بقلم/هناء ثروت حبيب
اسرة صغيرة زوج وزوجة ربنا ما انعمش عليهم بثمرة البطن، يعني ابن او ابنة من صلبهم ينوروا حياتهم، ويعيشوا زي أي اسرة بحلوها ومرها بأحزانها وأفراحها، واسرة تاني تخلصت من النعمة دي ورمت ابنهم وهو عمره يوم واحد وماسألوش عن مصيره ولا اهتموا هايحصلوا ايه، يمكن الحاجة اللي عملوها صح شوية انهم رموه في الكنيسة، طيب ليه ما رموهوش في الجامع او الشارع، اعتقد هنا الجواب واضح، لأن الاسرة اللي تخلصت من الطفل مسيحية، ماهو برضه مش معقول اسرة مسلمة هاترمي ابنها في كنيسة، شوية منطق يا بشر، وكأن زي ما المثل بيقول "بيقطع من هنا ويوصل من هنا" اسرة محتاجة طفل واسرة تاني رمت طفل والاتنين اتقابلوا في كنيسة واحدة شوف الصدف او بمعنى ادق شوفوا ترتيب ربنا، الاسرة المحرومة اخدت الطفل وكأنه هدية من ربنا ليهم، يمكن غلطوا في الاجراءات القانونية، سواء عن جهل او عن خوف احسن ياخدوا الولد منهم وهما ما صدقوا، ربوا الولد ووفروا له الامان والحضن والدفء اللي حرمته منه امه الحقيقية اللي ولدته، فرحوا بيه وعلموا وبقى يقول عن نفسه الدكتور شنودة، ولكن لأن محبة المال اصل كل الشرور، احد اقارب الاب البديل بلغت عنهم ليه بقى عشان الورث هايروح منها ومن عيالها، فقررت تأذي الاسرة وتطعنهم في قلبهم وفي السكة داست على الولد واحلامه واستقراره، ايه الشر دا، طيب في ضميرك عشان الفلوس تعملي كل الأذى دا.
ولسة في القصة بقية، البقية بقى اصعب من اللي عدى، قانون غريب الحقيقة ومالوش قلب، بيقول ايه بقى ان الطفل اللقيط بيكون على دين الفطرة اللي هو الاسلام، قانون جامد مافيش اعمال للعقل ولا حتى للمنطق، لكن نقول ايه، وفي لحظة يتاخد شنودة من الحضن والحب والامان والدفء، يتاخد من الضحكة والفرحة والمكان النضيف، يتاخد من حضن ناس اعتبروه مكافأة السما ليهم، عشان شوية اجراءات عشان قوانين بالية عفى عليه الزمن، يتاخد من مستقبل واضح لمستقبل مجهول مخيف، يتاخد ليد يابسة وعيون جاحظة بعد الايد الحنينة والعيون الحانية، حرام ، ايها القانون أليس لديك قلب؟ أليس لديك عين ترى حرمان هذا الطفل وهذه الاسرة من فرحتهم ألم ترى كسرة قلوبهم.
ولسة في القصة اتجاه تاني، كلنا بنشوف اطفال الشوارع، حد يقدر يقولي بنتعامل معاهم ازاي، تخيلوا لو الاطفال دول وجدوا أسر احتضنتهم وربوهم في بيوتهم، حالهم كان هايبقى ازاي؟ كانوا هايتعلموا وينجزوا وينجحوا والاسرة المحرومة هاتلاقي تعويض وفرحة، القوانين ينفع تتغير لا هي قرآن ولا انجيل، دي قوانين سنها مُشرع بشر يعني، هاتقولي ما هو حسب الشريعة، هاقولك كام حد فاهم الشريعة صح؟ دول رجال الدين نفسهم ممكن تلاقي واحد بيفسر الاية بشكل وواحد تاني يفسر نفس الاية بشكل تاني، ارجعوا للاصل، اصل الاديان الرحمة، ارحموا من في الارض، ارحموا شنودة وابوه وامه، ابوه وامه اللي اخدوه حتة لحمة حمرا وسهروا عليه وعلموه وفرحوه وفرحوا بيه. يا وزارة التضامن، يا مجلس الوزراء، يا كل قلب اب وام رجعوا الطفل للحضن الدافيء، بدل ما تلاقوه من اطفال الشوراع وتضربوه او تشتموه.