محرر الأقباط متحدون
علق الكاتب والمفكر أحمد علام، علي قضية الطفل شنودة التي فجرها الكاتب الصحفي نادر شكري من خلال شاشة "الأقباط متحدون".
وقال علام، عبر حسابه علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك: "بمناسبة الغاء شهادة ميلاد الطفل شنودة والغاء نسبه لوالده الذى تبناه وهو طفل رضيع ، تذكرت واقعة حقيقية تم عملها فيلم رائع جدا ، فقد حدث أثناء الحروب الأهلية فى الهند أن قتل الهندوس فى إحدى القرى أسرة مسلمة ولم ينج إلا طفلا رضيعا ، فعهد غاندى به إلى أسر الهندوس فى القرية ليربوه وعلى دين آبائه ، تكفيرا منهم على قتل أسرة الطفل ، فتبناه زوجين لا ينجبان وأحبوه بشدة وأحبهم ونشأ فى أحضانهم ، وبعد 15 عام علم عم الطفل ، فذهب للقرية وأراد أخذ الولد ، بمنطق فكر القبيلة فكيف لهندوسي أن يربي أبن أخيه المسلم رغم ان هذا العم هرب وفر حين وقع ما حدث لأخيه ، المهم أن لجأ الجميع إلى محكمة شعبية فى ساحة بحضور كل اهل القرية ، ليختار هذا الشاب مع من سيذهب ، وحين اجتمعت كل القرية بدأ العم بالكلام ، ثم تحدثت أمه التى تبنته وربته ، وتعلقت أنظار الجميع بالشاب الذى توجه الى امه وابيه اللذان تبنيانه وأخذ يقبل فيهما ويقبلان فيه ، ونظر إلى الجميع وقال كيف لى ترك من منحانى الحياة بالحب وربيانى بإنسانيتهما لا بهندوسيتهما ، وأرضعانى حنانا وأطعمانى دفئا ، فانسحب العم".
وبعد إلغاء شهادة ميلاد الطفل شنودة ونسبه للأسرة التى ربته
أضحى مجتمعنا يحتاج إلى تحليل DNA يحدد ديانة المولود
وتابع: مابين الصارخين أن الطفل شنودة قد يكون مسلما ، أو أنه لو مجهول الأب فلينتمى لدين الأغلبية ، وبين الصارخين أنه تم تعميده أرثوذكسيا ، وما بين فكر القبيلة والألتراس وبين فكر بعض الموظفين فى أداء عملهم دون مراعاة لمصلحة الإنسان فإننا شوهنا حالة حب ومعنى سامى للحب ، وعلاقة إنسانية غاية التعقيد فى شكل الحب بين طفل وجد بدورة مياه دون رحمة ، وأبوين تبنياه فأحيا فيهما الحياة ومنحوه بالحب حياه
على جانب آخر
كم أود لو أحدث قريبة أسرة الطفل شنودة التى أبلغت وزارة التضامن أن خالتها وزوجها يختطفان طفلا ويربوه وينسبانه إليهما ، خوفا من أن يرث شنودة منفردا جنيهاتمها المحدودة ، لأسألها أين الحب من قلبك وأين الرحمة فى قلبك لتستطيعى حرمان أسرة من مصدر بهجتها ونور حياتها وتحرمى طفلا من حياة ومن حنان أبوين سخرا له روحيهما بكل حب ، فإننا لدينا مشكلة حقيقية مع الحب
فبعد أن إنتحر قاتل فتاة المنوفيه وقتل نفسه بدافع الحب كما يدعون ، أصبح الحب هنا فى مجتمعاتنا يرتبط بالموت ، فنحن مجتمعات تولد لتفكر فى الموت لا لتحيا ، حتى الحب المرتبط بالحياة نجحنا جدا فى تحويله لموت ، بفكر الأنانية والإمتلاك الجسدى وفكر القبيلة ، فإن رابط الحب بين أسرة وطفل تبنته بعد العثور عليه ملقى بدورة مياه دون رحمة ، قد نزعناه بفكر القبيلة ، وعلاقات الحب بين الناس يزعزها البعض بفكر الولاء والبراء ، وعلاقات الحب بين الأزواج نهدمها بفكر التسليع من ثمن الرضاعه بل وبثمن الزوجة وبمناقشة الحقوق المادية قبل الحقوق الأسمى روحيا بين الزوجين ، حتى علاقة الحب بين أى شاب وفتاة مفترض أن تنتهى بزواج ورحلة حياة مشتركة خلخلناها بفكر التنميط والتصنيف من دياثة ورجولة ، وإفقاد الثقة بين الرجل والمرأة ، بل حتى علاقة الحب بين المواطن ووطنه ، هناك من يلقى بسمه فيها تحت مسميات وطن الأمة ودولة الخلافة والوطن ماهو الا حفنة تراب !!
وأختتم: نحن مجتمعات لديها أزمة مع الحب وتعريفه وتطبيقه، لا بل لدينا فوبيا من الحب، وبدلا من معالجة هذا الخلل المجتمعى وأزمته العميقة نحو الحب ، من خلال علماء النفس والإجتماع عبر برامج اعلامية مهمة ، فتنشغل قنواتنا فى مشاكل مرتضى منصور وابراهيم سعيد ومحمد رمضان ، وبرامج فتاوى نكاح الجن والذهاب الى الكوافير والحسد ، وإذا ما ذكر الحب جاء فى مخيلتنا كل علاقة محرمة بالمجتمع ، وكأن الحب لايوجد إلا فيها ، فى منتهى الخلل الفكرى.