مفيد فوزي
١- لست أقصد الصفوة ولا المثقفين ولا المتعلمين بامتياز، ولكنى أتكلم عن عموم المصريين '> المصريين الذين يشكلون الكتلة السكانية.
٢- المصرى العادى الذى يفطر وقد يبيت بلا عشاء شخصية فضولية، يقف ليرى حادث طريق!
٣- يسأل، ماذا جرى وتكثر أسئلته وقد يصبح واحدًا من الشهود، وهو شاهد ما شفش حاجة.. لكن إصراره على المعرفة يدخل به فى الحدوتة!.
٤- المصرى راكب القطار أو الترام يفتح مناقشة مع جاره بلا مناسبة وقد يقع فريسة لواحد من ميليشيات الإرهاب، ويصدق كل ما يسمع وربما تكون أكاذيب ملفقة، ولكن يتحول إلى بوق، لأنه جاهل أو نصف متعلم أو فهلوى!.
٥- المصرى العادى عنيد، يرفض المنطق ويقتنع بوجهة نظره ويسير خلف مشاعره معصوب العينين. وإذا دخل فى مناقشة يرفض الاستماع للآخر. إنه يتمسك برأيه من باب العناد ليس إلا.. ويتحمل مشاكل عناده وكأنه فى مباراة شطرنج!.
٦- المصرى خايف من بكره.. إذا عرف أن مخزون الشاى لخمسة أشهر، ذهب إلى أكثر من بقال أو سوبر ماركت واشترى كميات من الشاى لـ«التخزين» وقت الشدة ويقلد جاره فى البيت أو زميله فى العمل، لكن الخوف يدفعه لتخزين الشاى أو الأرز أو الزيت أو أى مادة استهلاكية.
٧- المصرى يسمع الشائعة، وبدلًا من «وزنها» أو «تقييمها» يرددها بلا قصد أو فهم، لأن الشائعة مادة جديدة عليه، ويسمع الناس «بيقولوا كذا وكذا» وتنتشر الشائعات بهذا النهج، لأن الحقيقة غابت عنه والفهم أيضًا!.
٨- المصرى كثير الشك، بمعنى أنه يتشكك فيما يسمعه أو يعرفه.. ويصدق جاره أو زميله فى الشغل أو صاحبه فى القهوة، والثلاثة من نفس العقلية.. والمشكلة فى ضيق الأفق والإدراك المحدود. وهو لا يثق إلا فى جاره جليس القهوة، فإذا كان يقرأ الصحف، اعتبره «مرجعية» لشكوكه.
٩- المصرى البسيط ضاع فى الجائحة لجهله التام وعدم السؤال. وأكثر ما يفعله هو سؤال الجار أو موظف الحى، ولم يكلف نفسه الذهاب للمستشفى للسؤال!.
١٠- المصرى يسمع الإذاعة ويشاهد التليفزيون ولا يصدق إلا المسؤول إذا تكلم، وفيما عدا ذلك لا يلتفت!. وقد يسأل جاره المتعلم لأن الإذاعة لم تشبعه أو تفيده. ويصبح هذا الجار هو المتحدث الرسمى عنده!.
١١- دماغ المصرى محدود، ويسيطر عليه الجهل والأمية، يسير فى الحياة كالأعمى، يلتقط المعلومة ودائم السؤال، ولكن أسئلة لا تشى بذكاء، ولهذا يتصرف بفهلوة ويقلد الآخرين وليس كل «أُمىّ» يجهل الحياة، فقد تكون الحياة قد أعطته الحكمة.. أى بعض من الفهم!.
١٢- المصرى يتلذذ بالهروب من الغرامة.. إنه يعرف أن مدخن الشيشة يدفع غرامة، فيشترى شيشة لبيته ومزاجه، وقد يرتدى الكمامة أمام شرطى ثم يخلعها بعد ذلك مهما كانت عاقبة هذا الفعل. المهم أنه هرب من الغرامة، فذلك يجلب له لذة!.
١٣- لأن الوعى قضية اجتماعية تتطلب وقتًا، فإن غياب الوعى عند فئة كبيرة من المصريين '> المصريين جعلهم فى خانة «الجهل»، وبالتالى صار السلوك هو عدم المبالاة والإهمال.. ومن هنا لا أخاطب أحد هؤلاء عن الوعى البيئى!، وتقفز أمامى نسبة الأميين فى مصر، وكيف أنها «عورة»، ولابد من «جاهزية» القضاء عليها بخطة مدروسة وليس بمؤسسات أمنية ومدرسين أتموا عمر الستين ويستفاد من خبراتهم بلا خطة علمية مدروسة وتقييم مرحلى!.
١٤- دماغ المصريين '> المصريين تنقصه «رياح التعليم» و«هواء الوعى» والاستنارة، بحيث تصبح الكتلة السكانية فى حالة فهم واستيعاب ومشاركة.. هذا لا ينفى أن المصرى كريم العنصر وإنسان طيب، ولكن غياب وعيه جعله فاقد البوصلة!!.
نقلا عن المصرى اليوم