الأقباط متحدون | وأنا أسألكم أيضاً ، هل يجوز لكم أن .... ؟؟؟؟
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٤٣ | الثلاثاء ٩ اكتوبر ٢٠١٢ | ٢٨ توت ١٧٢٩ ش | العدد ٢٩٠٨ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

وأنا أسألكم أيضاً ، هل يجوز لكم أن .... ؟؟؟؟

الثلاثاء ٩ اكتوبر ٢٠١٢ - ٢٧: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

 بقلم / حنان بديع ساويرس


كلمة الكاتبة حنان بديع ساويرس فى الأمسية الخاصة بالذكرى الأولى لشهداء ماسبيروا بكنيسة العذراء والبابا كيرلس عامود الدين تحت رعاية الأب متياس نصر منقريوس . 
مُنذ أسابيع أحتفلت الكنيسة القبطية بعيد الشهداء وهو يوم 11 سبتمبر والذى يوافق أول السنة القبطية ، وقد أقتربت أيضاً الذكرى السنوية الأولى لشهداء ماسبيروا والتى توافق يوم 9 اكتوبر ، وبما أننا هذه الأيام نحتفل بذكرى الشهداء القُدامى والجدد لذا أحب أن أبدأ كلامى عن الشهداء بآية من سفر الرؤيا توضح كيف يطلب الشهداء بلجاجة وإلحاح من الرب الديان العادل القِصاص لدمائهم من الذين سفكوه على الأرض فيقول الكتاب :
 
   ولما فتح الختم الخامس رأيت تحت المذبح نفوس الذين قُتِلوا من أجل كلمة الله و من أجل الشهادة التي كانت عندهم ، وصرخوا بصوت عظيم قائلين حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضي و تنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض ، فأُعطوا كل واحد ثياباً بيضاً وقيل لهم أن يستريحوا زمانا يسيراً أيضا حتى يَكمَل العبيد رفقاؤهم وأخوتهم أيضا العتيدون ان يُقتلوا مثلهم .
 
عندما كنا " أطفال صغار" بمدارس الأحد كان الخُدام والخادمات يقصوا  علينا دائماً قصص "شهداء المسيحية " وأتذكر أن سيرة الشهيد العظيم "أمير الشهداء" مارجرجس كانت أول قصة يقومون بسردها علينا ، وكانوا يرددونها على مسامعنا كثيراً إلى أن حفظنا سيرته عن ظهر قلب لدرجة أننا ربما فى صغر سننا هذا كنا نعتقد أن أمير الشهداء هو الشهيد الوحيد وهذا قبل أن يسردوا لنا سير إستشهاد شهداء وشهيدات آخرون ، لأنهم رأفة بطفولتنا كانوا يقصون علينا قصص الشهداء على جُرعات بمعنى أنهم يتلون علينا قصة واحدة فقط  كل عام سواء كانت لشهيد أو شهيدة ، كمارمينا والشهيدة مارينا ودميانة وأبو سيفين وكاروز الديار المصرية مارمرقس بخلاف الشهداء المجموعات كشهداء الفيوم وشهداء أخميم ، إلى أن أدركنا أن ما بين "أول شهيد" فى المسيحية وهو الشهيد الشماس إستفانوس الذى رجمه اليهود بالحجارة وبين الشهيد البابا بطرس الأول "خاتم الشهداء"آلاف  الشهداء الذين تأسست ونشات وترعرعت بدماءهم المسيحية  ، فصحيح عندما كنا نسمع سير الشهداء الأولين نتأثر وننفعل ونشعر بقسوة الإضطهاد الذى تعرضوا له ، لكن ربما كان الأمر بالنسبة لنا بمثابة قصص وحكايات تاريخية ربما نتأثر بها لكن لم نعيشها أو نراها بالفعل ، لكن شاء الله أن نلمس بأنفسنا ونرى بأعيننا فى عصرنا هذا شهداء جُدد أنضموا لمصَاف الشُهداء ، وبعد أن كنا نسمع فقط عن الشهداء إلا وقد أتى اليوم الذى نعيش فيه مع شُهداء مُعاصرين ، شهداء تعايشنا معهم ، ونعرفهم عن مَقربة  وشعرنا بهم فتأثروا بنا وتأثرنا بهم ، فكان منهم زملاء العمل أو أخوة أو أخوات أو أصدقاء أو أحباء منهم أبناء وبنات أو آباء وأمهات ، وبعد أن كنا نسمع عن الشهداء فقط من كتب التاريخ الكنسى وسير الشهداء ونراهم فقط من خلال صورهم ، أصبحوا واقع ملموس عاصرناه ، وأصبحت الأسماء المُتداولة فى عصرنا الحالى هى أسماء الشهداء والشهيدات الجُدد فلم تَعِد أسماء الشهداء والشهيدات فقط  هى مار جرجس ومارمينا والشهيدة دميانة أو مارينا بل أصبح هناك أيضاً الشهيد سامى والشهيد صبحى أو الشهيد أيمن أو الشهيدة هناء ... لذلك يجب علينا أن نكون فى إستعداد روحى دائم  .
 
