محرر الأقباط متحدون
نشر المركز الثقافى القبطى الارثوذكسى، جانب من عظة الأنبا إرميا في صلاة عشية عيد إعلان إصعاد جسد القديسة السيدة العذراء من كنيستها بدقادوس ميت غمر بالدقهلية، الأحد الماضي، علي النحو التالي:
بصراحة قبل ما أبدأ الكلمة بتاعتي، عايز أقولكم إن مصر هذه البلد الآمن الذي فتح ذراعيه لكل الأنبياء، فجاء إلى مصر إبراهيم خليل الله اللي هو إبراهيم أبو الآباء، حينما حدثت المجاعة وعاش في هذه الأرض هو وزوجته سارة.
وفيها أيضا جاءها يوسف الصديق حينما بيع عبدا لفوطيفار وأنقذ مصر والعالم من المجاعة التي حدثت آنذاك، وعاش فيها شعب بني إسرائيل يعقوب وبنيه أكثر من 400 سنة، فكانت رمزًا للتعددية و رمزًا لقبول الآخر والغريب، واحتوت الجميع داخل هذه الأرض.
مصر ولد فيها موسى وتهذب بحكمة المصريين، واستطاع أن يقود شعب بني إسرائيل في العبور من البحر الأحمر وأن يصل بهم إلى الناحية الأخرى من الأرض، وفيها أيضا نجد نسب لسليمان الحكيم من ابنة فرعون، وكما حدث جاءها السيد المسيح وأمه العذراء مريم مع يوسف النجار هربًا من بطش هيرودس، لكي يعيش في هذه الأرض ويباركها ويقدسها من الشمال للجنوب ومن الشرق للغرب، وأصبحت مصر رمزًا للسلام، وقال عنها الكتاب المقدس "مبارك شعبي مصر".
بصراحة مصر هي البلد الوحيد في العالم التي ذكرت في كل الأديان، ولكن ما يدفعني للكلام عن مصر في بداية كلمتي أو بداية هذه الليلة المباركة، ما سمعته قبل أن ندخل عشية هذه الليلة المباركة، وما سمعته فتح جروحا كثيرة في داخلي، وفتح أوجاعا وآلاما، وهذه الآلام بدأت بمرارة آلمتنا كلنا مصريين مسلمين ومسحيين فيما حدث الأحد الماضي في الحريق الذي حدث في كنيسة أبو سيفين بإمبابة.
رسالة لكل مسؤول في هذه البلد
ومنذ ذلك التاريخ، يعني حوالي 7 أيام ونستمع عن حرائق هنا وهناك وأسباب متعددة، أنا مابناقش أسباب الحريق ولا النتائج، كل هذا نستطيع أن نحلله ونجد له أسباب، لكن من هذا المكان المقدس أقول لكل من هو مسؤول في هذه البلد: أننا نحب مصر ونعيش في هذه الأرض التي استشهدنا على أرضها ودفعنا شبابا وأولادا وشيوخا وكبارا وصغارا للحفاظ عليها، اشتركنا معًا في حروب كثيرة لكي نحتفظ بهذه الأرض التي باركها السيد المسيح، ومن حبي في هذه البلد، هذه البلد التي لم أجد مثلها في العالم، زرت بلادا كثيرة جدًا وأماكن متعددة، ولكن شعبها وما فيها من حلو ومر يشبعني ويجعلني أحس بروحانيات لا توجد في أي مكان آخر.
وكما تألمنا جميعًا الأسبوع الماضي شعب مصر بأجمعه، وأتابع ما يحدث في كل بقعة من أرض مصر، ومن هذا المكان أعلن وأقول: أن ما يحدث يحدث بتوقيتات منظمة، وفي مواعيد محددة، لا أفحص السبب ولكن أعلن من ها هنا أن هذا هو جرس إنذار للدولة كلها، فيجب أن نتكاتف معًا لنستطيع أن نمر من هذه الأزمة، لا أتكلم عن أزمة الاقتصاد، ولا أتكلم عن غلو الأسعار كلنا في العالم نعاني، ولكن حينما تفقد الدولة محبيها ومن وقفوا معها تكون هذه بداية خطيرة لأمور أخطر، فيجب أن ندرك، وأحذر من هذا المكان وأقول يجب أن نوقف هذا ونبحث عما يحدث لا لكي نعلنه ولكن لكي نوقفه وقفًا أبديًا ، لأن هذه البلد بلد آمن جاءها الجميع ليعيشوا فيها.
أنا لا أقلق أبدا مما يحدث، وما حدث قبل أن ندخل الصلاة لا يقلقني ولا يؤثر فينا لأننا نحن الأقباط نحب كنائسنا نحب كهنتنا نحب أساقفتنا نحب بطركنا نحب بعضنا بعضا، وكذلك نحب إخوتنا في الوطن، الجميع في مصر يوقرون السيدة العذراء مريم ويحبونها، ولذلك لا يقلقني أبدا ما أسمعه، لكن ما يقلقني هو التنظيم والتوقيتات التي تحدث فيها.
عموما نترك الأمر بين يدي الله فهو يستطيع أن يدبر أمور مصر والعالم كله، فهو خالق كل شيء وضابط كل شيء.