بقلم: نادر فوزي
مر عام سريعًا على ذكرى مذبحه ماسبيرو والتي راح ضحيتها27 شهيدًا وأكثر من ثلاثمائة مصابًا، مازال العلقم في حلوقنا ونحن نرى مينا دانيال ورفاقه تحت مدرعات الجيش المصري الذي كان أسدًا على الأقباط و نعجة على إرهابيين سيناء،ولقد كانت عدالة السماء أسرع بكثير من عدالة الحكومة، فعزل من منصبه وعلى يد شركائه في الجريمة المشير ورئيس الأركان وقائد الشرطة العسكرية، وسيحاكمون قريبا بتهم مختلفة من بينها الفساد والرشوة،ولكن لن يحاكموا بتهمه قتل الأبرياء من الأقباط.
فالقبطي لا ثمن له في مصر ومنذ أيام مذبحه الكشح ومن قبلها الخانكة ومن بعدها أبو قرقاص ومرورًا بكل الأحداث الطائفية كان الأقباط دمهم بلا ثمن .
راح 27 من خيره شباب مصر دون أن يحاكم أحد وكأن الأقباط هما الذين اعتدوا على المدرعات والقوا بنفسهم تحتها ناهيك عن من قتل بالرصاص الحي والخرطوش، والى يومنا هذا لم نرى تقرير لجنه تقصى الحقائق ولن نراه، ولكن القتل المادي خير ألف مره من القتل المعنوي الذي يمارس ضد الأقباط بشكل يومي وبشكل ممنهج، فمن سباب واهنات لكل الرموز الدينية القبطية إلى حرق الإنجيل وتمزيقه في ميادين عامه ، دون محاسبه أو عقاب ،ثم عفو حقير من رئاسة الجمهورية على الرقيع وجدي غنيم وكأنها مكافأة على سفالته في حق الأقباط ثم إشهار سيف ازدراء الإسلام في وجهه كل الأقباط ولم يسلم منهم حتى الأطفال دون سن العاشرة .
المشكلة الحقيقية تكمن في الأقباط وليس الحكومة أو جماعات الإرهاب والتكفير، فلو بعد أحداث ماسبيرو زادت حده احتجاجات الأقباط ولم يرتعبوا ويذهبوا إلى منازلهم لكنا أجبرنا الحكومة على الاستماع والتحقيق وتقديم مدبري مذبحه ماسبيرو إلى المحاكمة، لو لم تناشد الكنيسة الشعب القبطي للخنوع والاستسلام حتى منعوهم من الصراخ ضد حكومة القتلة أثناء صلاه الجناز، لكان لنا موقف أخر، لو تحرك ربع الأقباط فقط بقوه وعنف لفتكوا بالإخوان والسلفيين مجتمعيين ولكن هيهات أن يحدث هذا.
لابد يحدث هذا ونحن نرى القيادات القبطية تتهالك على المكاسب الشخصية والأضواء والتقرب إلى السلطة مهما كانت هذه السلطة لتحقيق مكاسب شخصيه، حتى ولو على حساب جثث الأقباط الآخرين، ناهيك عن الحروب الضارية بين قيادات الأقباط وكأننا نطبق المثل الذي يقول أسد على ونعجة على العدو، ولا ننسى بعض من هواه العمل القبطي الذين يريدون أن يكونوا أبطال من وراء الستار أو كما يقولوا من تحت السرير حتى وهما يعيشون في المهجر فى بلاد الحرية والأمان ويريدون الشهرة دون دفع الثمن .
إنني في حاله من حالات الأسى على ما وصل إليه شعبنا القبطي،فلا يكفيه المعاناة مع النظام الإسلامي، ولكنه مطحون من أشباه المجاهدين الأقباط الذين تركوا المصلحة العامة ونظروا للمصلحة الشخصية.
مينا دانيال ورفاق الرحلة، هنيئا لكم إكليل الشهادة وأدعو لنا أن يصلح الله أحوالنا فنستطيع الدفاع عن أطفالنا.