أمينة خيري
رغم خفوت «ترند» شنودة وفريق كرة القدم التابع للكنيسة فى الأيام القليلة الماضية، وذلك تحت ثقل «ترندات» أخرى، إلا أنه من سمات الترند أنه لا يعالج أو يداوى. لكن فى الأحوال التى يعكس فيها الترند قضية مصيرية تتعلق بوطن وشعب، علينا انتهاز الفرصة. وبين أيدينا كلمات كتبها القارئ العزيز الأستاذ فرج حنا أنقل منها مقتطفات. «هل حكمنا مبادئ الإنسانية لصالح حياة الطفل؟ أم أنها حلبة سباق تتنافس فيها عقيدتان»؟ لماذا لا نبتكر شكلاً من أشكال السماحة الإنسانية، وبدلا من «التبنى» نسميه «رعاية أسرية»؟ لماذا لا نضيف مكوناً ساميا للكلمات التى تفيدنا وتقينا شرور الاحتقان؟ هل من وسيلة لأنسنة السلوك ربما لإسعاد أسرة محرومة من الإنجاب ومنح أسرة لطفل محروم منها؟ أعلم تماما أن الهموم الملقاة على عاتق الدولة ربما تجعلها غير قادرة للتوقف عند مشكلة الطفل «شنودة»، لكن الأمر يستحق. بالطبع مسلك القريبة التى وشت بالأسرة من أجل الميراث هو الآخر مرض وعرض لموروثات يقبع الجشع مكونا رئيسيا فيها. ويضيف أن مصر تستحق أن تأخذ إجازة، التقاط أنفاس من حرب أوكرانيا، ومعضلة القمح، وما يجرى فى ليبيا، ورغم ذلك انتفض البعض لأن الكنيسة كونت فريق كرة قدم يفرغ فيها الشباب طاقته، رغم التأكيد أن الفريق ليس مقصورا على الأقباط، ومع العلم أيضا- كما يشير القارئ العزيز- أن التحاق شاب قبطى بفريق كرة قدم ليس بالأمر الهين. ولا ننسى انشغال الكثيرين بالسير مجدى يعقوب بين الحين والآخر، وإن كان سيدخل الجنة أم النار!
مثلها مثل قصة نجيب محفوظ وغيرهما كثير. يقول: هى مأساة، فكر وسلوك مدمرين. ومثل هذا الوضع يجهض أى أمل فى الخروج من عنق الزجاجة لا سيما فى ظل الانفجار السكانى. من دعامات أى دول تصبو إلى مستقبل مشرق أن تعتمد الشفافية مبدأ، وألا تلجأ إلا إلى العلاج الفعال الناجع. ربما تقابل الدولة صعابا فى الطريق، وهى الصعاب التى قابلتها دول أخرى سبقتنا، لكنها نهضت وارتقت بسلوك حضارى إنسانى. نجحنا فى عمل بنية تحتية رائعة من طرق ومنشآت ومتاحف وقناة السويس وأنفاق، وهذا عظيم. لكن علينا أيضا أن ننظر إلى السياحة القادرة على منحنا عوائد مجانية بفضل ما صنعه الأجداد، بالإضافة إلى نصيبنا العظيم من بحار وشواطئ ضمن الأجمل فى العالم. لكن أين السياح؟ وأين موظف الفندق وموظفو المتاحف والمناطق الأثرية؟ كيف يتعاملون مع السائح تعاملا غير مؤدلج؟ الجنة والنار لا مجال لهما فى التعامل مع السائح. كذلك ما حال إلمام الموظف فى القطاعات السياحية باللغات وتاريخ بلده؟ هل لدينا بنية بشرية قادرة على التعامل مع السياحة؟ كنا أكثر مدنية وتحضرا فى الستينيات. وكل ما نصبو إليه أن نعود كما كنا. وأقول علينا أن نعالج المرض قبل أن يظهر عرض جديد.
نقلا عن المصرى اليوم