1 – في مثل هذا اليوم من سنة 698 ق.م. تنيَّح الصديق ميخا النبي. وُلِدَ هذا الصديق من سبط يهوذا، من قرية مورشة جت، لذلك دعي ميخا المورشتى. كان إنساناً هادئاً رزيناً حكيماً مترفقاً يحمل قوة عجيبة. كما كان شاعراً عميقاً في معانيه.
 
تنبأ هذا النبي في عهد الملك يوثام وآحاز وحزقيا ملوك يهوذا. استمرت نبوته حوالي ستين عاماً من سنة 758 ق.م إلى 698 ق.م، وقد عاصر النبي العظيم إشعياء، وكان يشبهه في أسلوبه، كقوله: " ويكون في آخر الأيام أن جبل بيت الرب يكون ثابتاً في رأس الجبال ويرتفع فوق التلال وتجرى إليه شعوب " ( ).
تنبأ ميخا عن خراب السامرة وخراب أورشليم وسبى سكانها. ويشير عليهم بالتوبة. وينبيء برجوع رحمة الله وبركته وغفران خطاياهم. حينئذ يتمجد جبل قدسه، وتعترف الأمم بيهوه رباً لهم، وتنتهي الحروب. وقد عاش هذا النبي حتى شاهد سقوط السامرة سنة 722 ق.م.
 
يتحدث هذا النبي عن السيد المسيح بدقة، محدداً مكان ميلاده بقوله: " أما أنت يا بيت لحم أفراتة وأنت صغيرة أن تكوني بين ألوف يهوذا فمنكِ يخرج لي الذي يكون متسلطاً على إسرائيل ومخارجه منذ القديم منذ أيام الأزل ". وقد اقتبس منه الكهنة هذه النبوة عند مجيء المجوس إلى أورشليم (مي 5: 2).
 
واقتبس إرميا في نبوته من قول ميخا، إذ يقول: " إن ميخا المورشتي تنبأ في أيام حزقيا ملك يهوذا وكلم كل شعب يهوذا قائلاً هكذا قال رب الجنود أن صهيون تفلح كحقل وتصير أورشليم خربا وجبل البيت شوامخ وعر " (ميخا 3: 13). وأيضاً السيد المسيح نفسه اقتبس من نبوة ميخا بقوله: " فإني جئت لأفرق الإنسان ضد أبيه والابنة ضد أمها والكنة ضد حماتها. وأعداء الإنسان أهل بيته "(مت 10: 35).
بركة صلوات هذا النبي العظيم فلتكن معنا. آمين.