هاني لبيب
نشأت «الجامعة الشعبية» سنة 1945، وكانت تتبع حينذاك عبدالرازق باشا السنهورى «وزير المعارف»، وكان هدفها الرئيسى إلحاق عامة الشعب بالتعليم، وتعليم القراءة والكتابة وبعض المهن البسيطة، ثم أضيف إليها تذوق الفنون والآداب. وعُرفت باسم «ثقافة الجامعة». واستمرت هكذا حتى قام د. ثروت عكاشة «وزير الثقافة الأسبق» بتغيير اسمها إلى «الثقافة الجماهيرية» سنة 1965. ثم تغير اسمها إلى «الهيئة العامة لقصور الثقافة» سنة 1989 لتتحول إلى هيئة عامة ذات طبيعة خاصة تابعة لوزارة الثقافة.
الهيئة العامة لقصور الثقافة هى القطاع الأهم فى وزارة الثقافة، وهى المنوط بها الوصول بالخدمات الثقافية إلى كل فئات المجتمع على مستوى الجمهورية.. استنادًا إلى أن لها منافذ للتواصل فى كل المحافظات عن طريق المقار التابعة لها، سواء كانت قصورا أو بيوت ثقافة أو مكتبات. وتهدف فى عملها إلى رفع المستوى الثقافى، وتوجيه الوعى القومى للمواطنين فى مجالات السينما والمسرح والموسيقى والفنون الشعبية والفنون التشكيلية وخدمات المكتبات فى المحافظات. كما قامت بدور متميز فى مواجهة الأفكار المتطرفة ومكافحة الإرهاب، وذلك من خلال ما قدمته من ندوات تثقيفية للارتقاء بعقول المواطنين فى مواجهة مثل تلك الأفكار. وفى سبيل تحقيق ما سبق، ترتكز فى عملها على انتظام إقامة الفعاليات والأنشطة الثقافية، وتطوير المحتوى الثقافى والفنى الذى يقدم سواء بتغيير الأنشطة والبرامج غير المؤثرة أو تطويرها.
يذكر أن ميزانية الهيئة العامة لقصور الثقافة بلغت مليون جنيه سنويًا، وإجمالى عدد القصور العاملة حوالى 500 قصر، و14 قصرا مغلقا لأسباب إنشائية على مستوى الجمهورية.
أُثقل كاهل الهيئة بكثرة التعيينات، نظرًا لتدخل المحسوبيات. ويتراوح عدد العاملين بها بين 14 و16 ألف موظف، وهو ما يعادل نصف موظفى وزارة الثقافة المصرية كلها تقريبًا. كما تبلغ ميزانية الهيئة العامة لقصور الثقافة 648 مليون جنيه، واحتياج فورى لزيادة الميزانية 500 مليون جنيه إضافى.. حسب تصريحات منشورة لأحمد عواض رئيس الهيئة السابق، بينما صرح رئيسها الحالى المخرج هشام عطوة بأن الميزانية وصلت 400 مليون جنيه!.
أسئلة شائكة ومعلقة:
1 - إلى متى نترك قصر ثقافة يمكن أن يديره 10 أشخاص، وفعليًا يعمل به 200 شخص بلا وظائف محددة؟ وإلى متى نترك التهام المرتبات لـ 90% من الميزانيات والمخصصات المالية للثقافة؟.
2 - ما الحل مع مشكلة قصر ثقافة الأقصر الذى يعانى التكدس، لدرجة وجود 1400 موظف تقريبًا دون فائدة ملحوظة؟ وقصر ثقافة الزقازيق الذى يعمل به 5 فقط مؤهلات عليا من أصل 45 موظفا؟.
3 - كيف يستقيم أن يكون عدد العاملين ببيوت الثقافة، التى لا تتجاوز مساحتها 60 مترًا، ضعف عدد العاملين بالقصور المركزية، وأن الغالبية العظمى من المؤهلات العليا ليس لها علاقة بالفنون والإبداع؟.
4 - أين الخطة الاستراتيجية المفعلة والمطبقة للصيانة والترميم والتطوير والتحديث ورفع الكفاءة ودعم البنية التحتية؟ وكيف يستقيم ذلك مع تقليص الميزانيات الذى دائمًا ما يكون خصمًا من رصيد الأنشطة والبرامج والفعاليات؟.
5 - متى نعالج أزمات سياسات النشر بقصور الثقافة، سواء فى التأخير أو فى عدم تكرار مضمون بعض الكتب وعناوينها، خاصة مع المجلس الأعلى للثقافة، رغم وجود لجان تنسيق؟.
نقطة ومن أول السطر..
وجود رؤية ثقافية عملية باستراتيجياتها وأنشطتها هو السبيل الحقيقى لعودة كبار المبدعين لقصور الثقافة، وعودة اكتشاف المواهب لها.
الثقافة لا تحتاج لوزارة مركزية، بقدر ما تحتاج إلى هيئات مستقلة ذات طبيعة خاصة قانونيًا.. مثلما نحتاج إلى تأسيس «قصر الثقافة الديجيتال» وما يتبعه من تسويق إلكترونى للأنشطة..
والبرامج قبل الكتب.
نقلا عن المصرى اليوم