مفيد فوزي
«مَن يملك الطموح، يملك مجده».
قالها أرثر ميللر، الكاتب الأمريكى، ومضى!.
■
الطموح قوة هائلة، عناق جميل بين الرغبة والإرادة، والفاقد للطموح عاجز، كسيح، فاقد للحياة والبهجة والشغف، مصابيحه مطفأة، وجوه الناس فى عينيه شاحبة.
■
جرى أمامى حوار بين د. مصطفى محمود وأنيس منصور، قال أنيس: قلتَ كل شىء، فى العلم والفن والدين وتطرقت إلى النبات والحيوان، فماذا بعد..؟.
قال مصطفى محمود: الطموح- يا أبوالأنس- حادث مشروع، والطموح لا سقف له. إنه نهاية بلا نهاية. إنه قوة متسلطة على النفس تحرك العقل وتشعل البدن.
■
الدول الطموحة تتوغل فى المستقبل بلا حساب وتخترق السحب والغمام وتدقدق بعنف على الأبواب المغلقة، الدول الطموحة تضيف حرفًا ربما كلمة، والدول غير الطموحة تفقد وعيها عند أول مشكلة، وينطفئ قمرها ليلة بزوغه!.
■
الطموح يهاتف الإرادة، يغازل النجاح، يلوى عنق الفشل، يجرى، يقفز، يصادق موج البحر ويرتمى على الشاطئ بفرح. إنسان بلا طموح فاقد الشهية، منزوع الرغبة، يقف مهرولًا عند مشروع مشكلة، ويسقط من أعباء لا شىء!.
■ مصر بلد طموح تصادق قمم الجبال، وتحاكى الشمس وتداعب السحب، جاءها يومًا ما قائد يحمل على كتفيه نياشين اسمه السيسى. طموحه للبلد غير محدود وغير معلوم لأنه يبنى من جديد ما فات عبدالناصر والسادات ومبارك. جاهزية هذا القائد فى قوة الحلم وذكاء الطموح.
■
أضاء الرجل بعزيمة رجاله الطرق وأبهرنا معماريًّا ولا يزال.. طرق مجالات لم نعرفها إلا فى الجمهورية الجديدة، طموح قائد، وطموح عالم، وطموح طبيب، وطموح فنان، تيار متجدد من القوى المعنوية وطاقة نور تتجلى لهذه العقول، فننهل من الجديد، ونرى القديم بوجه آخر وتعزف موسيقى الروح أفضل ألحانها، وصوت غناء بعيد أو قل همهمات عذبة تصاحبها، أهى الدفوف أم الطبول، لكن محطة المجد تقترب وقطار الطموح يلامس الرصيف ويعلن أنها ليست المحطة الأخيرة لأنه لا سقف للطموح!.
■
مصر تملك أن تكون مركزًا عالميًّا للأثاث الدمياطى، مصر تملك أدوات التصدير. مصر تملك كهرباء تضىء حياتنا وأكثر. مصر بتعدادها، الذى ينبغى أن يقف عند حد، لديها الطموح لإنهاء المشكلة السكانية.. مصر تملك ذلك الطموح، الذى يثير الهمم ويشعل الطاقات ويحرك الساكن ويجسد القوة، هناك عند المصرى فى تاريخه الإصرار اللامعقول، وهناك السر الأعظم فى بناء الأهرامات وتلك القوة الطاغية من الصبر والمجد.
■
طموح مشروع أن تستضيف مصر مؤتمرًا عالميًّا للمناخ. طموح مشروع أن يأتى إلى مصر قادة الدول للرأى والاستشارة بين زعماء المنطقة، فمصر صارت بطموحها الفذ قوة عالمية، وعندما يأتى زعيم أو سياسى إلى مصر فهو يأتى إلى حضن الأخ، ونحن لا نودع ضيفًا على سلم طائرة، بل أخًا بصلة الدم!.
■
هذه المشاعر التى تنتاب الطَّموح وهو يحقق طموحه منتشيًا تُذكرنى بعبارة عميقة جاءت فى كتاب لجمال الغيطانى «نجيب محفوظ يتذكر»، وأشارت إليها الشاعرة الموهوبة عزة بدر فى كتابها «الحب فى الرواية العربية». يقول محفوظ من داخل أهازيج الفرح بالحب- كأنه حقق طموح القلب والروح: إننى أحب لأول مرة، وعرفت كيف يغيب الإنسان وهو حاضر، يصحو وهو نائم، كيف يغنى وحده وسط الزحام، يصادق الألم وينفذ إلى جذور النباتات وموجات الغيوم.
■
اصعد فوق التل، لا تتردد!، عانق الصعب بقوة، لا تتردد!، تقدم للمعارك اليومية بإيمانك بذاتك لا تتردد!. مَن يملك الطموح لا يُقهر!.
نقلا عن المصرى اليوم