يحظى ملف المناخ وحماية الطبيعة بأولوية ثابتة منذ عقود بالنسبة للأمير تشارلز ولي العهد البريطاني، الذي أضحى الملك الجديد لبريطانيا، بعد وفاة الملكة إليزابيث الثانية عن عمر ناهز الـ 96 عاما.

ويضع المهتمون بقضية التغيرات المناخية آمالا عريضة على الملك تشارلز الثالث في حشد الدعم الدولي اللازم بشأن هذا الملف، في ظل التحديات الجمة التي تواجه العالم في السنوات الأخيرة.

ويُعرف عن تشارلز أنه أكثر أفراد العائلة المالكة التزامًا بالبيئة، وطالما تبنى مواقف تهدف للحفاظ على توازن الكوكب، والتأكيد على خطر التغيرات المناخية على حياة ملايين البشر.

وكانت تصريحاته أكثر صرامة تجاه القضية المناخية، إذ دعا عام 2020، إلى وضع أنفسنا في حالة "جاهزية حربية" للتعامل بإلحاح شديد مع أزمة المناخ من خلال "حملة من الطراز العسكري".

وتقول صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير لها، إن لتشارلز اهتمام خاص بالطب المثلي أو ما يعرف بالطب التجانسي، هو نظام علاجي وشكل من أشكال الطب البديل، إضافة لتفضيله النحل والبساتين والحفاظ على الأفيال.

وحاول تشارلز تشجيع الأطفال على تقدير الطبيعة في مشروعه "دمفريز هاوس"، والذي يتضمن زرع سلالات نادرة وملعبًا للمغامرات.

 وكان أول خطاب مباشر لتشارلز عن البيئة في فبراير من العام 1970، عندما حذر الأمير الشاب حينها العالم من مواجهة "الآثار المروعة للتلوث بجميع أشكاله السرطانية".

ومنذ ذلك الحين، دعا تشارلز إلى إحداث ثورة في الاستدامة في كافة مجالات الحياة، سواء الزراعة العضوية أو توليد الطاقة، إلى تحول الشركات في إنتاجها البيئي.

حياة بيئة
كان للملك تشارلز الثالث حياته البيئة الخضراء الخاصة، إذ يتخلى عن اللحوم والأسماك ومنتجات الألبان عدة أيام في الأسبوع حسبما ذكرت "واشنطن بوست".

 ويكره تشارلز حظائر الماشية ويندد بالدواجن الأميركية الرخيصة التي يجب شطفها بالكلور للتخلص من بكتيريا "الإيكولاي".

وكشف تقرير لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن سيارة تشارلز من طراز "أستون مارتن" المحببة له، تعمل الآن على "فائض النبيذ الأبيض الإنجليزي والمتبقي من اللبن أثناء صناعة الجبن" وهو في الأساس ما يمثل وقود الإيثانول الحيوي، بعدما أصرٌ على أن يجد مهندسي الشركة مصدر وقود بديل.

إضافة لذلك وضع ملك بريطانيا الجديد الألواح الشمسية فوق قصره في لندن، وفي مباني مزرعته لتوليد الكهرباء من الشمس، بدلا من الحصول عليها بالطرق التقليدية المضرة للبيئة.

اهتمام خاص بمؤتمرات المناخ
ويحرص تشارلز على التواجد في مؤتمرات تغير المناخ بصفة دائمة، وقبل أسابيع تابع مع وزير الخارجية المصري والرئيس المعين لقمة المناخ المقبلة، تحضيرات مصر للمؤتمر الذي يعقد في شرم الشيخ نوفمبر المقبل، والتي وجهت له الدعوة لحضورها.

وأكد وزير الخارجية المصري" تطلع مصر للعمل مع تشارلز لتعزيز مشاركة القطاع الخاص في الجهد العالمي لمواجهة تغير المناخ، بما في ذلك حشد الدعم للمبادرات القطاعية المختلفة التي ستطلقها مصر خلال المؤتمر وحشد مشاركة واسعة من كافة الأطراف الحكومية وغير الحكومية للمشاركة في أنشطتها.

يأتي ذلك في إطار مبادرة الأسواق المستدامة التي أطلقها تشارلز والتي تضم عدداً من كبرى الشركات العالمية.

دفعة للعمل المناخي
ويرى مهتمون بمجال المناخ أن الملك تشارلز على عكس آخرين، هو صوت قوي بشأن تغير المناخ، وبتوليه منصبه سيوصف كأول ملك بيئي في القرن الحادي والعشرين.

 واعتبر مستشار برنامج المناخ العالمي، مجدي علام، في تصريحات لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن تنصيب تشارلز، ملكا على بريطانيا العظمى، بمثابة إضافة قوية لدعم التوجه الدولي تجاه قضايا الحفاظ على البيئة والطبيعة.

وقال علام، إن تشارلز الثالث معروف بمواقفه الداعمة للحفاظ على الكائنات المهددة بالانقراض والحفاظ على التوازن البيئي، لا سيما وهو ابن الملك تشارلز الثاني، الذي تقلد منصب رئيس الصندوق الدولي لحماية الطبيعة في وقت سابق.

وأشار أمين إلى أن لتولي تشارلز الثالث منصبه الجديد، تأثير قوي على دعم القضايا البيئية خاصة بين دول الاتحاد الأوروبي والكومنولث.