د. أمير فهمى زخارى

 مطلع "توت"، أول شهر في السنة القبطية، بالتقويم الفرعوني أو المصري، الذي بدأ عام 4241 قبل الميلاد. وهو مطلع السنة ٦٢٩٧ فرعونية/مصرية، والسنة ١٧٣٦ قبطية والذى بداء من  سنه ٢٤٨ م حيث تولى دقلديانوس الحكم كامبراطور على الدوله الرومانية و اضطهاده للمسيحيين عموما وللاقباط خاصة فاصبح هو العام الاول لتقويم الشهداء اى سنة واحد قبطية و يظل التقويم القبطي مستخدما لتحديد مناسبات الكنيسة الأرثوذكسية التي امتد نفوذها من الإسكندرية في مصر، إلى بلاد الحبشة (إثيوبيا وبعض إريتريا وجيبوتي حاليا).
أصل التقويم
يعود اصل هذه التقويم ، حينما قسم الفراعنة السنة إلى 12 شهرًا وكل شهر فيه 30 يومًا يضاف إلى ذلك خمسة أيام تسمى الشهر الصغير أو أيام النسى، كما يضاف في السنة الرابعة يومًا إلى أيام النسى، فتصبح ستة أيام بدلًا من خمسة، وذلك بأمر من بطليموس الثالث سنة 238، فأصبح عدد أيام السنة 365 يومًا مثلها في ذلك مثل السنة في التقويم الشمسي.
شهور السنة القبطية تبدأ بتوت، ثم بابه، هاتور، كيهك، طوبة، أمشير، برمهات، برمودة، بشنس، بؤونة، أبيب، مسرى ،نسى. 
وتعود أسماء تلك الشهور في الغالب إلى أسماء آلهة وأعياد دينية فرعونية منذ آلاف السنين، تم تحويرها على مدى قرون إلى أن استقرت على هذه الأسماء القبطية.
 الشهور المصرية القديمة المرتبطة بنجم الشعرى اليماني Sirius والتي استخدمها المصري القديم في كل ما يختص بالزراعة والحصاد ولا تزال هذه الشهور تستخدم في الريف المصري المعاصر لان هذه الشهور كانت مرتبطة بمواعيد الزراعة والحصاد وقد استمر استخدم الأقباط لها  حتى الان
 عيد النيروز(عيد الشهداء) هو اليوم الأول من السنة القبطية ،و بداء الاحتفال به من عام  وقد حدث خلط بين الاحتفالات بالعام المصري الجديد ، والتي أطلق عليها المصريون عيد ني يارو (عيد الأنهار) ، مع العيد الفارسي ، يظل الاسم الخاطئ اليوم ، وتُعرف احتفالات العام المصري الجديد في اليوم الأول من شهر توت باسم Neyrouzا لانه عندما دخل الفُرس مصر احتفلوا مع المصريين بعيد رأس السنة وأطلقوا عليه اسم “عيد النيروز” أو “النوروز”، ومعناه باللغة الفارسية “اليوم الجديد” وقد استمر احتفال الأقباط به بعد دخول المسيحية وما زالوا يحتفلون به حتى اليوم كما ظلت مصر تحتفل به كعيد قومي حتى العصر الفاطمي .
 جاء في كتاب “صبح الأعشى في صناعة الإنشا” للقلقشندي, المكتوب في العصور الوسطى حوالي 1390 ميلادية, يقول على لسان أحد الرحالة: عرفت أكثر المعمور من الأرض, فلم أر مثل ما بمصر من (ماء طوبة, ولبن أمشير, وخروب برمهات, وورد برمودة, ونبق بشنس, وتين بؤونة, وعسل أبيب, وعنب مسرا, ورطب توت, ورمان بابه, وموز هاتور, وسمك كياك).
لأمثال الشعبية و الشهور القبطية
1- توت(11/12 سبتمبر) = توت ري ولا تموت
2- بابة(10/11 أكتوبر)= بابه خش واقفل البوابة (اتقاء للبرد)
3- هاتور(10/11 نوفمبر)= يقول للبرد طور طور(قم) -- (بداية البرد) أو هاتور أبو الدهب منثور (اي القمح) أو إن فاتك هاتور اصبر لما السنة تدور.
4- كيهك أو كياك(10/11 ديسمبر)= صبحك مساك شيل يدك من غداك، وحطها في عشاك (أقصر ايام السنة) / كهك برد فوق وبرد تحت.
5- طوبة(9/10 يناير)= تخلي الشابة كركوبة (البرد الشديد) اي تقوم الشابة منحنية من البرد/ وطوبة برد أعجوبة.
6- أمشير(8/9 فبراير)= يفصص الجسم نسير نسير (اي من شدة الهواء) أو أمشير أبو الزعابير الكتير ياخد العجوزة ويطير.
7- برمهات (10/11 مارس)= روح الغيط وهات (موعد نضج المحاصيل الشتوية)
8- برمودة(9 أبريل)= برمودة دق العامودة. (أي دق سنابل القمح بعد نضجها)
9- بشنس(9 مايو)=بشنس يكنس الغيط كنس.
10- بؤونة(8يونيو)= تنشف المياه من الماعونة ( شدة الحر) أو بؤونه نقل وتخزين المونة ( اي المؤنة للاحتفاظ بها بقية العام)
11- أبيب(8 يوليو) = أبيب أبو اللهاليب (شدة الحر) / أبيب فيه العنب يطيب.
12- مسره(مسرى)7 أغسطس = مسرى تجرى فيه كل ترعة عسرة ( ازدياد مياه القيضان فتغمر الارض.)
13- النسى أو الشهر الصغير: = تزرع اي شيء حتى لو في غير اوانه وينمو
كل سنه وانتم طيبين...