- حملة "صباحي" تعلن انتظارها لقرار المحكمة الدستورية العليا بشأن قانون العزل
- إنقاذ الثورة أم إنقاذ جماعة الإخوان
- أمينة أباظة" تشيد بالتواجد الأمني والانضباط بانتخابات الرئاسة، وتطالب أن "يكون الرئيس القادم صمام أمان لمصر من البلطجية والمتاجرين بالدين
- أستاذ لغة قبطية: تدريس اللغة القبطية سيزيد من أنتمائنا ويعمل على وحدة الشعب المصري
- إخوان مصر يرفضون إصدار «العسكري» إعلانا دستوريا بصلاحيات الرئيس
أيام السجن والصلاة
صفحات من ذكريات الأساقفة والكهنة في سجون سبتمبر 1981
عرض: إسحق إبراهيم
28 عامًا مرّت على أحداث 5 سبتمبر المأسوية والتي شهدت انقلاب السادات على مختلف طوائف المجتمع المصري، في هذا السياق صدر كتاب "أيام السجن والصلاة: صفحات من ذكريات الأساقفة والكهنة في سجون سبتمبر 1981" للكاتب الصحفي المميز روبير الفارس والمشرف على صفحة قساوسة ورهبان بجريدة روز اليوسف في سبتمبر 2008.
يرصد الكتاب بصورة دقيقة من خلال شهادات حية ومراجع بحثية عديدة صورة للواقع المصري في هذا الوقت كما ينقل تجربة إنسانية لرجال الدين المسيحي في المعتقل، وهو تجربة أجمع الكثيرون على أنهم تركت تأثيرًا لا يمكن تجاهله.
فقد كانت سنوات السبعينيات من القرن الماضي في مصر على حد قول المؤلف حقبة مليئة بالأحداث الجسام التي تراوحت بين نصر عسكري مبين ومفاوضات مغضوب عليها، وقطيعة عربية لمصر وأحداث داخلية يشيب لها الولدان نتجت عن سياسة الرئيس السادات آنذاك، وقد كانت ذروة هذه الأحداث الداخلية عام 1981 وحركة الاعتقالات التي طالت جميع التيارات والفئات وصادرت الجرائد والحريات، وهي أيام حزينة لكل مَن عاشها وعاصرها من الشعب المصري سواء كان مسلمًا أو مسيحيًا أو علمانيًا أو شيوعيًا أو غير ذلك.
* السادات والمواقف المتضاربة:
يعرض الكاتب للظروف التي كانت مصر تعيشها في هذا الوقت، والملابسات التي أدت إلى الصدام بين السادات وقادة مصر، مشيرًا إلى ازدواجية شخصية السادات والتي جعلته ينقلب من شيء إلى نقيضه، فالسادات الشخصية المفتونة بالنمط الأمريكي في الحكم والذي قلد الرئيس الأمريكي في تعيين مستشار للأمن القومي كما أنه قام بإرساء حجر الأساس لمستشفى مار مرقس في عام 1977 وتبرع لها بمبلغ خمسين ألف جنيه وتبرع لبعض الكنائس الأخرى. هذه الشخصية نفسها اكتشفت أن اسمها محمد أنور السادات وأعطت لنفسها لقب الرئيس المؤمن والرئيس المسلم لدولة إسلامية وأن يحرص على تصويره وهو يؤدي صلاة الجمعة من كل أسبوع. وهذا التأثير انعكس أيضًا في رعاية السادات للجماعات الإسلامية المتطرفة التي قامت باغتياله.
* السادات والبابا:
علاقة السادات بالبابا لم تكن على ما يرام منذ بداية اختيار البابا شنوده بطريركًا للكرازة المرقسية ولذلك راودت السادات فكرة عزل البابا عدة مرات، منها عندما رفض البابا تقبل التهنئة الرسمية لعيد القيامة في 26 مارس 1980 حيث ألقى السادات خطاب بعدها في مجلس الشعب في 1980 قائلاً إن لديه معلومات عن مطامع سياسية للبابا شنوده وأنه يعمل من أجل دولة قبطية في أسيوط.
وأخيرًا جاءت أحداث سبتمبر وبعد عودة السادات من أمريكا في أغسطس حيث قامت مظاهرات ضده وتم نشر إعلانًا بمساحة نصف صفحة في "الواشنطن بوست" و"النيويورك تايمز".