أريد أن ألقى الضوء على أبشع حادث طائفى وقع ضد أقباط مصر وهو حادث ماسبيروا ، فلم أصف هذا الحادث بالبشع لأنه أبشع من غيره من الحوادث الطائفية التى وقعت ضد الأقباط فحسب بل لأنه جاء بعد ثورة نادت بالحرية والمُساواة بين المواطنين ولا سيما أن جميع الحوادث الطائفية الذى سقط فيها شهداء مصريين مسيحيين أبشع من بعضها البعض ، لأنه عندما تُزهق روح إنسان خلقها الله وحَرمَ قتلها فهذا شئ بشع فى حد ذاته ، ولا أستطيع أن أقرر أيهما الأبشع بالنسبة للحوادث العنيفة التى وقعت ضد الأقباط  ووقع على اثرها ضحايا أبرياء لا ناقة لهم ولا جمل ، ففى حادث القديسين بالأسكندرية رأينا أشلاء الشهداء والشهيدات تتناثر على الأرض فأختلطت دماهم بقطع اللحم الصغيرة التى تبقت من أجسادهم ، وفى حادث الكشح رأينا كيف كان مشهد جثامين الشهداء وكيف قام الجُناة المُجرمين بالتمثيل بجثامينهم بوحشية ، فلم يكتفوا بزهق أرواحهم بدون أى سبب أو جُرم أرتكبوه ليستحقوا عليه هذا الهجوم البربرى !! ، وفى حادث نجع حمادى كيف رأينا جثامين شباب فى عُمر الزهور مُلقاة على الأرض بلا حراك فى يوم العيد بدون أى ذنب أقترفوه وفى كل هذه

الحوادث لم يُقبض على جانِ واحد !!، لكن السبب فى وصفى لحادث ماسبيروا بأنه أبشع حادث طائفى ، هو أن كل الأحداث الطائفية كانت تتم على يد بعض المُتطرفين سواء كانوا مأجورين من النظام السابق أو من أى جهة آخرى تريد أن تعبث بأمن مصر وتُحدِث وقيعة بالبلاد ، أو مِمَن يعلمون أن الدولة لا تنصف الأقباط فيستهينوا بهم وبأملاكهم وأعراضهم ويقومون بأعمال عُنف ضدهم وهم غير مُبالين لقوانين لعلمهم أنهم لن يُردعون ، فأنه  الحادث الأبشع لأن الحاكم مُتمثل فى المجلس العسكرى الذى كان يحكم البلاد حينئذ هو من أصدر أوامر مُباشرة بدهس الأقباط تحت عجلات المُدرعات ، فهم مسؤولون مسؤولية كاملة لما حدث لأقباط ماسبيروا مهما حاولوا التنكر لذلك ، فنعلم جيداً أنه يستحيل أن يقوم جُندى بفعل أى شئ مهما صغر حجمه بدون أوامر مِمَن هو أعلى منه فى الرُتبة  ، فبشاعة الحادث تكمن فى من هو القاتل هذه المرة ؟! فالضربة كانت مُباشرة وصريحة من قادة جيش المُفترض أن يحمى مواطنيه ورعاياه  بدلاً من أن يأمر بقتل الأبرياء ودهسهم تحت عجلات المُدرعات وكأنهم ليسوا ببشر!! فمعروف أن الدولة الرومانية هى أكبر دولة أضطهدت المسيحية ، والعصر الرومانى هو من أكثر العصور الذى سقط فيه شهداء مسيحيون ، ورغم أن الجيش الرومانى كان من أقوى جيوش العالم ، وكان معروف عنه أنه جيش جبار وغليظ القلب لا يعرف الشفقة ولا يرحم من يقع تحت يديه لكن مع ذلك كان يستحيل أن يمس شعرة من رأس مواطن رومانى مثله بأى أذى ، ولا يتجرأ على مُجرد إهانة مواطن رومانى ولا سيما إن كان غير محكوم عليه بعقوبة ما ، فلم يستطع فعل ذلك حتى قادة الجيش الرومانى أنفسهم فلم يستطع أى فرد من هذا الجيش وبتلك المواصفات التى ذكرتها أن يجلد أو يقتل مواطن رومانى كما فعل الجيش المصرى مع أبناء هذا الوطن المصريين أمام ماسبيروا ، فيحضرنى موقف حدث مع بولس الرسول عندما هاج عليه اليهود وأرادوا الفتك به  ،  فأراد الأمير بالجيش الرومانى تهدئتهم ومعرفة لماذا يشتكون على بولس هكذا لذلك أمر قائد المائة بجلد بولس .  
 
