فؤاد إبراهيم
لا شك أن وراء إختفاء القبطيات دور تلعبه الجماعات الاسلامية وكل الهيئات التى تعضدهم المتفشية فى الجهز الحكومى نفسه، كما أكّد كثيرا الإعلامى الشهير إبراهيم عيسى. وأمام هذه الأخطار يجد الأقباط أنفسهم لا حول لهم ولا قوة. ويحاولون ترضية الأطراف المعتدية لكى يستطيعوا تحرير إبنتهم وارجاعها الى عائلتها وكنيستها.
على الجانب الآخر هناك مسؤلية عن هذه الكوارث تقع على عاتق المجتمع القبطى نفسه. فعلى الإقل يجب أن نعمل "واجبنا"، طالما لا نقوى على الجانب المُعتدى علينا. أى نعتبر هذه البلوى كارثة مثل الوباء أوالكوارث الطبيعية.
وهنا يجب أن نجيب بوضوح على سؤالين:
- ماذا يجب علينا عمله لكى نقلل من وقوع هذه الكوارث؟
- إذا وقعت الكارثة، كيف نكسر حدّتها والآثار المترتبة عليها ؟
وهنا نود أن نلقى الضوء على بعض الإمكانيات المتاحة لنا لدرء هذه الحوادث:
1. عمل نظام للإنذار المبكّر
An early warning system
من المعروف فإن إختفاء القبطيات لا يحدث بدون مقدمات أو علامات منذرة. وبما أن الوقاية خير من العلاج فيجب أن ندرّب خدّام الكنيسة على التعرّف على مقدّمات وعلامات الخطر قبل وقوعه و فوات الأوان. يجب على الخبراء الإجتماعين فى هذا المجال أن يعملوا قائمة بالمؤشرات التى نتيقظ اليها، مثل:
- تعرّض القبطية باستمرار الى الضرب أو الإهانه من أفراد عائلتها
- تعرّض القبطية للتنمّر من عائلتها أو زملائها وزميلاتها
- تغيّب القبطية المتكررعن المدرسة أو العمل أو البيت بطريقة سرية أو مبهمة
- الإنقطاع عن الذهاب الى الكنيسة أو مدارس الاحد
- الفشل فى الدراسة أو العمل والشعور بالفشل والحزن وخيبة الأمل
- الغرق فى الديون أو تلقى هدايا غير معروفة المصدر
- زواج الاخت الاصغر وشعور الاكبرمنها سنا "بالبوار"
- المشى مع أصدقاء السوء
- ادمان الإنترنت
ومؤشرات كثيرة أخرى يمكن إضافتها على هذه القائمة.
2. عمل نظام للتدخل المبكّر
An early intervention system
كُلّما كان التدخل مبكّراً وبحكمة، كُلّما حُلّت المشكلة بسهولة وبأقل الأضرار، تماما مثل مرض السرطان اذا أكتشف وعُولج فى مرحلة مبكّرة. ومن وسائل التدخل المبكّر يمكن أن نذكر:
- التواصل مع القبطية عن طريق إحدى صديقاتها للتعرف على الظروف التى تمر بها
- التواصل مع عائلتها لتهدئة الجو وخلق ظروف مناسبة لحل المشكلة
- تمكين القبطية إقتصاديا حتى لا يغريها الجانب الآخر بالأشياء المادية. مثلا يمكن مساعدتها لمزاولة نشاط تكسب منه قليل من المال لإصلاح معيشتها
- تمكين القبطية دراسياً اذا كانت متعثرة فى الدراسة، مثلا عن طريق إعطائها دروس تقوية فى المواد الدراسية التى تتعثر فيها
- تمكين القبطية إجتماعيا بدمجها فى مجموعة من القبطيات فى فئتها العمرية. وليس بالضرورة ان يكون نشاط هذه المجموعة دينيا بحتا. فيمكن ان تكون مجموعة لتعلم الحياكة او التطريز او الكمبيوتر أو الإشتراك فى فريق للتمثيل الكنسى او رحلات كنسية أو خلوات روحية، الخ...
- وأهم شيئ هو إغداق فيض من المحبة والتقدير والإحترام على الفتاة او السيدة، التى يكون الإفتقار إليها سبب المشكلة ذاته.
3. عمل توصيات لكيفية التصرف الحكيم إذا إختفت قبطية
بما أن إختفاء القبطيات متعدد فى أسبابه وكيفية حدوثه فلا يمكن التوصية باستراتجية واحدة للتعامل مع الحادث. لكن هناك بعض التدبيرات المشتركة فى مثل هذه الحالات يمكن اتخاذها وهى:
- العمل فى سرية تامة، إحتراما لخصوصية العائلة من ناحية وعدم إثارة الجانب المُعتدى من ناحية اخرى
- محاولة فتح قناة للتواصل مع القبطية المختفية لإعطائها كل الضمانات اللازمة فى حالة رجوعها لتعيش مكرّمة فى محبة وأمان
- إستشارة محامى قبطى فى كل الخطوات المتبعة، وخاصة إذا طُلب من الطرف القبطى التوقيع على مستندات وإقرارات ومحاضر رسمية
- التعاون والتناسق المستمر مع العائلة المتضررة حتى لا يكون هناك أقوال وإجراءات متضاربة تضر بالقضية
- إعطاء وسائل الميديا القبطية وغير القبطية المعلومات المناسبة التى يمكن أن يساهم نشرها فى فرصة إرجاع القبطية المختفية أو المختطفة بتصعيد المشكلة الى المسؤلين الكبار بطريقة سليمة من الناحية القانونية
4. عمل توصيات لكيفية التصرف بعد رجوع القبطية المختفية، للتعامل معها ومع عائلتها و المجتمع المحيط بها
- تهيئة فرصة إنتقالية للقبطية الراجعة لمدة عدة شهور تعيش فيها فى امان وبعيدة عن كل خطر
- تهيئة العائلة والمجتمع القبطى المحيط بها لقبول إبنتهم بكل محبة وحنان
- مساعدة القبطية فى الإندماج فى مجتمعها بطريقة أفضل مما كانت عليه سابقا
- تمكين القبطية العائدة إقتصاديا ومهنيا وثقافيا واجتماعيا كما أوضحنا سابقا
- تكثيف الرعاية الروحية للقبطية العائدة وكل أسرتها.
- تعضيد القائمين على هذه الخدمة ماديا واجتماعيا لانها خدمة مكلّفة
5. توصية عامة
يجب ان تحارب الكنيسة بشدة كل أنواع التمييز والقهر والعنف ضد الفتيات والنساء وخاصة فى المجتمعات الريفية.