تفجيرات واشنطن.. ثماني سنوات من العار تلاحق الإسلام والمسلمين....
- د. نصر فريد واصل: عمل إرهابى.. شوّه صورة الإسلام وهدم جسور الثقة.
- جمال البنا: عار يلاحقنا.. يحتاج جهد كبير لإزاحته.
- عاصم عبد الماجد: القاعدة تنظيم إرهابي.. إحنا الخاسر الوحيد.. ليس لديّ أمل في تصحيح الصورة.
- د. سالم عبد الجليل: إرهاب مرفوض.. خسارة كبيرة.. نحتاج لإعادة بناء جسور التفاهم.
- الروائي ماهر فرغلي: بن لادن لا يمتلك سوى عقلية القتل والدمار.. وضع الإسلام في مأزق
تحقيق: محمد زيان – خاص الأقباط متحدون
ثمانية أعوام مضت على تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر التي اهتز لها العالم وشاهدها الجميع على شاشات التليفزيون مع هذا الكم الهائل من الخراب والدمار والتكلفة، ما هو المكسب الذي حققه العرب والمسلمون في هذه الأعوام الثماني التي صاحبت التفجيرات وحتى الآن؟ ومن المستفيد من هذه العملية؟، وهل ينطبق عليها مفهوم الجهاد كما جاء به الإسلام؟، أم قتل للأبرياء وغير ذوي الذنب؟ وإذا كان الأمر كذلك فما الوصف الحقيقي لما فعلوه؟ ومن هم الرابحون والخاسرون في سنوات ثمان منصرمة؟ وكيف يستطيع العرب والمسلمون تحسين الصورة لدى الغرب وبناء جسور ثقة متبادلة من جديد؟
التحقيق التالي يرصد آثار تفجيرات 11 سبتمبر في العام الثامن لها:
إرهابي
الدكتور نصر فريد واصل "مفتي الديار المصرية الأسبق" يشر إلى أن العرب والمسلمون خسروا كثيرًا على مدار السنوات التي أعقبت تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر، بداية من تشويه صورة الإسلام في الغرب ووصمه بالإرهاب وإلصاق التهم بالمسلمين، في حين أن ما فعلته القاعدة عمل إرهابي بكل المقاييس ولا يمكن اعتباره جهادًا كما جاء في الإسلام، فالجهاد لا يعني قتل الأبرياء وتدمير المنشآت الإقتصادية التي تدر فوائد اقتصادية على بلد آخر وربما يكون العائد متبادل في إطار العلاقات الإقتصادية بين الدول.
ويذهب الدكتور واصل إلى أن خسارة العالم العربي والإسلامي جراء ما فعله بن لادن كبيرة جدًا إذا ما قورنت بعمليات الإفلاس التي تجرى على البنوك وكساد التجارة وبوار الزروع، وأن العالم كله بدأ في استهلاك النظرة المترتبة على هذه التفجيرات تجاه المسلمين باعتبارهم أرهابيون ويحضون على القتل والدم، حتى انتشرت الصورة التقليدية ضد كل ما هو مسلم بأنه الإرهاب.
وعليه فإن خسارة العالم العربي والإسلامي خلال السنوات الثماني الماضية أفقدت الغرب الثقة في العالم الإسلامي والتعامل معه بجدية، وهو ما يعود على عالمنا بخسائر على المستوى الإقتصادى والسياسي والثقافي.
عار
أما المفكر الإسلامي "جمال البنا" فقد وصف ما حدث في سبتمبر 2001 من تفجيرات لمبنى برج التجارة العالمي بأنه عار على العرب والمسلمين ملتصق برقبتهم يلاحقهم منذ 8 سنوات، ويحتاج إلى مجهود كبير لإزالة تبعاته، فما سماه البعض جهاد مقدس ضد الغرب الكافر لا يمكن أن يكون فى أدق الأوصاف إلا إرهاب غشيم ضرب الإسلام والمسلمين في مقتل وشوه صورتهم بين العالم حتى أفقد العالم الثقة وبناء جسور التواصل بين هذا العالم المتقدم وبين عوالمنا التي باتت في حكم الأمم المدججة بالسلاح لقتل الأبرياء.
وشدد البنا على نبذ الأفكار التي تحكمت في عقلية 11 سبتمبر وضرورة القيام بدور تنويري من قبل المثقفين لتوعية الشباب حتى لا يقع في براثن هذا الفكر المتخلف الذي يقضي على كل كل شيء ويكره كل شيء، مع ضرورة المواجهة العملية من لهذه الأفكار المتطرفة بأفكار تنويرية تدعو إلى قيم الحق والعدل والسلام وإقرار الخير في العالم والتعاون بين الحضارات ونبذ الصراع وإشاعة ثقافة التصالح في ربوع العالم.