  *فيقول الكتاب فى سفر أعمال الرسل "فلما مدوه للسِياطِ قال بولس لقائد المئة الواقف ، أيجوز لكم أن تجلدوا إنساناً رومانياً غير مَقضىِِ عليه فإذ سمع قائد المئة ذهب إلى الأمير وأخبره قائلاً أنظر ماذا أنت مُزمع أن تفعل لأن هذا الرجل رومانى فجاء الأمير وقال له قل لى أنت رومانى فقال نعم فأجاب الأمير أما أنا فمبلغ كبير أقتنيت هذه الرعوية فقال بولس أما أنا فقد ولدت فيها وللوقت تنحى عنه الذين كانوا مُزمعين أن يفحصوه وأختشَىَ الأمير لما علم أنه رومانى ولأنه قد قيده .
 
فهذا الموقف حدث فى القرن الأول الميلادى فكانت جيوش العالم لا تحمى أبناء وطنها فقط بل تحترمهم وتعمل جاهدة للحفاظ على حياتهم ولا تمسهم بأذى مهما حدث ، فى حين أننا نرى فى القرن الواحد والعشرين أن الجيش المصرى يسفك دماء أبناء وطنه الأبرياء العُزل وبدلاً من أن يحمى أرواحهم نراه يزهقها لمُجرد أنهم خرجوا مُنددين بالظلم بشكل سلمى ، مُعترضين على هدم كنائسهم ، فهل من المعقول أن تكون عقوبة الإعتراض السلمى هو الموت بهذا الشكل البشع الغير آدمى ؟؟!! ففى موقف بولس الرسول مع الأمير الرومانى يقول الكتاب أن الأمير " أختشىَ" عندما علم أن بولس مواطن رومانى لمُجرد أنه قد قيده وكان  ينوى جلده رغم أنه لم يكن قد تم جلده ولو بجلدة واحدة بعد أن طالب بولس بحقه كمواطن رومانى غير محكوم عليه مُتسائلاً " هل يجوز لكم ان تجلدوا مواطن رومانى غير مقضى عليه ؟
 
وأنا أيضاً أريد أن أسأل الآن وفى القرن الحادى والعشرين وليس الأول الميلادى ، أقول أريد أن أسأل قادة الجيش المصرى الذين أعطوا أوامرهم بدهس أقباط ماسبيروا تحت عجلات المُدرعات وضربهم بالرصاص الحى ورمى جثامين البعض فى النيل  فى هذا اليوم الذى لن ننساه ما حيينا ، هل يجوز لكم أن تقتلوا وتسفكوا دماء بريئة لمواطنين مصريين غير مقضياً عليهم ؟؟!!                                                                                

      * فحادث ماسبيروا كان الطامة الكبرى و صدمة مُدوية فحقاً كان هول الصدمة صاعق ولا سيما انه جاء بعد ثورة يناير التى توسمنا فيها خيراً وإعتقدنا أنها تُبشرنا بعهد جديد يخلو من الطائفية والتمييز والإضطهاد ضد أقباط مصر ، فكان موقف شاذ وغريب وغير مُتوقع ولا سيما أن يتداول التليفزيون المصرى أخبار كاذبة لتأليب المصريين المُسلمين على المصريين الأقباط لتحدث حرب أهلية فتقضى على الأخضر واليابس ، فهل لم يكفى الجيش المصرى 21 قرن من الزمان ليلحق بالجيش الرومانى بالقرن الأول الميلادى فى التحضر والرقى وحقوق المواطن !!              

 فقد مر عام بأكمله على ذكرى شهداء ماسبيروا  ولم يقتص أحد لدماءهم إلى يومنا هذا ، لكن من يعتقد أنه سيفلت من عدالة الأرض لا ينتظر أن يفلت من عدالة السماء  ، لأنه مُخيف هو الوقوع فى يد الله الحى ، فإن الله يرى ويسمع ويسجل ويعمل كما قال قداسة البابا شنودة الثالث نيح الله نفسه ، ومهما طال الزمان لابد أن يقتص لدماء الأبرياء الذين يصرخون له مُنادين بالقِصاص ، لكن لكل شئ زمان ولكل أمر تحت السماء وقت .




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :