أصل الألفاظ العامية من اللغة المصرية القديمة3
د. أمير فهمي زخارى المنيا.
الشاروبيم أو الكاروبيم بالقبطية "كاروبيم" ومفرده "كاروب" وهم صف من الملائكة في الديانة المسيحية..
وأصل الكلمة مصري قديم "كا-رع-أب" وهى مركبه من "كا" بمعنى (شخص، شكل) ومن "رع" بمعنى (الشمس أو الله) ومن "أب" بمعنى (السماء أو العلو) فيكون معنى كلمه شاروبيم هو (شكل الله في السماء).
ومعنى الكاروبيم هو القرب في العبرانية، ولم يزل معنى القرب في هذه المادة في العربية، ففي القاموس " قاربه" وبالتالي فإن الكاروبيم من الملائكة المقربين، وهو في الفارسية بمعـنى (الحارس).
وقد ورد لفظ الكاروبيم في الكتاب المقدس أربعاً وثلاثين مـرة كلـها في أسـفار العهـد القديم (التوراة) ومرةً في العهد الجديد (الانجيل).
أما أهم أعمال هذه الملائكة في سفر التكوين فهو حراسة طريق شجرة الحياة، أو حراسة الجنة كي لا يعود لها الإنسان،
(تكوين ٣: ٢٤] (فَطَرد الإِنسانَ وأقَام شرقي جنة عدن الْكَـروبِيم ولَهِيـب سـيف متقَلِّبٍ لحراسة طَرِيقِ شجرة الْحياة.
وفي حزقيال وظيفة الكروبيم هي تنفيذ أوامر الله.
الشيطان كان من طغمة الكاروبيم قيل انه الكاروب المنبسط المظلل (حز 28: 14) وايضاً الكاروب المظلل حز (28: 16).
السيرافيم في الديانة المسيحية:
كلمه سيرافيم من القبطية والعبرية "سيرافيم" وهي في الديانة المسيحية طغمه من الملائكة ذات سته أجنحه ملازمه للحضرة الإلهية وتظهر معه...
كما وردت الملائكة المجنحة في القرآن دون تسميتها العبرانية {الْحمد لله فَاطرِ السماوات والْـأَرضِ جاعلِ الْملَائكَة رسلاً أُولي أَجنِحة مثْنى وثُلَاثَ ورباع يزِيد في الْخلْقِ ما يشاءُ إِنَّ اللَّه علَى كُـلِّ شيءٍ قَدير] {سورة فاطر آية1 {.
والكلمة مركبه من "سيراف" بمعنى (ملاك النور أو اللمعان) ومن "ام" وهي علامة الجمع.. والكلمة تعنى (الكائنات المشتعلة اللامعة).
وردت كلمة سيرافيم في الكتاب المقدس في سفر إشعياء مرتين فقط.
ويقول إشعياء انه رأي السيرافيم واقفين فوق العرش. ويبدو أنهم كانوا يقودون الكائنات السماوية في العبادة، حيث كان الواحد منهم ينادي الآخر قائلاً كما ذكر في (إشعياء ٦ :٣] (قدوس قدوس قدوس، رب الجنود، مجده ملأ كل الأرض).
آمين في الديانات المختلفة:
ان لفظ الجلالة الذي يعيش في قلوب المؤمنين في العالم أجمع، مع اختلاف أجناسهم ولغتهم وديانتهم، ويتردد على ألسنتهم في بيوت الله من معابد وكنائس ومساجد هو لفظ "آمين"...
وكلمه آمين من أحد أسماء الاله الواحد عند قدماء المصريين ومعناه (الذي لا تدركه الأبصار) ...
كان المصري القديم ينادى به ربه، ويختم به صلاته ودعاءه...
وانتقل من مصر الى طقوس العبادة في التوراة فردده اليهود بقولهم (أمان) ومع ظهور المسيحية تردد في الكنائس بقولهم (أمن) وردده المسلمون في المساجد بقولهم (آمين) أي (يارب)...
وقد وردت كلمه "أمن" في كتاب الموتى لبدج بمعنى (المختفي).
معنى كلمة امين التي يسن قولها بعد قراءة الفاتحة، فمعناها: استجب يا ربنا هذا الدعاء، لما تحويه سورة الفاتحة من دعاء الله -تعالى
ومما يلفت النظر أن كلمه أمان أو أمن أو آمين لم يرد لها أي ذكر في التوراة أو الانجيل أو القرآن...
والراجح أن كلمة “آمين” ذات أصول سامية ترد في العربية والعبرية والآرامية… وهو ما يعرف بالمشترك السامي في جذور الكلمات.
والى اللقاء في مقال جديد من أعرف لغتك " أصل الألفاظ العامية من اللغة المصرية القديمة4" تحياتي..
د. أمير فهمي زخارى المنيا.
----------------------------------------------------------------------------
المصادر:
- د. سيد كريم في كتابه المرأه المصرية في عهد الفراعنة صفحه 79.
- كتاب الموتى لبدج صفحه 132.
- أصل الألفاظ العامية من اللغة المصرية القديمة للمهندس سامح مقار صفحه 24.
- الملائكة في الكتاب المقدس "البابا شنودة الثالث سيرافيم طغمة، كاروبيم ملائكة".
- صفوان بن عبد الله بن صفوان بن أمية - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: مسلم - المصدر: المسند الصحيح - الصفحة أو الرقم: 2733