حمدي رزق
«لو عايزين أهل الشر يبطّلوا حرب على مصر، يبقى الصلح مع الإخوان..»، بصراحته المعهودة وبدون مواربة، وضع الرئيس السيسى النقاط فوق حروب الحرب الشرسة التى تستهدف الدولة المصرية من منصات عالمية، والتى تكاثفت سحبها المظلمة فى الفضاء الإلكترونى.
الحرب تستهدف لَىَّ ذراع الدولة وراء ظهرها تحت وطأة الأزمة الاقتصادية العالمية لتقبل بعودة الإخوان إلى المشهد المصرى مجددًا.. أعداء الدولة المصرية يرونها فرصة سانحة بضغطها اقتصاديًّا عبر منصات إعلامية عَقورة تعمد إلى تشكيك المصريين فى «منجز الجمهورية الجديدة»، ما تركوا بناية قائمة إلا وتناولوها بمعاول الهدم والتخريب.
القضية عند السيسى ليست شخصية، لكنها مستقبل وطن عظيم تحوطه المؤامرات، التى تُحاك فى عواصم تخادع بحديث مكذوب، ووراء الأكمة ما وراءها، وراءها التنظيم الدولى للإخوان، الذى ينفق إنفاق مَن لا يخشى الفقر على إفقار الدولة المصرية، التى ما عجزت يومًا عن تلبية مطالب الشعب رغم الكلفة الباهظة التى سببتها الجائحة ومن بعدها الحرب الأوكرانية.
فليخرس مَن يخاتل ويتحدث عن المصالحة، ويطالب بالإفراج عن قيادات الإرهابية، فى التحليل الأخير هو- (عارف نفسه)- شريك لهؤلاء فى عملياتهم الإرهابية القذرة، ومتواطئ معهم، وإرهابى مستتر من جلدتهم الغليظة.
الدماء الطاهرة التى سُفكت لن تضيع هدرًا.
ما الذى تغير فى سياق هؤلاء الإجرامى؟، الإرهاب يسكن تحت جلودهم، والثأر يملأ قلوبهم، والغدر والخيانة عنوانهم، والسيسى يعرفهم حق المعرفة وخَبِر مخططاتهم الخبيثة طويلًا (قبل وبعد ثورة ٣٠ يونيو)، وحمل الأمانة ثقيلة بتكليف من الشعب فى مواجهة أخطر تنظيم إرهابى عرفته البشرية.
لافت أنها من المرات النادرة أن يسمى الرئيس «أهل الشر» ويكشف هويتهم، ويشير إلى مخططهم، ويذهب إلى كشف شروطهم لوقف الحرب المعلنة على الشعب المصرى، الشرط المصالحة مع إخوان الشيطان، وهل هناك مصرى وطنى يعقد صلحًا مع الشيطان؟!.
فقأ الرئيس «عين الدمل»، كما يقولون، كشف المخطط، كان ضروريًّا حتى لا ننسى ونتناسى أن فى الدغل عدوًّا يتربص بكم الدوائر، ولن يصمت عن الأذى، بعض الحروب تُعمَّر طويلًا، وتحتاج إلى عزم الصابرين، والمصريون من أولى العزم.
حديث الأزمة الاقتصادية يجرى تضخيمه فى أقبية استخباراتية معادية، يشكل غطاء كثيفًا من الخداع المخطط لينفذ هؤلاء إلى قلب مصر، يُلهينا «حديث الإفك» عن أخطر حرب نخوضها فى مواجهة عواصم معادية تمول عصابات إرهابية تستهدف إسقاط الوطن.
«إن كنتم نسيتم اللى جرى هاتوا الدفاتر تتقرا»، مع مَن نتصالح، مع مَن أفتى بقتل رجال الجيش والشرطة والقضاة، مَن ابتدروا الشعب المصرى العداء ورموه بكل نقيصة، وأهانوا شيبتنا وفضلياتنا، واستهدفوا رئاستنا وجيشنا وشرطتنا، ولم يتركوا فرصة سنحت إلا ونهشوا لحومنا؟!.
وماذا عن الدم المُراق فى سيناء، عن عائلات فقدت عُمُدها وشبابها، عن أبناء تيتّموا، وعن زوجات ترمّلن، وعن أمهات احترقت قلوبهن، عن مواكب الشهداء، عن الجنازات العسكرية، عن نشيد الشهيد.!؟
الإخوان لا عهد لهم ولا أمان، وبالسوابق يُعرفون، وحديث المصالحة لا ينطلى على أريب، والسيسى كابش الجمر بكفيه، ولم يتبرّم، وموقفه واضح جَلِىّ من المصالحة، ما عبّر عنه طيب الذكر الشاعر الوطنى «أمل دنقل» بقوله: «لا تصالحْ!.. ولو منحوك الذهب أترى حين أفقأ عينيك ثم أثبت جوهرتين مكانهما.. هل ترى..؟ هى أشياء لا تُشترى..».
نقلا عن المصرى اليوم