بقلم المعارض المصري: د. ميشيل فهمي
•مَن خطط ونَظَم ونفذ الهوجة (الإخوان)، خذلوا من عاونوهم (الأمريكان)، الشارع الإسلامي المصري  والعربي أَذَلّ أمريكا ووضع أنفها في التراب، َفهْم الأمريكان لعقيدة وثقافة الأمة الإسلامية ضروري لكل منهما قبل أن يتعاونا فيما بينهما.
 
•بدأ العد التنازلي للتصادم والتفارق بينهما بعد زواج عرفي كان وسيطه العالم والباحث الاجتماعي الكبير الدكتور سعد الدين إبراهيم، لم يدم طويلًا، رغم الإعداد المرهق والمكلف ما يزيد عن المليار ونصف دولار صُرِفَتّ من الخزانة الأمريكية، خاصة أن الإدارة الأمريكية عانت من قسوة جهل المُتَعَاون معهم...، مثل قَتْل السفير الأمريكي بليبيا والتمثيل بجثته وثلاثة من معاونية الدبلوماسيين الأمريكان.

مقتل وسحل السفير الأمريكي كريس ستيفنز بعد إغتصابه من جماعة : " أنصار الشريعة "

وإنزال وحرق العلم الأمريكي من على السفارة الأمريكية بالقاهرة، ورفع علم القاعدة الأسود بديلًا، سَوَّدْ "عيشة" الإدارة الأمريكية، وخزي وجه أوباما انتقاما إلهيًّا من تدميره لمصر.
 
•نتيجة لغوغائية الشعب المصري في محاولة اقتحام السفارة الأمريكية بالقاهرة، أوقف أعضاء الكونجرس الأمريكي وقف إجراءات صرف 450 مليون دولار كدعم للموازنة العامة بمصر، وسيتم إعادة النظر في كافة سُبُلّ المعونة.
 
•أجبرت الولايات المتحدة الأمريكية الشعب المصري على قبول تولي " الإخوان المسلمين" حُكْم بلادهم بالقوة الجبرية والتزويرية والانقلابية والتهييجية والمليونية وبالمطابع الأميرية.. إلخ؛ لتنفيذ المخطط السابق.. والآن بعد أن رأت أمريكا من الذل والهوان والكراهية ما لم تره على مدى تاريخها.. للدرجة التي دعت أكبر رأس في السياسة الخارجية الأمريكية أن تصرح معترفة أن حكم الغوغاء يسود مصر الآن، وفي أول اختبار، بنشر الفيلم (السياسي) المُسيء للرسول  فشلت " نظرية الربيع العربي" لتولي الإسلام السياسي السلطة مثل تونس ومصر ومحاولة تدمير سوريا؛ لإلحاقها بالخطة التدميرية لتلك البلاد.
 
•مَن ألغي مقابلة مَن؟ ألأخ الكريم حسين أوباما ألغي مقابلة الأخ الكريم محمد مرسي عيسي العياط؟ أم العكس؟ عَوَّضَ الرئيس مرسي ذلك بعقد عدة لقاءات كان أهمها لقاؤه مع السيدة الفاضلة رئيسة وزراء أســـتراليا، لمـاذا؟
 

لقاء الرئيس مرسي مع رئيسة وزراء أستراليا ، في الوضـــع واقفــــــــــــــــــــاً

•نتيجة للثورة الأونطة والإدارة الإخوانية الأكثر أَوَنْطة، والأغزر كِذبًا تبوأت مصر المركز الثاني على العالم للدول الأكثر مديونية، وما كنا لنصل إلى هذه الدرجة لولا التآمر الخارجي على مصر، وشعب مصر، وتنفيذ ذلك التآمر بالخونة من الداخل.
 