يتساءل البنا.. عن أي جهاد يتحدثون في ظل ما شاهدناه من قتل للمدنيين الأبرياء الذين تُحرّم كل الديانات قتلهم وتدمير المنشآت الآمنة؟، وماذا يعني أن نجد من يقوم بتدمير ميدان بأكمله لمجرد وجود واحد فقط يعتقد هو أنه كافر؟ ومن الذي أعطى له الحق لكي يكفر من يشاء ويدخل من يشاء في رحمته.
خسارة
أما عاصم عبد الماجد "القيادي بالجماعة الإسلامية" فيؤكد أن العرب والمسلون خسروا كثيرًا على مدار السنوات الثماني الماضية، والتي أعقبت الحادي عشر من سبتمبر التى نفذتها مجموعة لا تزيد عن ألف أو ألفين ولا تمثل العالم الإسلامي بالفكر أو بالكلمة، مشيرًا إلى أن استهداف المنشآت الموجودة في البلاد الغربية أيًا كانت هذه البلاد مرفوض وقتل الأبرياء أيضًا مرفوض تمامًا.
ويذهب عبد الماجد إلى أن أول هذه الخسائر هو تدمير واحتلال دولتين هما العراق وأفغانستان وقتل الكثير من المدنيين في مقابل الذين قُتلوا في 11 سبتمبر.
وينتقد عبد الماجد الفكر الذي نفذ تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر مشيرًا إلى أن الجماعة الإسلامية أصدرت عدة بيانات وكتب تدين فيها فكر الإرهاب والقتل والتفجير.
ويرى عبد الماجد أن الإعلام الغربي هو الذي كسب المعركة لصالحه، فاستطاع أن يجعل تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر هي الإسلام وأن الذين نفذوها هم المسلمون بينما المسلمين يختلفون تمامًا مع هذا الفكر.
أما عن إمكانية تحسين العلاقة بين الإسلام والغرب فيذهب عبد الماجد إلى أنه ليس لديه أمل في إمكانية ذلك، بسبب سيطرة الإعلام الغربي على الأمور وتحكمه في بث ما يريده عن الإسلام.
مرفوض
ويشير الدكتور سالم عبد الجليل "وكيل وزارة الأوقاف" إلى أن الإرهاب مرفوض من جميع الأديان بما فيه الإسلام، وأن ما حدث في 11 سبتمبر من تفجير برجي التجارة العالمي إنما إرهاب واضح لا تقره الأعراف ولا المواثيق، مشددًا على رفضه الشديد لما تقوم به بعض الحركات الإسلامية التي تمارس العمل المسلح من قتل وإرهاب للمدنيين وتدمير منشآت آمنة لا علاقة لها وليس للأبرياء من ذنب يُذكر.
ويشير عبد الجليل إلى خسارة العالم الإسلامي في ظل السنوات الثماني المتقدمة، وتتمثل هذه الخسارة في تشويه الصورة ولصق تهمة الإرهاب بالإسلام واحتلال بلدين عربيين ومسلمين ونبذ التعامل مع العرب في دول الغرب لما وصل إلى أذهان المواطن الأمريكي ومسامعه من أن الإسلام دين القتل والعنف، مؤكدًا على أن هذه الخسائر تحتاج مجهود عظيم وجبّار لإعادة إحياء العلاقات بين العرب والغرب في إطار من الإحترام المتبادل والتفاهم.
عقلية جهادية
أما الروائي "ماهر فرغلي" والقيادي السابق بالجماعة الإسلامية فيذهب إلى أن العقلية الجهادية التي يحتكم إليها بن لادن مستمدة من كتب التراث التي وضعها الإخوان ومفكروهم أمثال عبد القادر عودة وسعيد حوى، حيث راهن بن لادن والظواهري على تحقيق مكاسب من خلال الزج بالشباب لتنفيذ عمليات انتحارية ونشر بيانات التهديد بدون مشروع واضح غير مشروع القتل والدمار وبدون استراتيجية إلا تلك القائمة على استثمار الموت لتحقيق مكاسبهم، وهي الاستراتيجية المستمدة من جيفارا وثوار أمريكا اللاتينية استطاعوا من خلالها وضع الإسلام في مأزق حقيقي.
ويشير فرغلي إلى أن بن لادن والظواهري وأتباعهم يطرحون أفكارًا تتعامى عن الواقع والحاضر وتمثل تأخرًا في الوقوف مع الذات وتفتقد إلى رؤية واضحة ولا تملك إلا قوة إرهابية فقط.
شاهد فيلم وثائقي عن أحداث 11 سبتمبر الإرهابية
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :