بقلم: القس. جرجس عوض

منذ أيام وبالتحديد في السادس من أكتوبر المجيد نتذكر عبور قواتنا المسلحة قناة السويس ويليها من ملحمة تاريخية شهد لها العالم لقد اتحد جنود مصر البواسل معا  ولم يستطيع العدو أن يفرق بين عبد المسيح وعبد النبي بين حنا ومحمد كانوا معا بزي واحد وضعوا أيديهم  في أيدي بعضهم البعض وتقدموا علي العدو لم تفرقهم نيران مدافع العدو ولم ترهبهم مركباته أو مدرعاته  لقد تعاهدوا معا علي الدفاع عن كل شبر من ارض مصر واختلطت  دمائهم علي ارض سيناء الحبيبة ولم يستطع احد أن يفرق بين دماء محمد وحنا وتم النصر. وفرحت مصر ودقت أجراس الكنائس وكبرت الجوامع وتعانق الهلال مع الصليب والفرحة عمت  الآباء والأبناء وصاح صوت زغاريد النساء.
 
وقتها دارت السواقي وروي الفلاح أرضه وغنى تلاميذ المدارس بأغاني الحرية وخرج إمام الجامع مع قسيس الكنيسة وداروا في كل شارع وكل حارة والفرحة لم تفرق بين المسيحي والمسلم  ليعلنوا أعظم خبر لكل الجموع أن النصر قد تحقق علي يد الأبطال حنا ومحمد ومن وقتها تحتفل مصر بأعظم حدث في تاريخها ذكري السادس من أكتوبر .إلي أن جاء يوما حول فرحنا إلي نوح وزلزل وحدتنا يوم وقع علي قلوبنا بالفاجعة.
 
 انه يوم التاسع من أكتوبر انه اليوم الذي عبر فيه قواتنا المسلحة بالمدرعات والمركبات علي أجساد حملة الصليب لكونهم تظاهروا سلميا لأجل حقوقهم وهدم  وتفجير كنائسهم وقتل أولادهم وخطف بناتهم اليوم الذي صنع تسونامي  طائفي وقد أدانه الضمير الإنساني والأخلاقي والديني الآدمي  وبينما هم يتظاهرون سلميا انقض عليهم قايين القرن الواحد والعشرون علي أخيه هابيل ليقتله وقتله بالفعل مات هابيل (شهداء ماسبيرو) بيد أخيه مات من شارك في صنع حرب أكتوبر مات من شارك في صنع ثورة الخامس والعشرون من يناير والحقيقة انه وان مات يتكلم بعد وبينما تتعالي أصوات مسيحي مصر ودول العالم وحقوق الإنسان وحقوق المواطنة كيف تقتل أخيك من أكلت يوما معه وتقاسمتما الخبز والماء معا .أين أخيك ؟؟ قال قايين: أحارس أنا لأخي؟ !!قالوا إن دم أخيك صارخا من ارض ماسبيرو إلي الله .
 
وصارخا إلي الضمير الإنساني فقال قايين لست أنا القاتل بل هناك طرف ثالث سرق المركبة ودهس بها أخي ...وسرق الثورة ...وسرق مصر وتنتهي قصة شهداء ماسبيرو بالتجاهل ولم يحاكم احد إلي الآن .. لقد بطلت وصمتت العدالة الإنسانية ..والسؤال الآن هل تبطل أيضا عدالة السماء ؟؟أقول نحن في انتظار العدالة الإلهية فحينما يصمت الإنسان يتكلم الله ونقول حقي عند الهي ..ونذكر الرئيس مرسي  بما وعد به في الدعاية الانتخابية  والتي كان نتيجتها الوصول إلى كرسى الرئاسة وهو محاسبة المسئولين عن إراقة دماء المصريين أياً كانت رتبهم ومناصبهم في الدولة.
 
والسؤال الهام إلي الدكتور مرسي هل سنستمر في دولتنا مواطنين درجة ثانية ؟ لماذا لم يتخذ خطوات ملموسة لمنع زيادة التوترات الطائفية ؟ ماذا تحقق للأقباط في مصر الجديدة .مصر بعد الثورة ؟  ولماذا لم يحاسب المتورطين من قوات الأمن والجيش والطرف الثالث على أحداث ماسبيرو؟
 
لماذا لم يحاسب من  أشعل نيران الفتنة الطائفية في احداث العنف والمصادمات بين أهالي دهشور ورفح ومن قاموا بتهجير الأقباط وإجبارهم علي ترك وظائفهم الحكومية..كيف يحدث هدم للكنائس في مصر؟ هل حدث هذا في تاريخ مصر؟؟ لقد حدث بعد تزايد الوتيرة الطائفية في الآونة  الأخيرة .
 
،عليك يا دكتور مرسي أنت وحكومتك أن تعترف بوجود مشكلة طائفية متفاقمة وعليك أن تضع قانون لتجريم الفتنة الطائفية ومعاقبة الجناة وإلغاء للجلسات العرفية .
 
وتجريم الاعتداء علي دور العبادة وحقوق الغير عليك أن تغرس قيم التسامح قولاً وفعلاً في مؤسسات الدولة، وضمان مساواة الحقوق بين المواطنين، وعقوبات مشددة ضد التعصب والتمييز.
 
ويراودني سؤال هام وهو لماذا  تختفي أجهزة الدولة المسئولة عند حدوث الأزمات الطائفية ؟؟لماذا نشعر بالطرش والعمى والخرس أثناء الأزمات الطائفية ؟ كيف نطمئن على مستقبل أولادنا في بلد تأكل سكانها ؟ نريد أن نعيش في وطن لا يمزقه  التعصب الديني والجنسي ولا ينبذ ولا يرفض الآخر  ويسوده عليه العدل والقانون واحترام الحقوق.. هل هذا يتحقق ؟؟ أم إنها أحلام تراود الخيال وتظل مصر تسير إلي الخلف يجرها عربات ثلاث الجهل والفقر والتعصب ؟