•الزلزال الاقتصادي الذي يضرب مصر حاليًا وبشدة، سيدمر مصر ومعها جماعة الإخوان المسلمين وجميع أذرعها السياسية، وسيقانها الاجتماعية، وعقولها الهيولية، مِلفيّ "الإسلام السياسي"  و"الفتنة الطائفية"  يلتهمان الوقت لِبِدء زمن الإصلاح الاقتصادي، والبناء الديمقراطي السليم للدولة المصرية، مما يُصّعِبْ عملية الإصلاح.
 
•الرئيس الطائـــر: في تلك الأزمة الطاحنة، وفي خلال 91 يومًا، سافر الريس الطائر مرسي إلى : السعودية – أثيوبيا – الصين – إيران – إيطاليا – بلجيكا – أمريكا - تركيــا، وفي سبيله لزيارة أوغندا، مما كلف الخزانة المصرية المُفْلِسةِ عشرات الملايين تُقَدَرْ مبدئيًا بـ 100 مليون جنيهًا مصريًّا، دون عائد إيجابي على الاطلاق لا على المستوي السياسي ولا الاقتصادي، باستثناء 8 عربات قمامة كحسنة من إيطاليا ـ والتي فيها قضى الريس مرسي ليلة واحدة في حجرة واحدة لليلة واحدة، لنوم مرسي في فندق "حياة ريجنسي بروما" كلفت خزانة دولة مصر المُفْلِسة 6 آلاف يورو (48 ألف جنية مصري) بعد التخفيض، وما خفي كان أعظـــم....! نسي الرئيس مرسي في خضم غرامه وولعه بالسياحة السياسية التي يمارسها بلهفة وشــــوق كبيرين، نسي أن يزور مصر باستثناء زيارات خاطفة!
 
•وسط هوجة الاتهامات بازدراء الأديان، أُطالب بِشِدة بتوجيه تهمة ازدراء الشعب المصري إلى الريس مرسي وجماعة الإخوان المسلمين بكافة أعضاء مكتب إرشادها، وخاصة نائب المرشد، وإلى حزب (اللاحرية واللا عدالة)؛ لأنهم جميعًا اشتركوا عامدين متعمدين بالاستهانة والاستخفاف وازدراء الشعب المصري والتدليس عليه، بادعاء أن هناك مشروع النهضة لإنقاذ مصر، أثناء حملتيهما الشاطرية والمرسية لانتخابات الرئاسة لجمهورية مصر، ولما تمكنوا من الحكم، اتضح أنه مشروع وهمي، وكاذب ولا وجود له، بالإضافة إلى تهمة التلاعب بالدين الإسلامي الحنيف برفعهم وتبنيهم لشعار : "الإسلام هو الحل"، واتضح أن هذا سراب إخواني لا وجود له إلا تحت بند الاستخدام السييء للدين الإسلامي الحنيف.
 
•ابتدع الرئيس مرسي فرعين في أصل علم السياسية، هما: السياسة السياحية، والسياسة التلفيقية.
محمد خيرت سعد عبداللطيف الشاطر، ومحمد محمد مرسي عيسي العياط، أيهما صاحب مشروع النهضة الوهمي الذي كان البرنامج الأساسي للترشح للرئاسة لكلٍّ منهما، بدليل هذه الصور ان كلًّا منهما يدعي أنه صاحب هذا المشروع السرابي، والتي وزعت بالملايين بأنحاء مصر، ثم عاد الشاطر وأنكـــــر واستنكر وجود هذا البرنامج وقال عنه إنه مجرد فِـكرة فقط!
بدأت جماعة الإخوان المسلمين بعد الإعداد الطويل والتخطيط والتجهيز الجيد تآمريًّا بمعاونة وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، العمل الفعلي الميداني للاستيلاء على مصر على ثلاث مراحل:
 
