الأب رفيق جريش
رغم المقالات الكثيرة التى كتبت بخصوص موضوع إنشاء ناد لكرة القدم وطلب إشهاره باسم «عيون مصر» وطلب الأسقف الكنسى أن يدرج فى الدورى العام فى الدرجة الرابعة لكن لم يرد السبب الحقيقى الذى دعا بعض القيادات الكنسية لإنشاء هذا النادى، ربما خجلا أو اعتراضا أو لعدم بلبلة الرأى العام، لكن الحقيقة وراء إنشاء هذا النادى هو أن كثيرا من أبنائنا المصريين المسيحيين حاولوا، مرارا وتكرارا، أن يشتركوا مع زملائهم المصريين المسلمين فى اللعب معهم فى النوادى المعروفة والكبيرة ولم يستطيعوا رغم أن كثيرين يقومون بالتدريبات واللياقة البدنية وفى مرحلة ما يتم الاستغناء عنهم، وذلك للأسف فى نواد كبيرة ومن مدربين كبار نحبهم ونجلهم بل يقولونها للشباب هؤلاء صراحة إن سبب عدم تصعيدهم هو ديانتهم.
فهل معقول أن يكون عدد المسيحيين فى الملاعب أقل من أصابع اليد الواحدة فى شعب يمثل من 15 إلى 20 فى المائة من مجموع الشعب المصرى، وكثير من الكنائس عندها نواد، ولهم مدربون للتدريب وشباب أكثر من ممتاز ويقومون بـ«دورى» فيما بين الكنائس وله شعبية كبيرة، لكن هناك تجاهلا تاما لهم من وزارة الشباب أولا وإقصاء من المسؤولين فى النوادى العامة ثانيا، وهذا أمر خطير.
شخصيا لا أحبذ إقامة مثل هذا النادى أو غيره، لأن ذلك يمثل الحل السهل، وهو أن الكنيسة تؤسس ناديا رغم انفتاحها وتأكيدها أنه سيكون مفتوحا للجميع وهذا مشكوك فى أمره لأسباب كثيرة لن نخوض فيها، لكن الأصعب أن الدولة، التى تمثلها وزارة الشباب، عليها أن تضبط المنظومة الرياضية، بما فيها هذا القصور الفج.
أما الأمر الثانى والأهم فهو أن السيد الرئيس ينادى ويعمل على تحقيق المواطنة، ونرى ذلك فى التعيينات فى المجالس النيابية وبناء الكنائس بجوار الجوامع وحتى اللغة العامة أصبحت أكثر
انفتاحا ومحبة.
ولكن مازالت فكرة المواطنة لم تأخذ الاهتمام الكبير فى قطاعات كثيرة لتغيير الذهنية، وبالتالى التصرفات التى تتم من بعض القيادات، إما فى النوادى كما فى أماكن العمل كما فى بعض المدارس والجامعات وأجهزة الإعلام لم تجد طريقها بعد
على أرض الواقع.
نحن على الطريق، لكن مازال المطلوب كثيرا حتى لا نجد أنفسنا يوما ما بمشكلات دينية من هنا ومن هناك تضرب فى جسد الأمة الواحدة، فمن أجل عيون مصر أرجو إعادة النظر فى أهداف هذا النادى، وليت يتم التغيير بمبادرة من الكنيسة نفسها بعد أن ظهر أن أغلب الناس، مسلمين ومسيحيين، رافضون لهذه الفكرة من أجل عيون مصر.
نقلا عن المصري اليوم