منذ سبعة أيام أحبط رجال الجمارك فى مطار الغردقة محاولة راكب ألمانى من أصول مصرية قادم من هامبورج تهريب 680 قرص ترامادول.. وقبلها أحبط رجال الجمارك فى مطار القاهرة محاولة تهريب عشرة آلاف قرص ترامادول قادمة من فرنسا.. ومنذ ثلاثة أيام ضبطت وزارة الداخلية 48 ألف قرص ترامادول فى مختلف المحافظات.. ومنذ يومين فقط قررت الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات إدراج الترامادول فى قائمة المواد والعقاقير المحظور تعاطيها فى أى مسابقات وأنشطة رياضية..
وأعلن البولندى فيتولد بانكا أن منع استخدام الرياضيين للترمادول سيبدأ تطبيقه فى بداية يناير المقبل.. وهو ما يعنى أن الترامادول سيبقى مسموحا به رياضيا فى أى مسابقات وبطولات رياضية حتى آخر ديسمبر، بما فيها نهائيات المونديال الكروى المقبل فى الدوحة.. وقال بانكا إن هذا القرار سبقته بحوث ودراسات كثيرة مولتها الوكالة وأثبتت أن الترامادول يمنح من يتعاطاه قوة وقدرة أكبر مما يخل بمبدأ النزاهة والعدالة الرياضية.. وأكد بانكا أيضا أن الوكالة قررت ذلك تضامنا مع بلدان كثيرة منعت تداول وتناول الترامادول إلا لأغراض طبية فقط.. وهو ما قامت به مصر بقرار وزير الصحة رقم 125 لسنة 2012 وأصبح الترامادول بعدها ضمن الجدول الأول للمواد المخدرة الملحق بقانون مكافحة المخدرات رقم 182 لسنة 1960.. وبقرار الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات فى 2022.. اكتملت حرب مصر ضد الترامادول فى كل المجالات، بما فيها الرياضة..
وهكذا يبدأ فصل جديد من حكاية الترامادول فى مصر التى بدأت منذ قرابة ستين عاما وكانت إعلاناته فى البداية تؤكد أنه الدواء الساحر والمدهش والعجيب الذى يعالج الألم والصداع والروماتيزم والإنفلونزا والحمى والاكتئاب.. وأقبل كثيرون على استخدامه للتخلص من الأوجاع وساعد على ذلك الدعاية المكثفة مع الثمن الرخيص حتى اكتشفت مصر، مثل بقية العالم حولها، أنه يسبب الإدمان ويتحول مع الوقت من علاج للألم إلى سبب للألم عند التوقف عن تعاطيه، وارتبط بالكثير من الجرائم والمآسى.. ورغم تجريم مصر لتداول الترامادول الذى لم يعد رخيصا.. بقى كثيرون يلجأون إليه حتى أصبح أكثر المخدرات تداولا وانتشارا فى مصر يليه الهيروين ثم الحشيش.. ثم أصبح الترامادول أزمة رياضية منذ اعترف بتعاطيه لاعب الدراجات الكندى مايكل بارى فى 2012 وبدأ العالم يلتفت لهذا الدواء وعلاقته بالأداء والقدرة الرياضية حتى أصبح أخيرا من المحرمات الرياضية.
نقلا عن المصري اليوم
