عزة كامل
لم تكن «مهسا أمينى» الإيرانية الكردية، البالغة من العمر 22 عامًا، والتى كانت برفقة أخيها قرب محطة مترو، وذلك أثناء رحلة عائلية للعاصمة، تعرف أنها ستقضى نحبها فى تلك الرحلة، وتعود جثة هامدة إلى بلدتها، بعدما دخلت فى غيبوبة كاملة إثر اعتقالها المريب من «شرطة الأخلاق»، شرطة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، للنظام الإيرانى، تلك الشرطة المكلفة بفرض قواعد لباس صارمة.
اعتقلت الشرطة مهسا بحجة أنها ترتدى «الحجاب السيئ»، وعدم مراعاتها للحجاب الإسلامى، تعرضت للتعذيب، ثم ماتت فى غرفة العناية المركزة، مما أدى إلى احتجاجات غاضبة فى أنحاء البلاد، ولأول مرة فى تاريخ إيران يحتج الناس فى إحدى وثلاثين مدينة إيرانية ليعبروا عن غضب عارم، مطالبين بحقوق متساوية وإسقاط حكم الملالى، وامتدت الاحتجاجات فى جامعات طهران والمدن الأخرى بشكل غير مسبوق منذ 1979، وانتفضت النساء والفتيات، وتصاعدت احتجاجاتهن، وانتشرت مقاطع فيديو تظهر إيرانيات وهن يقصصن شعر رؤوسهن، وأخريات يحرقن حجابهن المفُروض عليهن من قبل النظام الدينى الحاكم فى إيران منذ الثورة الإسلامية، وبدأ الاحتجاج فى مواجهة قمع وقتل النساء والفتيات، نتمنى أن يحصل ذلك فى كل بلد يحكمه الملالى، البلاد التى تختلف فيها الأنظمة، لكن تتفق على اضهاد النساء، وعلى الملالى أن يرحلوا، وأن يوقف قمع واضطهاد النساء وقتلهن.
تذكرت خطاب الرئيس «جمال عبد الناصر» الذى ذكر فيه رغبة الإخوان فى فرض الحجاب، قال عبد الناصر: «فى سنة 1953 قابلت المرشد العام، وقعد وطلب مطالب، طلب إيه؟، طلب المرشد أول حاجة يجب أن نقيم الحجاب فى مصر، تخلى كل واحدة تمشى فى الشارع تلبس طرحة، رديت عليه: يعنى لو الواحد قال هذا الكلام، يقولوا رجعنا لأيام الحاكم بأمر الله اللى كان بيخللى الناس ما يمشوش بالنهار ويمشوا بالليل!.. كل واحد فى بيته هو اللى ينفذ هذا الكلام. فرد مرشد الإخوان: لا إنت باعتبارك الحاكم المسؤول، قلت للمرشد: يا أستاذ، إنت لك بنت فى كلية الطب موش لابسة طرحة ملبستهاش طرحة ليه؟، إذا كنت إنت موش قادر تلبس بنت واحدة اللى هى بنتكطرحة، عاوزنى أنا أنزل ألبس عشرة مليون طرحة فى البلد؟».
لم يكن جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية يعلم أن الحجاب سيفرض بعد رحيله من قبل الإسلاميين والأصوليين والمتطرفين عموما على معظم نساء وفتيات مصر، باعتبار أن حجاب المرأة حكم إلهى، وعلى كافة النساء الالتزام بذلك الحكم. على السلفية أن ترحل من مصر.
نقلا عن المصرى اليوم