في مثل هذا اليوم 5 سبتمبر1981م..
قرار الرئيس السادات بتحديد إقامة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية بدير وادى النطرون، والتحفظ عليه، وتشكيل لجنة لإدارة الكنيسة
هذه عرفت بقرارات سبتمبر 1981، التي أصدرها السادات بعدما عاد من زيارته للولايات المتحدة الأمريكية حيث تظاهر أقباط المهجر ضده هناك احتجاجًا على أحداث الزاوية الحمراء، السادات اعتبر أن المظاهرات بتحريض من البابا فقرر التحفظ عليه بعد خلافات رفض فيها الأخير استقبال المسئولين للتهنئة بالعيد والانضمام لمناهضى اتفاقية السلام، حيث شملت قرارات الاعتقال 1531 شخصية عامة، بينهم البابا مكتفيًا بالتحفظ عليه بالدير.
سبتمبر 1981 ، هو التاريخ الذى غير فى شكل العلاقة بين الكنيسة والدولة، فى ضوء متغيرات اجتماعية وسياسية حكمت تلك الحقبة من الزمن، حيث النشاط المتزايد للجماعات الإسلامية فى الجامعات والأحزاب والشوارع مقابل انحسار المد اليسارى والقومى، الأمر الذى دفع الأقباط لهجرة المجال العام طوال سنوات عزل البابا ثم الانسحاب منه رويدًا رويدًا بعدما بدأت الدولة حربها مع الإرهاب عقب مصرع الرئيس السادات على يد الجماعة الإسلامية.
فى تلك المرحلة من التاريخ، تمكن البابا شنودة من عقول وقلوب الأقباط كبطل له كاريزما يشتبك مع السلطة وينتصر لحقوقهم ومن ثم فإن كل قراراته لا تحتمل المراجعة، وفى هذا الوقت بدأ الأقباط فى ترك المجال العام والانسحاب منه إلى الكنائس، فالكنيسة هى النادى الرياضى وساحة ممارسة النشاط الاجتماعى والدينى وغيره من الأنشطة، ولا وجود للأقباط خارج أسوارها.
الاصطدام لم يأتِ مبكرا، وبخاصة أن الرئيس “السادات” لم يكن في حاجة لتوسيع رقعة الأعداء الكثر أصلا.
قبل هذا كان البابا شنودة قد سجل رفضه لاتفاقية السلام مع إسرائيل، وأكد ذلك بأن قرر عدم الذهاب مع الرئيس “السادات” في زيارته إلى إسرائيل عام 1977، هذا بطبيعة الحال صنع حالة عدائية من السادات تجاه البابا لأنه لم يتصور أن يخالفه أحد في قرارته بعد الحرب فما بالك إذا كان هذا هو القيادة الكبرى لكل الأرثوذكس الذين يشكلون أغلبية المسيحيين في مصر؟!
بات الصدام وشيكا.. وفي ظل اتهامات متزايدة من الأقباط بأن الدولة تغذي العنف تجاههم من قبل الجماعات الإسلامية، وعندما قام الرئيس السادات، بزيارة إلى أمريكا كان الصدام.. إذ نظم الأقباط في أمريكا مظاهرة مناهضة لـالسادات رفعوا فيها لافتات تصف ما يحدث للأقباط في مصر بأنه اضطهاد وهو بالقطع ما أضر بصورة “السادات” كثيرا فطلب من معاونيه أن يتصلوا بالبابا ليرسل من يوقف هذه المظاهرات، وعندما حدث هذا فعلا متأخرا بعض الشيء ظن “السادات” بأن البابا شنودة يتحداه، فكانت أن أصدرت أجهزة الأمن قرارا للبابا بأن يتوقف عن إلقاء درسه الأسبوعي، الأمر الذي رفضه البابا ثم قرر تصعيد الأمر بأن أصدر قرارا بدوره بعدم الاحتفال بالعيد في الكنيسة وعدم استقبال المسئولين الرسميين الذين يوفدون من قبل الدولة عادة للتهنئة، حسب المركز.
وقام شنودة، بعمل الميرون المقدس في أبريل من الأعوام1981 أول ميرون في عهده أسس أسقفية خاصة لخدمة الشباب في25 مايو1980م و قام بسيامة نيافة الأنبا موسى أسقفاً لها ووصل الأمر إلى ذروته عندما كتب في رسالته التي طافت بكل الكنائس قبيل الاحتفال بالعيد أن هذه القرارات جاءت “احتجاجا على الأقباط في مصر'>اضطهاد الأقباط في مصر، حسب قوله.
وأصبحت القطيعة بين السادات والبابا شنودة هي عنوان المشهد.
وحسب مذكرات الأب متى المسكين، وفي ظل القطيعة الأكبر بين الرئيس الأسبق محمد أنور السادات والبابا شنودة، يقول متى: "أجبرني الأراخنة على التدخل لحل الأزمة لدى السادات، فتدخلت بعلم شنودة في أبريل 1980، ثم في سبتمبر 1981 كان لدى السادات نية لتوقيف البابا فرفضت، وقلت له ليس من حقك عزل البابا فهو بابا طوال حياته، وتدخلت في عام 1984 بخطاب للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك لعودة البابا شنودة".!!