حمدى عبد العزيز
الفنانة عفاف شعيب التي لااعرف على وجه التحديد هل هي معتزلة أم أن كاميرات السينما والدراما قد أعرضت عنها لأسباب أخرى
عفاف شعيب التي لااعرف لها آداءً إبداعياً قد كسر الدنيا وخلدها كنجمة لاتبارى في سماء الفن والدراما .. خرجت علينا هذه الأيام لتتحدث عن معاناتها في الحصول على ملابسها الألمانية المستوردة نتيجة الصعوبة التي يجدها صاحب المحل في الإستيراد!!!!!
والمعلوم أنها قد سبق أن ظهرت اثناء الإندلاع الشعبي العظيم في 25 يناير 2011 لتشكو من كونها لاتتمكن نتيجة الأحداث من الحصول على طلباتها من الكباب والريش التي تعودت أن تتعشي هي وأسرتها بها ، وقد اتخذت ذلك كأساس تبني عليه إدانتها لثورة 25 يناير ، وتأييدها للرئيس المخلوع حسني مبارك ..
طبعاً لا أحد يصادر على حق السيدة عفاف شعيب في أن تأكل ماتأكله وتشرب ماتشربه وتلبس ماتلبسه ، والمسألة ليست مسألة حسد أو نظر بعين الحقد لماتأكله وتلبسه السيدة عفاف ، ولاأحد يزاحمها فيما تعيش أو يشاركها في أسلوب حياتها .. ولكن عليها أن تدرك وهي تتحدث عن طعامها وملبسها وسلوكياتها الخاصة التي لم تكن تخصنا من بعيد أو قريب ، وكان الأجدر بها أن تستغل هذه المساحة الإعلامية التي لاتتاح لمبدعين حقيقيين أو مثقفين يعبرون عن آرائهم في الحياة واحوالها بحرية .. كان الأجدر بها طالما قد اعطيت هذه المساحة أن تحدثنا عن عطائها الفني أو على الاقل عن رؤيتها للفن الذي انتسبت له واحتسبت عليه يوماً من الأيام .. لا أن تتحدث عن ملابسها التي اعتادت أن تكون مستوردة من ألمانيا ولاعن عشاؤها الذي اعتادت أن يكون كباب وريش .. هذا بشكل مبدئي .. أما إذا كانت قد قررت اعتزال الفن فعليها إذن أن تقرر عدم الظهور أمام الكاميرات اتساقاً مع هذا الاعتزال وربما حصولاً على ثواب إراحة الكثيرين من المصريين الذين ضجروا وملوا من التفاهات المسيطرة على الفضائيات والحوارات الفضائية في إعلام البيزينيس والتفاهة والزمر والطبل والإستربتيز السياسي الموالاتي اليومي الذي تديره نخبة طبقية ستقود الجميع إلى منحدر تصعب العودة منه ..
والأهم الذي أريد قوله
هو أن على السيدة عفاف شعيب أن تدرك عندما تتحدث ماذا تتحدث وماهي الظروف والأحوال التي تتحدث فيها بحيث لايصبح حديثها استفزازاً وإذاءً لمشاعر غالبية المصريين الذين هم من الشرائح المحدودة والمتوسطة فالفقيرة الحال .. ففي ظل أحوالنا الإقتصادية المتردية والإجتماعية المأزومة أصبحت غالبية المصريين في أحوال أصعب فمنهم من يكمل عشائه نوماً ومنهم من يدبر العشاء المكون من الفول والطعمية أو الجبن الرخيصة (وماادراك ماالجبن الرخيصة) لأولاده بالكاد ، ومنهم من يعيش حياته مهموماً بكيفية تدبيرها وتدبير ملابس أولاده وعلاج أمراض من يمرض من الأسرة .. لينتهي يومه بمشاهدة السيدة عفاف وهي تتحدث عن همومها الخاصة بتأخر الحصول على ملابسها الألماني المستوردة لتعثر المحل الذي تعودت أن تشتريه منه في الإستيراد !!!!
ياست عفاف
عندما يشترى أحدنا الفاكهة الآن من السوق يشترط على البائع، وضعها في كيس أسود غير شفاف حتي لايستفز محروماً أو يؤذي مشاعر من كان الله أعلم به كيف يدبر قوت يومه في هذه الأيام الصعبة .. عقلاء الناس ممن لديهم إحساس بالظروف التي يعيشها الناس هذه الأيام يفعلون ذلك ويتجنبون سلوكيات (الفشخرة) والخواء الإنساني والإستعلاء الطبقي
ياست عفاف
إما أن تكفي عن الخواء السطحي المستخفة بهموم الناس والمستفزة لمشاعرهم ، أو أن تصمتي وذلك هو أفضل لطالما فضلت الحجاب والإحتجاب عن الفن ..
أما إذا لم تفيقي من غيبوبتك الإجتماعية وجهلك بأحوال الناس .. فبلاها لقاءات تلفزيونية
، ارجوكي كمواطن مصري
( .. ارحمينا بقي .. )
حمدى عبد العزيز