المرحلة الأولي:
التمكين...
عن طريق بِدء تنفيذ بنود وخطوات وثيقة التمكين التي أعدها القيادي الإخواني محمد خيرت سعد عبد اللطيف الشاطر، المرشح الأول لجماعة الإخوان المسلمين لـرئاسة الجمهورية 2012، ولأسباب حقيقية مجهولة؛ وبترتيبات مُسبقَة بفترة طويلة قبل بداية إنتخابات الرئاسة، تم إعداد القيادي الإخواني محمد محمد مرسي عيسي العياط؛ ليحل بديلًا له، وفاز مرسي بالمنصب، هذه الوثيقة هى "وثيقة التــمكين من مصر" أو "وثيقة فتح مصر"، وهي في حقيقتها وواقعها "إعلان حرب" وأيضًا وثيقة تكفير الإخوان لمصر؛ لأن كل الشعب المصري عند الإخوان كافر، إلا من رضى عنه الإخوان، واتَّبع قوانينهم الخاصة بهم هم وحدهم.
هذه الوثيقة هي المصباح الأسود الكاشف للفكر الحقيقي والمُستَتِرّ لجماعة الإخوان، (وقد كتبت عنها مُبَكِرًا ومُطولًا قبل هوجة 25 يناير 2011 بأكثر من عامين، وبضع العام في مقال بتاريخ الأربعاء ٣٠ ديسمبر ٢٠٠٩، بعنوان تأملات في عام 2009 (1) والرابط الخاص بها للتاريخ وللتويثق هو
http://www.copts-united.com/Arabic2011/Article.php?I=1314&A=11995
 
المرحلة الثانية:
بدء الهوجة (الثورة )! والاستيلاء عليها..
ومعروف أحداثها وتداعياتها المُعَاشة، لكن غير المُعلن أن بعد 17 يومًا من بدايتها، ظهر الإخوان علانية بميليشياتهم السرية، بيقادة الفيلدمارشال البلتاجي والمارشال حجازي!
واستولوا على كل شيء، وبمعلومية وسكوت وسكون المجلس العسكري الأعلى المضغوط عليه تمامًا من الولايات المتحدة الأمريكية، والذي هدد السيد المشير اليوم 7 أكتوبر بالكلام وكشف كل الأســــــرار! وسُرِقت الهوجة (الثورة) تمامــًا؛ تمهيدًا لسرقة مصر بالكامـــل.
 
المرحلة الثالثة:
بدأت بتغيير أهداف الثورة إلى التحول إلى أهداف تدمير جميع مؤسسات الدولة المصرية وكياناتها، وتأخير بدء عملية المرحلة الانتقالية؛ تمهيدًا للاستقرار بالاعتصامات والمليونيات.
يعرف الداني قبل القاصي أن الولايات المتحدة الأمريكية قد أنجحت بالقوة الجبرية جماعة الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، تنفيذًا لمُخططاتها واتفاقياتها مع تلك الجماعة في مصر أهم بلدان ما أُطلق عليه "بلدان الربيع العربي"، وقد بدأت تلك العلاقات الإخوانية الأمريكية بجدية منذ عدة عقود، بِدءًا من زيارة سيد قطب إبراهيم حسين الشاذلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة من 1949 إلى 1952، وإعداده لتولي منصب المرشد العام في عام 1954 بمنهج سلفى جديد، تمثل في كتاب "معالم على الطريق" وقد أُعتُبِر سيد قطب من أوائل منظري فكر السلفية الجهادية، وذلك منذ الستينيات. ونشأة التنظيم الخاص للجماعة. لكن، بدأت المخططات منذ سنوات عديدة، وبدأ التنفيذ الفعلي يوم 25يناير 2011 فيما عرف فيما بعد بـ"ثورة 25 يناير"، والتي تعتبر أول ثورة في التاريخ بلا تخطيط لقيامها، وبلا قائد لتنفيذ مطالبها، وبلا منهج، وبلا آليات، أو أدوات للتنفيذ.
 
البقية في الجزء الثاني من سلسلة هذه المقالات "ثورة أونطة"