أمينة خيري
بدأ العد التنازلى لبدء العام الدراسى. وأقترح أن نخرج قليلا عن التناول الكلاسيكى، وبدلا من الإغراق فى قوائم الطلبات اللامعقولة التى تطلبها المدارس الخاصة والأجنبية فى هذه المناسبة والتى تزداد لا معقوليتها هذا العام فى ظل الظروف الاقتصادية بالغة الصعوبة التى يعيشها الكوكب، وبدلا كذلك من الانشغال الكامل بالبحث عن أفضل المدرسين الخصوصيين وأنسب الـ«سناتر» لأبنائنا وبناتنا وهى المنظومة التعليمية اللاتربوية التى أصبحت قرين العملية التعليمية الرئيسية على مدار عقود.
وبدلا أيضا من الانشغال المقيت بنشرة أخبار التربية والتعليم الكاذبة التى تزخر بها منصات الـ«سوشيال ميديا» والتى تنتعش وتنتشر بفضل هواة الـ«لايك» والـ«شير» ومعتنقى مبدأ الشائعات عابرة حدود المنصات، حيث يهرع البعض من الأهل، لا سيما تنظيمات الـ«ماميز» إلى نقل الشائعات من «فيسبوك» أو «تويتر» رأسا إلى مجموعات «واتس آب» مع تذييلها بـ«منقول» وكأنهن يخلين مسؤوليتهن عما يعرفن فى قرارة أنفسهن إنه كذب أو افتراء أو ادعاء، بدلا من كل ما سبق وغيره لماذا لا نحتفل ببدء العام الدراسى بطرح سؤال: لماذا نتعلم؟.
لماذا تعلمنا؟ ولماذا نعلم أبناءنا وبناتنا؟ ولماذا نبذل الغالى والنفيس من أجل أن نعلم صغارنا؟ تبدو الأسئلة ساذجة، لكن لو كنا حقا صادقين فى حكاية رغبتنا فى إصلاح التعليم التى نتداولها جميعا بشكل أو بآخر فى العقود القليلة الماضية، علينا أن نطرح السؤال على أنفسنا ونجيب عنه بكل صراحة ودون بحث على «جوجل»: لماذا نتعلم؟.
وحتى أكون صريحة معكم، فقد كتبت بالإنجليزية على «جوجل» «لماذا يتوجب علينا أن نتعلم؟ الإجابة الأولى التى طالعتنى جاءت كالتالى: هناك أسباب كثيرة تجعل التعليم مهما، لكن كل الأسباب ترتبط ارتباطا وثيقا بأهداف الشخص فى الحياة وأمله فى تحقيق رفاهيته فى المستقبل.
وأكثر الأسباب التى تجعل التعليم مهما للغاية هى: يساعد التعليم الشخص على صقل مهارات الاتصال لديه عبر تعلم القراءة والكتابة والكلام والاستماع. التعليم يطور القدرة على التفكير النقدى، وهذا أمر حيوى فى تعلم الشخص كيفية استخدام المنطق عند اتخاذ القرارات والتفاعل مع المجتمع، مثل تعزيز الإبداع وتحسين إدارة الوقت. كما يساعد التعليم الشخص على تلبية المؤهلات الوظيفية الأساسية المطلوبة ويزيد من احتمالية حصول الشخص المتعلم على وظيفة».
ولن أتطرق إلى بقية الأسباب المذكورة ومنها أن التعليم يعزز المساواة بين الجنسين ويساعد على تمكين الفتيات، وأنه يقلل من وفيات الأطفال حيث الأم المتعلمة قادرة على رعاية صغارها وتقليص معدل الوفيات بينهم، وغيرها من الأسباب.
ونعود إلى السؤال: لماذا نعلم أبناءنا وبناتنا؟ هل لأن هذا ما ألفنا عليه آباءنا؟ هل لأن التعليم يعطى المتعلم مكانة اجتماعية تضعه لأن ابن خالته وابنة عمه المتعلمين ليسا أفضل منه؟ هل نعلمهم ليحصلوا على الشهادة التى نضعها فى غرفة الصالون؟ لماذا نعلمهم؟ فى انتظار ردودكم.
نقلا عن المصرى اليوم