة «الشات» إلى مؤامرة كونية، وأن هناك مَن يجتهد لإسقاط «رمز أقَضَّ مضاجِعَهم». الجملة يقينًا تحتاج إلى ترجمة حرفية، ماهية رمزيتكم المزعومة، ومَن هؤلاء الذين يبيتون قلقين، ومَن هذا الذى قَضضت مَضْجَعَهُ وَقَطَّعْتَ قَلْبَهُ وعَذَّبتهُ، على طريقة «مين عذِّبك بتخلّص منى»؟!.
الأسد رشدى يزأر فى الفضاء الإلكترونى، النجوم والكواكب ارتعبت، رشدى جالكم خبُّوا عيالكم. القصة لا فيها أسود ولا فيها ضباع، ولا حتى حملان، وكما أفاضت السيدة شرحًا بأدب جم، محاولة فاشلة للإيقاع بضحية من خارج الحدود بكلام معسول، وزيجة «متعة» من باب «نَيْل الأوطار».
لا تجادل ولا تناقش يا أخ رشدى، كن أسدًا فى مواجهة «غزالة رقيقة»، سيبك من الضباع مؤقتًا، دورهم جاى بعد أن تفرغ من نهش الفريسة بأنيابك الصفراء.
لا أحد يتعقبك، ولستَ «إساف» صنمًا ليطوفوا من حولك، يقينًا تعرف قصة «إساف ونائلة» من بين أصنام الجاهلية، وكانوا يطوفون من حولهما مُهلِّلين.
وبمناسبة الخيبة، خيبة الضباع، دارى على خيبتك يا أسد، أوقعت بك فى الشباك غزالة باريسية ذات عطر فواح، وكُف عن استعراض المجانص تخويفًا وترهيبًا.. ويقف الأسد مبلولًا من الكسوف، واللى اختشوا ماتوا.
فاهم يا أسد منك له، يمكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت، القصة وما فيها، استدامة الخداع، خداع عقول مُغيَّبة، بنماذج تتمثل العفاف والطهر والاستقامة، تهرف بمعسول الكلام، كلام الشات ليلًا مدهون بزبدة، يطلع عليه النهار يسيح ويغرّق الفيس.
نقلا عن المصرى اليوم