* قائمة الشرف:
ضمّت قائمة الاعتقالات 1536 مفكرًا وسياسيًا ورجل دين يمثلون مختلف أطياف المجتمع، وبالنسبة للكنيسة فقد تم تشكيل لجنة للقيام بالمهام البابوية ضمت خمسة أساقفة هم الأنبا مكسيموس أسقف القليوبية والأنبا صموئيل أسقف الخدمات والأنبا غريغوريوس أسقف البحث العلمي والأنبا أثناسيوس أسقف بني سويف والأنبا يوأنس أسقف الغربية. وشملت قرارات التحفظ 8 أساقفة بسجن المرج هم (الأنبا أمونيوس أسقف الأقصر، والأنبا بموا كان وقتها خوري أبسكوبس دير الرزيقات، والأنبا بنيامين أسقف المنوفية، والأنبا بيشوي أسقف دمياط، الأنبا بيمن أسقف ملوي، الأنبا تادرس أسقف بورسعيد، والأنبا فام أسقف طما، والأنبا ويصا أسقف البلينا) إضافةً إلى 24 قسيسًا من أبرزهم القمص إبراهيم عبده والقمص بولس باسيلي والقمص بيشوي يسى والخادم عبد المسيح بسيط أبو الخير وتمت مصادرة عدد من الصحف من بينها الكرازة ووطني.
ووجُهّت اتهامات لهم بالتعصب وتعريض الوحدة الوطنية للخطر كما وجهت للبابا تهمة الحض على كراهية النظام وإضفاء الصبغة السياسية على منصب البطريرك. واستفاد البابا من هذه المحنة، والذي أكد إنها كانت فرصة للهدوء وأثمرت نشر 16 كتابًا من أبرزها "الوجود مع الله" و"الله وكفى" و"السهر الروحي" فكانت فترة تحصيل.
ومن تجارب ومواقف الأساقفة والقسوس في السجن التي تعرضون لها بصبر وصلاة:
* المتنيح الأنبا بيمن أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين كان يسمي المعتقل "بشيراتون المرج" رغم الضيقات التي تعرض لها والنوم على الأرض في زنزانة متر ونصف، ويحكي أنه كان في دير العذراء بالمحرق في اجتماع للشباب هناك وعندما عاد وجد المأمور يطلبه ويخبره بأن المحافظ يريده بالمنيا وبالفعل ذهب وأخبره المحافظ بأن هناك إشكال بين البابا والسادات وذهب الأنبا بيمن إلى القاهرة وعرف بقرارات التحفظ من جريدة اشتراها وتم الإفراج عنه في 13 يناير 1982 لكن مكث عامين خارج الإيباراشية كان يشرف على الخدمة من دير المحرق.
* الأنبا فام قال عن تجربته: تعلمت درسًا من السجن وأخذت بركة الحبس وكنت سعيد عندما وضع الحديد في يدي.
* ويقول الأنبا ويصا: حوّلنا السجن إلى دير وخرج الأساقفة بقوة أعظم فاحتملوا الظلم بصبر.
* القمص بولس باسيلي يروي في كتاب "ذكرياتي في نصف قرن" أنه كان يقضي بضعة أيام من صيف 1981 في بيته بأبو قير وإذا بزائر الفجر يقرع الباب في 3 سبتمبر بعنف وأنه كان يقارن بين مصر الحالية ومصر أيام الصبا والحرية الوطنية.
* القمص بولس سدراك: منذ آلاف السنين لم نقرأ أو نسمع عن حدث تاريخي مثل هذا، إن ما حدث للبابا والأساقفة لم يسبق له أي حدث مثله.
* المفكر ميلاد حنا: كان المعتقلون يأتوا من كل فج عميق وعلى اختلاف الرتب الكهنوتية أو العلمية الأمر الذي أضررنا جميعًا أن نحشر كل ثلاثة في زنزانة، وأصبح النوم مستحيلاً والحركة غير ممكنة.
* كان الأساقفة يقيمون القداسات واشترك 8 أساقفة و24 كاهنًا ونحو مائة شماس في صلوات قداسيّ عيد الميلاد والغطاس.
* القمص أثناسيوس بطرس: قبل الأحداث سادت حالة هياج إعلامي شديدة تناولت صورة الأقباط بصورة سيئة جدًا ووجهت إليَّ اتهامات بتحريض الشباب على القيام بمظاهرة ضد الدولة وأنني متهم بالتعصب الديني ومثير فتنة.
* بعد اغتيال السادات قامت أعضاء الجماعات الإسلامية بسجن طره بأعمال شغب وإشعال الحرائق، وعندما سأل مأمور سجن رجال الدين المسيحي عن رد فعلهم، فكانت الإجابة الصلاة.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :