د. أمير فهمى زخارى المنيا
حتى الدستور لم يسلم من نكات المصريين ففي الامثال الشعبية يقال (لا احم ولا دستور)!
يُقال إن الآغوات الأتراك، جمع آغا، كانوا يقولون «دستور» طلباً للاستئذان للدخول على أهل الدار، أو «نحوه» من الأفعال التي يُستَأذن للقيام بها، بل إن العامة يقولون، ذَمًّا لمن دخل مكاناً من دون إذن، أو قل حياؤه بفعل شيء ليس له أن يفعله: إنه دخل، أو فعل «من دون إحم ولا دستور».
لكن حكاية هذا المثل ليس لها علاقة بالاستئذان بالمرة .
اما الحكاية فقد بدأت فى اوائل الثلاثينات من القرن الماضى عندما تم تعطيل العمل بدستور 1923م وذلك فى عهد وزارة اسماعيل صدقى من وزارات الاحزاب الاقلية آنذاك الذى حكم البلاد حكما دكتاتوريا على البلاد فى الفترة بين 1930/6/19 الى 1933/9/27 فحل البرلمان وابطل دستور 1923م واعلن دستور جديد (دستور 1930م) يوسع فيه سلطات الملك والف حزبا جديدا برئاسته وهو حزب الشعب.
فحدث ان رجلا مصريا كان يمشى ليلا بجوار أحد رجال الشرطة وصدرت عن المواطن كحة خفيفة ...إحم ...فقال له الشرطي (امشي فى حالك) فرد المواطن يعنى هو مفيش فى البلد دى لا احم ولا دستور...
وفى رواية أخرى بنفس المعنى:
اسماعيل صدقي الديكتاتور منع الناس من الحديث عن الدستور فى أى مكان، ولو سمعوك بتقول دستور يقبضوا عليك. وفعلا نشر المخبرين فى كل الأماكن حتى المساجد. وبقوا يدخلوها يشوفوا الناس بيتكلموا في إيه.
ومرة دخل مخبر للمسجد وكان الشباب بيتكلموا عن تعديل الدستور. فواحد من الشباب قال "إحم". عشان ينبه الشباب يسكتوا. المخبر قال: إيه إحم دي؟ الشاب قال: "هوه يعني لا إحم ولا دستور"..
ومنه انتقل المثل الى القطر المصري ومعظم البلاد العربية...احنا النهارده بنقول احم ودستور كمان ...