Oliver كتبها
-السيد المسيح الكمال'> مشرع شريعة الكمال.على الجبل نطق بهذه الشريعة و وعظ مفسراً ما هو للكمال.جعل الإنجيل مفخرة للمسيحى بتعليمه الذهبى.على كلماته إستند المؤمنون و فى كل جيل ثبت بإزدياد صدق المسيح و أمانة وعوده.حين نقض تعاليم الفريسيين برهن بقوة على الفرق بين فكر الإنسان و فكر المسيح و ما بدا صعباً أو مستحيلاً على البشر تنفيذه صار بقوة المسيح و بعمل الروح القدس سلوكاً معتاداً لكل مؤمن صادق.مت5
-من أصعب الوصايا هذه التى تطالب الإنسان أن يدير الخد الآخر لمن لطمه على الخد الأيمن.للوهلة الأولى تبدو هذه الوصية ضد المنطق و كأنها تزرع فينا روح الإنهزامية و الإستسلام للظلم و تمنع الحصول على الحقوق بل تشجع المعتدى على الإستمرار فى طغيانه فهل هى كذلك بالفعل؟
-المسيح له المجد هو مشرع وصايا الكمال و أيضاً النموذج الأوحد للكمال المطلق.فكيف نفذ المسيح وصيته لنا بشأن اللطم؟حدث اللطم للمسيح فى موقفين.الأول وقت المحاكمة قبل الصلب.سأل رئيس الكهنة المسيح عن تعليمه و عن تلاميذه فأجاب :لماذا تسألنى ؟إسأل الذين سمعونى.حينئذ لطمه أحد جند رئيس الكهنة قائلاً :أهكذا تجاوب ئيس الكهنة ؟فماذا فعل المسيح؟ هل نفذ الوصية حرفياً؟ لا أبداً .بل إعترض على اللطمة مطالباً بالحق قائلاً : إن كنت قد تكلمت ردياً فإشهد على الردي .و إن حسناً فلماذا تضربنى؟يو18: 19-22.إذن المسيح طالب بحقه أن يثبت الضارب الخطأ و كذلك لم يحول الخد الآخر (حرفياً) و لم يسكت على الظلم بل جعل الخطأ على من لطمه .إذن لا تقاوموا الشر بالشر لكن قاوموا الشر بالحق.
- المشهد الآخر حين جروه نحو الصليب يو19: 3 و كانوا يبصقون فى وجهه و يلكمونه و يلطموه مت26: 67 يستهزأون به ساخرين :تنبأ من لطمك؟مر14: 65.فى مشهد الصلب لم يدافع عن نفسه و لا نطق بكلمة لأجل المعتدين إلا بعد أن إستكملوا كل بغضتهم حتى النهاية حينها على الصليب توسط لأجلهم المسيح قائلاً :يا أبتاه إغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون لو23: 34.إذن فى موقف اللطم من شخص معلوم كان هناك دفاع و فى اللطم على المشاع (إعتداء جماعى) كان من المسيح صمت و إحتمال بل و غفران.هكذا المسيح نفذ وصية الخد الآخر.و منه نتعلم و به نقتدى.
-هذه الوصية ليست للتنفيذ الحرفي بل لكي تنزع من القلب جذور الغضب و روح الإنتقام فتجد المحبة متسعاً للعمل بقوة فى الكيان الداخلى للإنسان.هى وصية تهيأ الإنسان أنه لن يقابل الشر بالشر و ليس محتملاً أن يبادل العنف بعنف.هذه وصية تغسل الإنسان من أعماقه إلى أعماقه لأنها أداة لتطهير لقلب من أصل الغضب وأيضاً هذه الوصية ليست وسيلة للخنوع تجاه الظلم أو الخوف من طلب الحق.
-إذن فى أية محاكمة سواء شرعية أو غير شرعية يجب على الإنسان المسيحى أن يكتسى بكل الشجاعة و يأخذ من قوة المسيح قوة ليدافع عن حقه .أما فى مواقف الإعتداء الجماعى (الإستشهاد مثلاً) فيجب على المسيحى أن يقلد المسيح كما قلده إستفانوس الشهيد وشهداء ليبيا و لا ينشغل بالدفاع عن نفسه بل بالشهادة للمسيح .
-لا تربط هذه الوصية بالأعداء لأن من يلطمنا ليس بالضرورة عدو بل ربما يكون أقرب الأقربين.شخصاً لا يصلح أن تخسره مهما تعرضت للمهانة .حينها إذا لطمك (معنويا أو جسدياً ) فعليك أن تحول له الخد الآخر أى محبتك الباطنية غير الواضحة لهذا الشخص المسيء.هذه الوصية للحفاظ على تماسك العلاقات و وأد النزاعات فى مهدها و منع تفاقم الصراعات بين ذات و ذات.هى وصية محبة تعالج الأزمات العائلية و الكنسية.
-من يظن أنه يجرح كرامتك مظهرأ أنه لا مكانة لك فى عينيه حول له الخد الآخر أي المعني الأهم للكرامه و هو أن تكون للمسيح مكانته فى حياتنا.من يلطم مجدك الشخصى حول فكرك إلى مجد المسيح.إن الوصية عن الخد الآخر تفتح لنا آفاق التداريب الروحية لمواجهة الجحود و الرفض و نكران الجميل.دائماً عند المسيحى خداً آخر لا يعرفه اللاطمون.فلنظهر للجميع هذا الخد الآخر السرى حتى قبل أن يلطموا الخد الجسدى.
-لطم الناس مؤلم فلا نلطم أحداً.لا تخاصم الوصية أو تجعلها ضدك أبداً.لأن كلام المسيح هو للحياة الأبدية.حياة الكمال مرتبطة بشخص المسيح له المجد.بدونه لا نقدر أن نعمل أسهل الوصايا فكم و كم أصعبها.لذلك من يتمسك بالمسيح كل يوم يرفعه و ينميه حتى يصبح غير المستطاع للمؤمن مستطاعاً و حتى يظهر المستحيل ممكناً دون حاجة إلى دليل .الحياة مع المسيح ربح ما بعده ربح.